ريتا حايك توجه رسالة زهرية بمناسبة شهر سرطان الثدي: أقول لكل امرأة حياتك ثمينة


 

تختصر الممثلة اللبنانية ريتا حايك التي رُشح فيلم «قضية 23» الذي شاركت فيه إلى جائزة الأوسكار، بأن أجمل ما حصل معها في حياتها هو أنها أصبحت أمًا بعدما كانت ترفض فكرة الزواج وتأسيس عائلة. وتزامناً مع انطلاق شهر أكتوبر المخصص لحملات التوعية من سرطان الثدي، وجّهت ريتا رسالة عبر «سيدتي» للنساء للتوعية من هذا المرض. ريتا تحدثت أيضاً عن خوضها للمرة الأولى تجربة الدراما العربية المشتركة من خلال مسلسل «من الآخر» وعن فيلمها الإيطالي، كما كشفت عن الممثل العربي الذي تطمح للعمل معه وغيرها من الأمور في هذا الحوار:

تصفحوا النسخة الرقمية من  مجلة سيدتي  العدد 2065

 

رسالة زهرية

 

 

مع انطلاق شهر أكتوبر المخصص للتوعية من سرطان الثدي، ما الرسالة التي تودّين توجيهها للنساء المصابات بهذا المرض والتوعية منه؟

الرسالة التي أودّ توجيهها للنساء المصابات بسرطان الثدي هي أن «المرأة بالنسبة إليّ أقوى كائن بالطبيعة. وهي شخصية محاربة بطبيعتها، وهي الأم التي تعطي الحياة، لذلك الولد لا يمكنه أن يعيش إن لم تكن والدته إلى جانبه، وحتى من هي ليست أمًا باستطاعتها أن تحقق أموراً هامة أكثر مما تتخيّل وتفوق الحدود التي رسمها لها المجتمع». وتابعت: «لذا، أريد أن أقول لكل امرأة في هذا العالم حياتك ثمينة، لذلك انتبهي إلى صحتك، وقومي بإجراء الفحص الخاص بسرطان الثدي وبمراجعة دورية كل عام، لأن ذلك سيحمي حياتك، وفي حال تناسى الشخص وقام بتأجيل هذا الأمر قد تغدو الأمور في غاية الصعوبة، لذا، من الأفضل أن نهتم بأنفسنا لأننا من أهم كائنات الطبيعة».

هل لديك معرفة بإحدى المصابات؟

 لم أصدف أي شخص قريب أصيب بسرطان الثدي، إنما طبعًا أعلم وأسمع بنساء مصابات به، ولكن ليس هناك أي صلة بهنّ.

حدثينا عن ريتا حايك بشكل مختصر؟

من الصعب أن تطلب من أحد أن يعرّف عن نفسه، ولكن يمكنني أن أقول لك باختصار إن أجمل شيء حصل بحياتي أنني زوجة وامرأة وأم وممثلة، فكل هذه الأشياء أعطتني خبرة ونضوجاً استثمرتهما في عملي.

نلاحظ أن أعمالك تناصر النساء وأغلب أدوارك تقفين فيها مع المرأة، هل تتعمدين ذلك؟

أبدًا، دائمًا أقول إنك تطلب الأشياء التي تشبهك في الحياة دون قصد، وأنا أعتبر نفسي امرأة لديها شخصية قوية. ومنذ مرحلة المراهقة حصلت على كل شيء أردته. خلال الـ 8 سنوات السابقة كل ما قمت به كان نصرة للمرأة وقد دافعت عن حقوقها في كل أدواري.

هل تجدين أن المجتمع الذكوري لازال مهيمناً في عالمنا العربي؟

طبعاً، ولكن أنا مؤمنة أنه في السنوات المقبلة ستكون للمرأة كلمتها ومكانتها في المجتمع بشكل فعال أكثر.

أي دور عزيز على قلبك من بين الأدوار التي قدمتها؟

دوري بمسرحية «فينوس» قلب  حياتي رأساً على عقب، وتغيّر كل شيء بعده، واكتشفت أموراً بنفسي كنت أجهلها وذهبت إلى أماكن «مخيفة» في التمثيل.

كذلك دور شيرين في فيلم «قضية 23» لأنني كنت حاملاً خلال الدور الذي أديته، وهنا انتابني شعور غريب بأنني أريد أن أصبح أمًا.

 

كان حلماً وتحقق

 

 

أين مكانك على الساحة التمثيلية اللبنانية والعربية؟

قبل أن أضع طفلي جورج وصلت إلى مكان كنت أحلم فيه كثيراً. فقدمت مسرحيتين تمكنت من خلالهما أن أصل إلى العالمية، وأثبتّ نفسي على المسرح وفي التلفزيون لبنانياً. وقدمت أعمالاً مشتركة إلا أنها لم تأخذ حقها.

كذلك مشاركتي في فيلم «قضية 23» وصلت إلى الأوسكار وذهبت من خلاله إلى «لوس انجلوس» المدينة التي درست فيها التمثيل، وسرت على السجادة الحمراء كون الفيلم كان مرشحاً للأوسكار، فهذا كان حلماً وتحقق وبعدها شعرت أنه بإمكاني تأسيس عائلة وبعد أن أصبح لديّ جورج (ابنها الأول)، شعرت أنه بإمكاني الآن التفرغ لمسلسل «من الآخر» وهو العمل المشترك الأول لي من نوعه، وألعب فيه دور أم وهو من أجمل الأعمال التلفزيونية التي قمت بها بانتظار حكم الجمهور عليه.

فمرة كل سنتين، يكون لي عمل تلفزيوني وأنا مرتاحة بهذه الطريقة. أنا أعمل كي أستمتع وليس لإثبات أي شيء لأحد، ولا يهمني أن أبقى موجودة على الساحة دائمًا.

أوصلك فيلم «قضية رقم 23» للمخرج زياد دويري للعالمية، هل تعتبرين أنه بدأ من هنا مشوارك نحو العالمية؟

طبعًا، سينمائيًا كان هذا الفيلم خطوة مهمة نحو العالمية، حيث تم افتتاح مهرجان البندقية عام 2017 به، وتمّ عرضه في كافة أنحاء العالم، وأول لغة دبلج إليها كانت الإيطالية. طلب مني أليساندرو لونارديللي وهو مخرج إيطالي، أن أشارك في فيلمه الإيطالي الذي افتتحه منذ فترة، وقد تكلمت فيه العربية والإسبانية التي أجيدها بطلاقة، إضافة إلى القليل من اللغة الإيطالية. أعتبر أن لا حدود لي في التمثيل، فهو أخذني إلى العالمية من خلال أفلام سينمائية ليست تجارية، على أمل أن يأخذني فيلم أليساندرو إلى مكان أهم وأنا لديّ ضعف تجاه السينما الأوروبية أكثر من الأميركية.

هل زال المسرح برأيك؟

هو البداية والنهاية وكل ممثل يعلم ذلك. المسرح لن يزول ولكننا نعيش ظروفًا استثنائية والناس لا تتحمس للذهاب إلى أماكن مغلقة، ولكن ستعود الأمور بشكل أو بآخر إلى طبيعتها، وأنا شخصيًا اشتقت للوقوف على خشبته.

ولكن، ألا تعتقدين أن الممثل يذهب أكثر إلى التلفزيون والسينما؟

الممثل الحقيقي لا يمكنه ألا يعود إلى الأساس. ويمكنك توجيه السؤال إلى أي ممثل سواء كان خريجًا من معهد التمثيل أم لا، وكلهم سيقولون لك إن الحياة التي يشعر فيها الممثل على المسرح مختلفة عن كل شيء آخر.

عندما يعرض عليك النص أو السيناريو ما الأمور التي تطلعين عليها أكثر من غيرها؟

كل شيء، أولها الشخصية التي سألعبها، إذ تخلق في داخلي تحديًا ويهمني أن تكون القصة واقعية تشبه الناس ووجعها. وهذه هي نقطة القوة في مسلسل «من الآخر».

هل ندمت على أحد الأعمال التي قدمتها؟

لا أبدًا، وكل ما قمت به أوصلني إلى ما أنا عليه، وأخطاؤك هي التي تعلمك أكثر من نجاحاتك. هناك أعمال نجحت أكثر من غيرها، وأنا شاركت في مسلسل لم يأخذ حقه وهو «يا مالكاً قلبي»، بينما أشعر أن «من الآخر» سيكون له مكانة خاصة بين الأعمال التي قمت بها.

سبق وأن قمت بتجربة تقديم البرامج في «روتانا كافيه» ثم ابتعدت عن هذا المجال، هل تحنين له، أو هل من الممكن أن نراك تجسدين دور إعلامية في أحد أدوارك؟

لا أحنّ له. لقد كانت فترة في حياتي حيث كنت أتابع دراستي في الجامعة وكان هذا الأمر يناسب وقتي، وقمت بتقديم برنامج «يلا نرقص». وكانت تجربة جميلة كذلك.

 

زوجي وابني

 

 

هل صحيح أنك تعرفت إلى زوجك في أحد عروضك المسرحية وأعجب بك وطلبك للزواج؟

لم أتعرف عليه خلال عروض إحدى مسرحياتي، إنما القصة بدأت حينما كنا مدعوين على العشاء عند المنتجة جنان ملاط وعلمت أنه معجب بي منذ عام، وأول مرة شاهدني فيها كانت على المسرح. فهو ليس متابعاً للتلفزيون، وأنا لم أكن أتخيل أن أتزوج وأؤسس عائلة. ولكن ارتحنا عبدالله (زوجها وهو طبيب) وأنا لبعضنا البعض من أول كلمة بيننا.

وكشفت ريتا قائلة: «لولا مسألة تسجيل الأولاد رسمياً، لما تزوجت وكنت لأعيش مع زوجي بلا زواج، لذا تزوجنا مدنيًا وسعيدة بهذه الخطوة».

هل عائلتك الصغيرة سرّ سعادتك، وهل تفكرين مع زوجك بتكبيرها؟

طبعاً سعيدة بها ولكن الآن لا أفكر بتكبيرها.

طبيعتك «مجنونة» (ثائرة) هل الأمومة جعلتك تهدئين بعض الشيء؟

طبعاً، هدأت بعض الشيء وبات همي عائلتي واحتضانها والبقاء في المنزل، هناك كائن حي عليّ الاعتناء به ابني جورج، إنما تبقى هذه «الشعطة» (الشرارة) موجودة عندي ولن تذهب.

من يشبه ابنك جورج أكثر زوجك أم أنت؟

كله شبه والده ولم يأخذ أي شيء مني سواء بالشخصية أو بالشكل (تضحك).

 

لم أطّلع على تصريح معتصم النهار

كيف يطوّر الممثل أداءه؟

كل ممثل لديه طريقته ولا يوجد طريقة معينة. وأنت كممثل تأخذ من خبرتك كإنسان. وأنا عندما أصبحت أمًا تغيرت أحاسيسي عن السابق.

الحياة هي المنفعة الأساسية. وبمقدار ما يكون الإنسان حرًّا يستطيع تحقيق ما يريده وعليه أن يتخطى حدوده كي يتمكن من تجديد نفسه ويبتعد عن التكرار.

هل أزعجك تصريح الفنان معتصم النهار بأن المنتجين يلجؤون إلى الممثل السوري كونه أكاديميًا أكثر من اللبناني، هل أخطأ في التعبير برأيك عن وجهة نظره؟

سمعت البلبلة التي حصلت ولكن لم يتسنَ لي متابعة كلامه، لذا يجب أن أسمع ما قاله كي أعلق، وإنما غالباً هناك الكثير من الممثلين في لبنان وسوريا أكاديميون. وهناك أقلية لم يدرسوا في معهد الفنون.

ما الجديد الذي سيحمله دورك في مسلسل «من الآخر» وهل كنت تفضلين عرضه في رمضان 2021 أم تجدينه يناسب أي وقت؟

طبعاً لا أفضّل عرضه في رمضان لأنه لن يأخذ حقه، الآن ستكون الفرصة سانحة أمامه أكثر للوصول للناس، إذ لا زحمة مسلسلات كالتي تعرض في رمضان.

وفي ما خصّ الجديد الذي أقدمه هو أنه للمرة الأولى أكون أمًا بالإضافة إلى أنني زوجة. وهذه الحياة أعيشها في الحقيقة مع زوجي وابني، وهناك تحديات بدور ياسمين سيكتشفها الجميع خلال عرض العمل.

أي دور عرض عليك ورفضته ونجح مع البطلة التي قدمته على الشاشة؟

كان لديّ قصص كثيرة في ما يتعلق بهذا الخصوص، ولكن لا أتكلم عنها (تضحك).

من هي الممثلة اللبنانية الأولى بنظرك؟ ومع من تتنافسين؟

لا يوجد واحدة معينة وهناك كثيرات أحترمهن كالممثلة رولا حمادة، فهي تشبهني كونها «وحشة» مسرح وأدوارها لا تمرّ مرور الكرام، وأيضًا الممثلة كارول عبود، فأنا بطبعي أحب ممثلات المسرح كونه تجمعني بهنّ أشياء مشتركة وأحب أيضًا كلًا من دارينا الجندي وندى أبو فرحات. كما أحترم كثيراً الممثلة ديامان بو عبود وأقدر شغلها وأحب مشاهدتها. هناك من يقمن بأعمال جميلة ولكن هناك اختلاف بين تفكيري وتفكيرهنّ ولا يمكن إلا أن أعترف بما يقمن به.

كونك أكاديمية وتخرجت من معهد تمثيل ومسرح هل تنزعجين من تواجد ملكات الجمال في هذه المهنة؟

لا تعليق لي طالما هنّ ينجحن في أدوارهنّ فلا يمكنك إلا أن تقول لهنّ «برافو». وأحترم كل إنسان جديّ ومجتهد ويحترم عمله.

من الممثل الذي لمست كيمياء غريبة بينكما؟

كثر على المسرح. فهناك طلال الجردي وبديع أبو شقرا ولا أنسى عملي معهما، كما أن مسلسل «من الآخر» سيكون أول مشاركة تلفزيونية لي مع بديع.

أصدقائي ليسوا كثراً في الوسط الفني

من هو الممثل العربي الذي تحبين التمثيل معه؟

هناك كثر إنما الممثل السوري باسل خياط يشبهني بطريقة عمله، وكان من المفترض أن نجتمع بعمل معًا ولكن لم يحصل ذلك.

من هي صديقتك من الوسط الفني أم تجدين أنه من الصعوبة تكوين علاقة مع أي ممثلة؟

أصدقائي ليسوا كثراً وهم معروفون: بياريت قطريب ونيكولا معوض وطارق سويد وستيفاني عطالله.

نراك بعيدة عن المهاترات التي تحصل على الساحة الفنية، هل تتعمدين أن تكوني مسالمة وبعيدة عن المشاكل؟

أنا بعيدة عن كل شيء له علاقة بالمناسبات التي يتواجد فيها البعض، حتى لو ذهبت وشاركت بها لا يمكنني البقاء وأختفي فجأة (تضحك) من هناك، فأنا أفضل القوقعة في بيتي وعملي.

ما هي الشائعة التي أزعجتك واضطررت للردّ عليها؟

هناك الكثير ولكن ولا مرة قمت بالردّ كي لا أغذي شيئًا غير حقيقي.

 

أعيش الوقت الذهبي

 

«من الآخر» ستكون فرصتك بالدراما العربية المشتركة، برأيك ألم يتأخر الوقت لتصلي لهذا الأمر؟

لا شيء تأخر والآن أعتبر نفسي امرأة وممثلة حيث أعيش الوقت الذهبي في حياتي وعمري وأشعر أنني جاهزة. وهذا هو الوقت المناسب لي.

بمن يشبهك الناس عندما يصادفونك في الطريق؟

بالممثلات اللاتينيات والإسبانيات وخصوصًا الممثلة الإسبانية أورنيلا موتي. وكانت الممثلة هيام أبو شديد دائمًا تشبهني بها.

هل تؤمنين بالأبراج؟

ليس بالأبراج بحد نفسها بل بصفات كل برج والشخصية التي يتمتع بها.

صفات المرأة الميزان أنها جذابة وجميلة وذكية وإيجابية وقيادية وإنسانية. هل ينطبق كل هذا عليك؟

كلها. أنا المرأة المثالية (تضحك) وكل هذه الصفات تنطبق على ريتا.

من سيئات المرأة الميزان أنها مترددة وتعيش الانفصال بسرعة وانتقامية. هل تنطبق هذه الأمور عليك أيضاً؟

تتساءل انتقام؟ لا أعلم كم هذه الصفة صحيحة، فالميزان من أفضل الأبراج في حال كان يحب نفسه ومزاجه جيدًا فسيعطيك طاقة إيجابية. وفي حال كان مزاجه معكّرًا فلا يمكنك أن تتصوره أمامك (تضحك).

هل تفكرين بالهجرة وترك بلدك لبنان بسبب الأزمات التي يمر بها؟

لغاية الآن لا، فقد قمت بعزل نفسي عن الأخبار السيئة كي أحافظ على سلامة عائلتي وهذا قرار شخصي أخذته.

ما هي مقولتك الأساسية التي تسيرين عليها في حياتك؟

لا شيء مستحيلًا في الحياة وكل شيء يمكنك تحقيقه في حال أردت ذلك، لاسيما عندما تقرّر أن تضعه في رأسك.

 

 

هؤلاء النجمات يلفتنني

كيف تحافظين على قوامك وهل تمارسين التمارين الرياضية؟

بشكل كبير وعلى الأقل يومين في الأسبوع، ولا أتحمل العيش دون ممارسة الرياضة.

من هي النجمة التي ترينها أيقونة في الجمال؟

هناك أكثر من اسم ويلفتني كل من مونيكا بيلوتشي وصوفيا لورين وكلوديا كاردينالي.

رسالة عتاب لمن توجهينها عبر «سيدتي»؟

لا أتحمل العتب. برأيي، أي شيء يضرّ بك ابتعد عنه، ولنركز على الأمور الجميلة ولنقدر كل لحظة لازلنا فيها على قيد الحياة.

author
بيروت - علي حلّال
Subtitle
باسل خياط يشبهني وأحب العمل معه
رقم العدد
2065
Photographer
Sharbel bou mansour Stylist: Sarah keyrouz Make up: Bassam fattouh Hair: Georges Mendelek Location: Ocean blue Brands: Rami Kadi, Carolina herrera, Andrea Wazen, Elsa O, Vishnu, Maison Mirath
Slideshow
publication_date_other