mena-gmtdmp

عن الذين لا يغسلون أرواحهم!!

مبارك الشعلان
أحياناً ندخل محلاً للورد؛ فلا يمنحنا الشعور الذي تمنحه لنا وردة واحدة ممن نحب، ولو دخلنا حقلاً للورد؛ ما كان أن يحرك فينا شيئاً مثلما فعلت هذه الوردة. إنها لغة الإحساس بالأشياء التي لا يفهمها إلا الراسخون في علم الحب وعلم الحياة؛ فإذا أحببنا؛ أصبحنا نرى الأشياء نفسها التي كنا نراها بعين أخرى، وروح أخرى، كما لو كانت على أعيننا غشاوة وعلى أرواحنا غمامة، ما كنا لنرى كل هذا الجمال والبهجة في الحياة بدون أن تغتسل عيوننا وأرواحنا بماء الحب... نحن في كل صباح نستحم، نأخذ «دشاً» لأجسامنا، ولكننا ننسى في زحمة الحياة أن نستحم من الداخل، ونأخذ «دشاً» لأرواحنا من الداخل. وسنشعر بعدها بالشعور نفسه المنعش اللذيذ الذي يجعلنا «أخف»، وأكثر رغبة في الحياة. غالباً ما نضحك ونتندر على أولئك الذين «لا يستحمون» لأيام عدة؛ فما بالنا بأولئك الذين لا يغسلون أرواحهم لسنوات عدة؟! فاغسلوا أرواحكم بماء الحياة، عندها فقط ستكتشفون كم هي جميلة تلك الحياة، وكم هو أجمل، إحساسنا بالأشياء!! لا شيء يجعل الأشياء من حولنا تتغير، إلا إذا أحببنا، الأشياء نفسها التي كنا نمر بها بالأمس وتثير قلقنا وحنقنا.. فلماذا أصبحت جميلة وممتعة؟ ما الذي تغير؟! نحن أم الأشياء؛ لكي تتغير مشاعرنا؟! الطريق نفسه الذي كنا نسلكه ويثير فينا الضجر والملل، أصبح اليوم مريحاً.. وغير ممل، فهل تغير الطريق أم مشاعرنا؟! وهذه الأشجار الباهتة والمغبرة أمس، بدأنا نشعر بنضارتها وبهجتها اليوم؛ هل تغيرت الأشجار؟! أم أن أشجار أرواحنا هي التي تغيرت؟! فاغسلوا أرواحكم بماء الحياة، عندها فقط ستكتشفون كم هي جميلة الحياة، وكم هو أجمل إحساسنا بالأشياء!! شعلانيات: • في كثير من الأحيان، خسارة معركة؛ تعلمك كيف تربح الحرب. • اصنع المستقبل بدلاً من أن تحاول إعادة تصميم الماضي. •إذا كنت ترغب في استكشاف بحار جديدة، فعليك أولاً مغادرة الشاطئ!