قبل الوصول

محمد فهد الحارثي

 

هل الأشياء بالنسبة لك مجرد مشاريع تنتظر الانتهاء منها لتغادر؟. وهل المشاعر جزء بسيط في حياتك تتعامل معه وفق المصالح؟. لاتجعلني أخسر الصور التي رسمتها عنك، والأحلام التي نسجتها من أجلك. لاتكسر شيئاً استثنيته من عالمي، فلا تظلمني في عالمك. هل الفراق بالنسبة لك نقطة توقف قصيرة في مشوار طويل؟. ولماذا ترسم النهايات ونحن في منتصف الطريق؟. الأمور ليست بهذه السهولة. الفراق بالنسبة لك كلمة يمكن أن تقولها في أي لحظة وتغادر. وبالنسبة لي كلمة سوداء ومصير مظلم أتحاشى التفكير فيه.

أسعى من أجلنا لأنني أفكر فينا ككيان واحد. أبادر بالتضحيات وأعدّها مرحلة وضريبة من أجل أن نكمل المشوار. لكن من غير العدل أن تجعل حياتي على خط الانتظار. أشعر بأنني أركض في عالم لوحدي، وأنت تراقب وتستمتع بالخطوات. الركض من طرف واحد ظلم للعدالة واستغلال للمشاعر.

أحاول بكل إرادتي ألا نصل إلى نقطة اللاعودة. ليس لأنني لا أستطيع، بل لكونني أدرك أننا إذا وصلنا إلى تلك النهاية من الصعب العودة إلى البدايات.

المشاعر ليست أجهزة نستنفذها للنقطة الأخيرة ومن ثم نركّب لها بطاريات جديدة. وتخطىء إذا راهنت دائماً على رصيد المشاعر. فالحياة مشاركة وعطاء من جانبين، بينما الاعتماد على طرف واحد فقط هو تشويه للمشاعر.

أفكر فيك وتحتار الأسئلة. هل تخلط بين الخيال والواقع؟. هل تقودك المؤثرات الخارجية إلى قرارات ربما تندم عليها؟. ولماذا نكون ضحية لأشياء ليس لنا فيها ذنب؟. نحن من ندفع الثمن في النهاية.

وأحيانا الإنسان يدمر أجمل الأشياء بنفسه. ألم يقولوا إن الإنسان عدو نفسه؟ دعنا نتصارح. دعنا نسمي الأشياء بأسمائها. الغموض يفتح باب الظنون، ويقودنا إلى خيالات غير موجودة.

من الجنون أن نحطم كياناً بنيناه من أجل أوهام عابرة. وأن نعتقد كل ما نظنه حقيقة، وكل كلمة عابرة هي رسالة. لاتفتح باب التأويلات. كل الاحتمالات مشكوك بها، ما عدا حبي لك فهو الحقيقة الراسخة في حياتي. أكره أنصاف الحلول معك. ومعك اخترت أن أكون في الحد الأقصى. وفي طريق لايعرف إلا اتجاه واحد. هو أنت ومعك.

اليوم الثامن:
مشاعري ليست حقل تجارب
إما أن تبادر وإما أن تغادر...