بطلة فيلم «الكهف» تفوز بجائزة أوروبية رفيعة لشجاعتها أثناء الحرب

أماني بلور
أماني بلور
أماني خلال تلقيها الجائزة
أماني بلور
الطبيبة أماني أثناء قيامها بإسعاف المصابين
أماني بلور
الطبيبة أماني بلور
8 صور

حصلت بطلة الفيلم الوثائقي المرشح للأوسكار الكهف (The Cave)، طبيبة الأطفال السورية أماني بلور، التي كانت تدير مستشفى تحت الأرض اسمه «الكهف» في الغوطة الشرقية في الفترة 2012 - 2018. على جائزة «مجلس أوروبا راؤول فالنبرغ» لعام 2020. حيث مُنِحَت الجائزة للطبيبة السورية التي تقيم حالياً في تركيا لشجاعتها الشخصية، والتزامها بإنقاذ مئات الأرواح خلال الحرب السورية.


وأشادت الأمينة العامة لمجلس أوروبا، ماريا بوريتش بالطبيبة السورية التي خاطرت بحياتها من أجل مساعدة المحتاجين للرعاية الطبية، ونوهت بشجاعتها: «لقد أنقذت أرواح الأطفال والعديد من الأشخاص الذين كانوا يعانون من آثار الأسلحة الكيماوية..حقوق الإنسان والكرامة الشخصية ليست رفاهية في زمن السلم».

 

أهمية الجائزة 

الفيلم الوثائقي السوري الكهف


حول حصولها على جائزة «راؤول فالنبرغ» رفيعة المستوى، تقول أماني إنها وعند تلقيها الخبر تفاجأت وشعرت بالسعادة والفخر، لأنها جائزة إنسانية عن شخص قام بعمل عظيم،

وتعليقاً على سبب منح أماني هذه الجائزة، قالت الأمينة العامة للمجلس، ماريا بيتشينوفيتش بوريتش، في بيان: «الطبيبة أماني بلور مثال ساطع للتعاطف والفضيلة والشرف الذي يمكن أن يظهر حتى في أحلك الظروف: وسط الحرب والمعاناة».
«كانت الطبيبة الشابة قد تخرجت للتو في الجامعة. بدأت الدكتورة أماني كمتطوعة تساعد الجرحى وانتهى بها المطاف بعد سنوات كمديرة لفريق مؤلف من 100 شخص. أصبح الكهف منارة أمل وسلامة لكثير من المدنيين المحاصرين. هناك، خاطرت الدكتورة بلور بسلامتها وبأمنها لتساعد من كان بأمس الحاجة لمساعدتها. أنقذت هي وزملاؤها حياة كثير من الناس، من ضمنهم أطفال عانوا من تأثير الأسلحة الكيميائية».


ترى أماني أن ما قدمه المجتمع الدولي قليل جداً بالنسبة لحجم الكارثة الإنسانية في سوريا، فهو يحاول التعامل مع النتائج وليس مع المشكلة بحد ذاتها، فعلى سبيل المثال، يحاول إيجاد حل لـ قضية اللاجئين ويتناسى لماذا هم أصبحوا لاجئين، ويتعامل مع الأزمة الإنسانية الناجمة دون التفكير في سبب تفاقمها بشكل يومي، واستمرار أزمة النزوح إلى المخيمات.

 


أفضل فيلم وثائقي

جائزة أفضل فيلم وثائقي

تعمل أماني حالياً على تأسيس صندوق يحمل اسم «الأمل» بالشراكة مع منظمة «King Baudouin Foundation» البلجيكية، لدعم النساء، وعن المشروع قالت: «نحاول حالياً تأمين تبرعات لهذا الصندوق، وأطلقنا موقعاً إلكترونياً له، هدفنا هو دعم المرأة وتمكينها بمناطق النزاع، ليس فقط في سوريا ولكننا سنبدأ منها، هدفي الأول هو دعم المرأة لأني لمست الصعوبات الكبيرة التي تواجهها النساء في سوريا، وهنّ فعلاً بحاجة لدعم ومساعدة ليتمكنّ من أخذ دورهنّ في المجتمع».


يشار إلى أن جائزة مجلس أوروبا راؤول فالنبرغ، هي جائزة تُمنح كل عامين منذ 2014 بمبادرة من الحكومة السويدية والبرلمان الهنغاري، وتبلغ قيمتها 10 آلاف يورو. علماً بأن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة قد أعلنت ترشيح الفيلم «The Cave» على جائزة الأوسكار لعام 2020 على قائمة أفضل فيلم وثائقي.

وفي عام 2016 حصلت عليها جمعية في اليونان اسمها Agkalia لمساعدتها أكثر من 17 ألف لاجئ من خلال تقديم الطعام والمأوى.
ويمنح مجلس أوروبا هذه الجائزة مرة كل عامين في ذكرى اعتقال راوول وولنبيرغ في بودابست عام 1948،  و "راؤول وولنبيرغ" هو دبلوماسي سويدي ساعد الآلاف من يهود هنغاريا على الفرار من القتل الجماعي على يد النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية.


الطبيبة السورية أماني بلور

أماني بلور


تخرجت أماني في أواخر عام 2012 في كلية الطب البشري في جامعة دمشق. كانت تلك سنتها الأخيرة في الجامعة والسنة الثانية من عمر المظاهرات التي عمّت أرجاء البلاد منذ آذار 2011.
في محافظة ريف دمشق التي تنتمي لها، بدأت أماني كمتطوعة تساعد الجرحى ثم عملت كطبيبة في مشفى ميداني تحت الأرض في الغوطة الشرقية قرب دمشق اسمه «مشفى الكهف»، وهو محور قصة فيلم الزوجين المخرج فراس فياض، وكاتبة السيناريو أليسار حسن.
كانت أماني من بين الذين ركبوا الباصات الخضراء وتهجروا من الغوطة الشرقية، نحو الشمال السوري، وبعدها طلبت اللجوء في تركيا، حيث تقيم حالياً.


انتخبت أماني، وهي في بداية الثلاثينيات من عمرها اليوم، لإدارة المشفى في غوطة دمشق الشرقية. وقالت في أكثر من لقاء إنها واجهت انتقادات كثيرة من المجتمع وكثيراً ما سمعت تعليقاً مثل «بدنا رجال بهيك مناصب»، في بداية عملها كمديرة المشفى.