أتساءل لماذا أصبحت لا أسمع سوى الأخبار المؤلمة؟ أين ذهبت الأخبار المفرحة والسارة من حياتنا؟ تُرى أين ذهبت الرحمة من القلوب والرضا من النفوس؟ أين رحل الطيبون؟ هل هربوا بعد أن أصبحت الطيبة وصمة عار على صاحبها، ومنطق القوة هو مصدر الاحترام، وأصبح العالم يثمِّن الإنسان بالمادة؟ فكل منا له سعره، لماذا لم أعد أفهم أو أصدق أو أستوعب ما يحدث في سلوكياتنا؟ فالبعض يصرخ بطلقات تدمي منْ أمامه، والآخر لوَّنت الدنيا قلبه بسواد دامس، وهناك منْ يفتقر كلامه للصدق والأمانة أو تتخلل كلامه عبارات خبيثة، ماكرة مغرضة، وهناك بمنتهى البساطة منْ يُحلل الحرام ويُحرم الحلال.
الإخلاص، الوفاء، الطيبة، الحب، الصداقة، الأخوة، النخوة، الشهامة، الشجاعة، الإيثار، والتضحية، معانٍ تلمس الوجدان وترمز لصفاء الروح وسمو النفس، وهي الأصل في التعامل الإسلامي الإنساني، التي من خلالها نكتشف معادن منْ نتعامل معهم، ما إذا كانت من ذهب أو فضة أو ألماس أو صفيح أو قشرة، حتى هذه القدرة، بدأنا مع تلون الوجوه والألسن، نفتقدها ولم نعد نميز بين المعادن، إن القلب الذي يزحف فيه العنف والكراهية لكل ما هو خير، والقلب الذي يسكن فيه اليأس ويتنفس حقدًا وانتقامًا هو قلب لا رحمة فيه، قلب مظلم بلا مستقبل، القلب الذي يفاجئنا بالخيانة والغدر ويهون عليه زرع الكآبة والإحباط ويتركنا نعاني الغم والهم والندم، هو قلب لا يرحم ولا يستحق العيش معنا ولا بيننا. وأفكر ترى ما سبب قسوة تلك القلوب، التي تضرب في مقتل صميم استقرارنا وخصوصياتنا وراحتنا وهدوئنا؟ بالتأكيد هم عينة نصبت الشيطان قائدًا لأفئدتهم وعقولهم واغتالوا ضمائرهم.
أنين الحياة
لماذا توحش الناس هكذا وأصبحت لهم أنياب ومخالب ينهشون بها في عنف بعضهم بعضًا؟ لماذا أصبح الناس كل واحد منهم يكره الآخر؟ لماذا أصبحنا نتمنى الشر للآخرين؟ لماذا تحولنا إلى شعب من الشمتانين نفرح لمصائب الناس وبلاويهم؟ ما كل هذا الحقد؟
(محمود صلاح)
همس الأزاهير
بعض البشر طبعه مقدر ومحشوم
وبعض البشر عيب عليك احترامه
اللي ستر عيبه عن الناس بهدوم
وش يستره لاصار عيبه كلامه