أفلام المثلية الجنسية تغزو السينما المصرية، فماذا يقول النقّاد؟

6 صور

يعدّ التطرق إلى قضية المثلية الجنسية في الأفلام السينمائية المصرية بمثابة اختراق لأحد أهمّ "التابوهات" (المحرّمات)، التي ظلّت لسنوات ترفع شعار "ممنوع الاقتراب". ولكنّ بعض الأفلام بدأت تتناول القضية على مضض واستحياء، في مشهد أو اثنين، مثلما حدث في بعض الأفلام، مثل: "حمام الملاطيلي" ليوسف شعبان وشمس البارودي، وفيلم "قطة على نار" لنور الشريف وبوسي. إلى ذلك، تطرق إلى قضيّة الشذوذ فيلم "رشّة جريئة"، من إنتاج عام 2001، وقامت ببطولته ياسمين عبد العزيز وأشرف عبد الباقي. ثمّ كانت آخر الأعمال التي تطرّقت إلى المثلية فيلم "عمارة يعقوبيان" لعادل إمام ويسرا وخالد الصاوي، والذي تمّ إنتاجه في عام 2006. وقد رفض تأدية شخصية المثليّ في هذا الفيلم عددٌ كبير جداً من النجوم، مثل: محمود حميدة وفاروق الفيشاوي، إلى أن غامر الفنان خالد الصاوي وقبل الدور، فحقّق نجاحاً كبيراً؛ وإن كان قد تعرّض لانتقادات، وتسبّب بصدمة لجمهوره، كما قامت الدنيا ولم تقعد. ونحن نعيد القول إنّ الأعمال الأربعة السابقة تناولت القضية على استحياء وخجل. ولكن أن يكون بطل عمل بأكمله شاب مثليّ، وأن يكون إطار العمل كلّه يتطرق إلى يوميات شاب مثليّ، وإلى مدى الكره الذي يكنّه لنفسه وحياته، فيتمنى الخلاص بأيّ شكل من الأشكال، فهذا هو فيلم "أسرار عائليّة" الذي يواجه حرباً عنيفة داخل جهاز الرقابة على المصنّفات الفنيّة، فهل الحق مع الرقابة أم إنّهم بالغوا في مطالباتهم بالحذف؟!
النقاد معترضون
"سيدتي نت" أجرى تحقيقاً حول اختراق هذا "التابوه"، وهل هو مسموح أم ممنوع؟
الناقدة الكبيرة ماجدة موريس قالت إنّها شاهدت الفيلم منذ يومين في العرض الخاصّ الذي أقامه مخرج العمل هاني فوزي، وتفاجأت لأنّ العمل لا يحوي أيّ شيء يجعل الرقابة تتّخذ هذا الموقف الغريب. ولكنّ والحق يُقال إنّ هناك لفظين أو ثلاثة ألفاظ هي موضع اعتراض محق من جانب الرقابة، ولا يجب على الإطلاق أن تظلّ كما هي؛ وإذا كانت الرقابة قد اعترضت على تلك الألفاظ فهذا حقهم. ولكنّ أيّ مشهد آخر، فبصدق شديد لا يوجد.
وعادت موريس لتؤكّد أن الفيلم طرح القضية بشكل جدّي ومحترم، وبحث في سياق درامي شيّق عن أصل المشكلة ودور الأسرة والمجتمع، خصوصاً الأم، في ظل غياب الأب. وصنّفت ماجدة الفيلم إرشادياً ويدقّ ناقوس الخطر.
وعن الفارق بين هذا الفيلم والأفلام الأخرى، التي تناولت شخصية المثليّ، قالت ماجدة الفارق إن: ""أسرار عائلية" جاء بالبطل نفسه "مثلياً"، فكان طالباً في المدرسة، ثمّ دخل الجامعة، حيث اكتشف أنّه مثليّ؛ أمّا في باقي الأفلام، فلم تكن القضيّة محوريّة، بل هامشية في بعض جوانب الفيلم، وهناك فارق كبير بين الاثنين".
وأوضحت الفارق أنّها لم تجد أيّ نوع من خدش الحياء في كلّ الأفلام التي طرحت الموضوع، حيث طرح النموذج المثليّ بشكل مبرّر منطقياً، سواء اختلف الجمهور معه أو اتفق.
وأنهت الناقدة الكبيرة كلامها بالقول: "إن القائمين على فيلم "أسرار عائلية" كانوا يدركون بالطبع أنّ العمل سيثير جدلاً وأزمة، لأننا في مجتمع شرقي له عاداته وتقاليده. ولكنهم رفضوا أن يغمضوا أعينهم عن حقيقة في المجتمع تعيش معنا وفي وسطنا".
من ناحيتها، قالت الناقدة ماجدة خير الله إنها "مع طرح كلّ القضايا في المجتمع شريطة ألا يكون الطرح خادشاً للحياء"، مضيفة أنها لا ترى "أياً من الأعمال التي تطرقت إلى القضية خادشة للحياء، فكلّ فيلم له حالته".
وعن رأيها في اعتراض الرقابة على فيلم "أسرار عائلية"، قالت خير الله إنها ضدّ ذلك، "والغريب أنّ الفيلم وضع تحت تصنيف "للكبار فقط""، وتساءلت بالقول: "فما الذي تريده الرقابة أكثر من ذلك"، مشيرة إلى أنّها "تتوقع أن ينتهي الموضوع إلى لا شيء".

المثليون يدافعون
وقد أكد الفنان فاروق فلوكس، الذي قدّم شخصية المخرج المسرحي المثليّ جنسياً في فيلم "رشة جريئة"، أنه قدّم الشخصية بشكل لا يحمل أيّ خدش للحياء، فألقى الضوء فقط على نموذج موجود، وإن كان بشكل كوميديّ خفيف، من دون جملة حوارية واحدة أو مشهد فاضح. وأوضح أنه ليس ضدّ طرح القضية لكن بأسلوب بسيط غير فجّ، لأنّنا في النهاية مجتمع شرقيّ له عاداته وتقاليده.
وقد سبق وصرح الفنان خالد الصاوي، الذي قدّم شخصيّة الصحافيّ حاتم رشيد، المثليّ جنسياً، في فيلم "عمارة يعقوبيان"، أنّه قدم الشخصية بشكل محترم، ولم يُنكر تخوّفه الشديد من ردود أفعال الجمهور، لأنّه كان لا يزال في أولى خطواته الفنية الحقيقيّة. لكنه تحدّى نفسه وقرّر المغامرة بالشخصية.
وعلق الفنان يوسف شعبان، الذي قدّم شخصية الشاذ في فيلم "حمّام الملاطيلي"، قائلاً إنه يكفي أنّ "الفيلم كان رائعة من روائع مخرج الواقعية العبقريّ صلاح أبو سيف، الذي أنتجه أيضاً، أي أنّ اسمه وحده كان كفيلاً أن يُرضي أيّ فنان، بل ويتمنى العمل معه"، مشيراً إلى أنّ شخصية المثليّ، التي قدّمها، لاقت هجوماً بالفعل عليه، وقتها. وكان هجوماً متوقعاً. لكنّ العمل أنصف نفسه بعد ذلك، وأصبح الفيلم أحد أهمّ أفلام السينما المصرية، كما أنّ الشخصية قدمت على مضض وبحياء".
وفي تصريح سابق لـ"سيدتي نت"، أدلى به مخرج فيلم "أسرار عائلية"، هاني فوزي، أعرب عن اندهاشه من موقف الرقابة على المصنفات الفنية من الفيلم، مطالباً بإلغائها تماماً والاستعاضة عنها بخبراء طب نفسيّ، يصنّفون الأفلام طبقاً للمراحل العمريّة.
وأشار فوزي إلى أنه من الصعب الرضوخ لطلب الرقابة بحذف 13 مشهداً من فيلمه "أسرار عائلية"، إذ إنّ ذلك سيحدث خللاً شديداً في الإطار العام للفيلم، قائلاً إنه حاول كثيراً أن يتحدّث مع الرقباء بشأن الحصول على خطاب منهم برفض الفيلم، إلا أنهم رفضوا، موضحاً أنّه كان يريد أن يتقدّم بهذا الخطاب إلى لجنة التظلّمات في الرقابة، حتّى يتمّ البتّ في الأمر، خصوصاً أنّ الفيلم لا يحمل أيّ مشاهد جنسية نهائياً، كما أنّ الفيلم تمّ تصنفيه تحت فئة "للكبار فقط"، وهو ما يعنى أنّه لا داعي لهذا التعنّت الرقابي الشديد، إذ لم يعط الذي طالب بحذف المشاهد أيّ مبرر لطلبه.

 

تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"