قبل فترة كتبت مقالاً ساخراً «أتهكم» فيه على بعض ممارسات الزعيم الكوبي فيدل كاسترو «المستقيل» استقالة بطعم الموت، والذي اكتشف بعد 50 عاماً «فقط» أنه أخذ من وقت الشعب الكوبي بخطبه المطولة التي تستغرق في بعض الأحيان 6 ساعات متواصلة. بعدها اتصل بي شخص رأسمالي معروف بآرائه الرأسمالية التي تصل إلى أعلى مراحل الإمبريالية، وهي التي يحاربها فيدل كاسترو على مدى 50 عاماً بخطبه.. فتوقعت أن يشاركني الرأي باعتباره أحد رموز الرأسمالية، والإمبريالية التي يهاجمها الرفيق كاسترو.. إلا أنه أعطاني مبرراً لإعادة اكتشاف الأشياء، وقراءة الأمور بالمقلوب أحياناً لكي تستقيم القراءة. فهو اتصل محتجاً.. ومارست ديموقراطيتي.. وقبلت احتجاجه إلا أنه لم يبادلني الديموقراطية لكي يسمح لي بأن «أحتج» على احتجاجه.. مثلما أعطيته حق الاحتجاج فقلت له رأسمالي.. فلماذا تدافع عن رموز اشتراكية.
قال: الرأسمالية.. أكل عيش.. والاشتراكية هواية..
فأنا صحيح رأسمالي (والكلام لصاحبنا الاشتراكي) ولكن لديّ ميول اشتراكية!
وحتى هذه اللحظة لم أعرف كيف «أهضم» هذه، وكيف «أبلعها»!
على كل حال قلت لصاحبنا الرأسمالي صاحب الميول الاشتراكية إنني لا أحب السياسة، وانطلق في كتاباتي من منطلقات إنسانية لا علاقة لها بالتصنيفات السياسية.. وإذا كان لديه آراء سياسية فليحتفظ بها لنفسه لأنني غير معني بها، وقلت له إنني مستعد لأن أعتذر لفيدل كاسترو وجميع رفاقه الثوريين ممن يجلسون في فنادق الـ«خمسة نجوم»، ويحتفظون بميولهم الاشتراكية بشرط أن يطبق نظرياته الاشتراكية، ويتخلى عن رأسماليته، ويقبل أن أشاركه في «ثروته» إذا كان مؤمناً بالاشتراكية. فإذا فعل فهو بذلك يطبق النظرية التي آمن بها، ويكسب من ذلك اشتراكياً جديداً يؤمن بفكره وفكر الاشتراكية هو العبد الفقير لله الذي آلت إليه ثروة هذا الرأسمالي صاحب الميول الاشتراكية.. ولكنه لم يفعل ولن يفعل.. فهو من ذلك النوع الذي يعيش حياته على طريقة هذا أحبه وهذا أريده من أصحاب الميول المزدوجة الذين تنازعهم رغباتهم وميولهم بين ما يحبونه وما يريدونه.. فهذا النوع من الناس يحاول إقناع الناس بأشياء لم يقتنعوا هم بها أو على أقل تقدير لديهم قناعات معلبة تنتهي صلاحيتها متى ما تعارضت مع مصالحهم!
شعلانيات:
• إذا لم تستطع أن تنظر خلفك؛ لأن ماضيك مؤلم، ولا أمامك؛ لأن مستقبلك مظلم فانظر إلى السماء تجد من لا يظلم.
• الطفل يتعلم في سنتين كيف يفتح فمه، ويظل طول عمره يتعلم كيف يقفله!
• الذي لا تملكه ليس شيئاً.. الذي يملكه غيرك هو كل شيء.. منتهى الطمع!





