قصي :لا أحب أن ألقّب بالملك

هما متطابقان في العمر، كما في الشخصية والتصرّفات وفي النظرة إلى الكثير من الأمور، وربما هذا هو سرّ نجاح الثنائي قصي خضر وريا أبي راشد، اللذين يتشاركان في تقديم برنامج منذ ثلاثة أعوام، بطريقة احترافية وبعيدة عن أجواء المنافسة والغيرة التي تسيطر على تقديم معظم الثنائيات. كيف يتحدّث قصي وريّا لـ "سيدتي" عن نفسيهما وتجربتيهما وحياتهما والمهنة؟
شهرتك كمقدّم تطغى على شهرتك كفنان، فهل يزعجك هذا الموضوع؟
قد يكون هناك إزعاج، ولكنني لا أتوقّف عنده ولا أعطيه أهميّة. ولم أسمح له بمضايقتي، لأنني أعرف كفنان يقدّم «الهيب الهوب»، أننا نخطو في العالم العربي خطواتنا الأولى في هذا الفن. ميزة Arabs Got Talent أنه عرّف الناس على قصي الفنان.
كيف تنظر إلى فن الراب في العالم العربي، خصوصاً وأن معظم من يقدّمونه يتعاطون معه باستخفاف، ويعتقدون أنّ تركيب جملةٍ من هنا وجملة من هناك أمر كفيل بتقديم أغنية؟
أنا لا أنظر إلى من يدّعون أنهم «رابرز» ويقدّمون فناً تافهاً، لأنهم لا يمثّلون فن «الهيب هوب». هذا الفن يعتمد على التعبير، واللافت أن الموضوع الأساسي الذي يتكلّم عنه أي «رابر» عربي هو السلام. هناك أشخاص يدخلون الفن العربي، لمجرّد أنهم يملكون أشكالاً جميلة ولأنهم يريدون جمع المال، وهناك أيضاً من يدخل فن «الهيب هوب» لمجرّد أنه يحبه ولأنه أراد أن يقدّمه، في وقتٍ لا يخضع هذا الفن للمراقبة. من يطلّون في البرامج، بعضهم جيد وبعضهم الآخر سيّئ. وهنا يأتي دور رأي لجنة التحكيم، ولكن بالنسبة إليّ من بين كل الذين تقدّموا إلى برنامج Arabs Got Talent، كان هناك اثنان أو ثلاثة جيدون فقط على مدار المواسم الثلاثة. أما الباقون «ماشي حالهم». ولو كنت عضواً في لجنة التحكيم لكنت رفضتهم. وفي هذا الموسم لم يتقدّم أيّ من مغنّي الراب المخضرمين والأقوياء إلى البرنامج، لأنهم يعتبرون أنه ليس مناسباً لهم.
تلقّب بالملك وبالأسطورة وبالسفير...؟
أنا لا أحب أن ألقّب بالملك، ولكنني أشكر الناس الذين أعطوني إيّاه، لكن لا يوجد ملك واحد.
أرجو أن تتقبّل رأيي من دون زعل، ألا تجد أنه من المبكر جداً أن تحمل لقب «الأسطورة»؟
بل أنا أحترم وجهة نظرك، ولكن الناس هم الذين منحوني هذا اللقب. عندما بدأت في هذا المجال وتحدّيت المجتمع الذي أعيش فيه، يومها كنت في المرحلة المتوسطة أو الثانوية وأغني الراب و«الهيب بوب» وقلت هذا هو المجال الذي سوف أدخله. عادة عندما يتخرّج أي طالب في السعودية من الثانوية، يدخل الجامعة ثم يبحث عن وظيفة ويتزوّج ويعيش حياته كأي مواطن عادي، ولكنني اخترت مجالاً جديداً وغريباً ومختلفاً يسمع الناس عنه للمرّة الأولى، ومزجت بين العربي والإنكليزي وغنّيت «الهيب هوب». وقدّمت البرامج وظهرت في الإعلانات، لذلك اعتبروني «أسطورة». وهناك من قال لي: «أنت «أسطورة» لأنك أوّل شخص في السعودية دخل المجال واقتحمه وأثبت نفسه وأحبّه الناس». أنا اقتحمت المجال بكل عفويّة وطبيعية ولم أتصنّع أو أتمثّل بأحد، بل كنت أنا نفسي وقلت للناس: «إذا أعجبتكم كان به، وأنتم على «عيني وراسي» وأنا أحبكم عشرة أضعاف محبّتكم لي». أنا لا أكترث للآخرين ولا أوليهم أي اهتمام. ومن لا يحبني، فتلك مشكلته الشخصية. اليوم أنا في الـ 35 من عمري وقدّمت 3 ألبومات ناجحة في العالم العربي، و5 ألبومات في الـ underground في أميركا وأحيي حفلات هنا وهناك وقدّمت واحداً من أكبر البرامج على التلفزيون وتعاملت مع أكبر الشركات.
هل تعتبر نفسك صاحب شخصية مشاكسة بما أنك غرّدت خارج إطار السائد والمألوف في الدول العربية بشكل عام وفي بلدك السعودية بشكل خاص؟
في فني فقط، ولكن كشخص أنا هادئ جداً اليوم. أما قبل عشر سنوات وعندما كنت في العشرينات، فكنت مشاكساً لأنني كنت شاباً صغيراً وأطمح لتحقيق حلمي. أما اليوم فأنا رجل في الـ35 أفكّر وأحسب الأمور جيداً، أمضيت 5 سنوات في العالم العربي و15 سنة خارجها. العمر والنضوج جعلاني أكثر هدوءاً، وكذلك التواجد في مراكز مختلفة والتعامل مع شخصيات وأعمار مختلفة. أنا أتعامل مع الشبّان الصغار كشاب صغير، والمراهقون الذين يشاركون في البرنامج يشعرون وكأنني في مثل سنهم، وهذا الأمر يعود إلى روحي المرحة التي أتمتّع بها وريّا أيضاً مما ينعكس انسجاماً في التقديم.
تابعوا المزيد من التفاصيل على " سيدتي نت" .