«لمتنا سعودية» د. ربيع مبارك: جامعة الأخوين شاهدة على الأخوة الدائمة

مناسبة الحديث في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، لا يمكن إلا أن تلقى استجابة الترحيب، وإن كان المجال لا يتسع للتفصيل، فهي تبقى تحية وتهنئة لبلد عربي شقيق، تربطنا به أوثق الروابط والعلاقات، على كافة المستويات. هكذا بدأ الدكتور المغربي ربيع مبارك، كلامه بعد انضمامه إلى حملة «لمتنا سعودية».
وهو من الأسماء اللامعة في الحياة الثقافية العربية، أستاذ جامعي وكاتب رواية في المغرب العربي، له إسهامات متعددة في التأليف بدراسات قيمة في مجال تخصصه وكذا كتب موجهة للأطفال، يُعد من الأساتذة الأوائل في تدريس علم النفس بالجامعات المغربية.

ذخر روحي

د. ربيع مبارك

حيث قال: «ولابد هنا من تأكيد الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية والمكانة التي تحتلها عربياً وإسلامياً ودولياً؛ وقد تأهلت لذلك بما حباها به الله من موقع وذخر روحي، باعتبارها أرض الحرمين الشريفين وقبلة الإسلام والمسلمين، بما يمثله ذلك من كتلة إيمانية كونية، علاوة على غنى مواردها وثرواتها الطبيعية، مع ما حققته وما تصبو إليه بجهودها، من نهضة ورقي في جميع الميادين، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.

جامعة الأخوين

جامعة الأخوين

لا يمكن في هذا السياق إغفال العلاقات التقليدية الراسخة والمتجددة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، وما حققته من ثمار التعاون في شتى المجالات؛ يعلّق د. ربيع: «يكفي أن نذكر المنارة العلمية المتفردة المتمثلة في «جامعة الأخوين» بمدينة إفران المغربية، والتي تشير إلى شراكة أخوية تعاونية دالة، بين الملكين المرحومين الحسن الثاني وفهد بن عبدالعزيز رحمهما الله، والتي انبثقت عن موقف تضامني مشكور، من المملكة العربية السعودية مع شقيقتها المملكة المغربية، عندما كانت شواطئ هذه الأخيرة مهددة بموجة تلوث بحري، لكن الله سلم؛ ولتنعقد بهمة الملكين الأخوين تبعاً لذلك، تلكم الدرة الجامعية، باذخة على هامات الأطلس الشامخ؛ ويكفي أن نشير أيضاً مجرد إشارة، إلى أن المغرب طالما اعتبر أمن المملكة العربية السعودية من أمنه، وعبر عن ذلك بالمواقف العملية المحسوسة، سواء في عهد الراحل الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته الواسعة، أو مع وارث سره جلالة الملك محمد السادس أطال الله عمره.

مهرجان الجنادرية

مهرجان الجنادرية

يتابع قائلاً: «لابد مع هذه العجالة من الإشارة إلى الجانب العلمي والدور الثقافي للمملكة العربية السعودية؛ فعلاوة على مستوى جامعاتها العلمية التخصصية، وإضافة إلى جائزة الملك فيصل العالمية التي حازها فائزون بجائزة نوبل، كما تُوج بها أعلام مغاربة؛ هناك النوادي والملتقيات الثقافية، وعلى رأسها مهرجان الجنادرية، الذي يشكل دائماً فرصة لقاء ثقافي عربي وعالمي؛ ولنا به مشاركات مع أدباء ومثقفين من المملكة ومن خارجها، كما أنه أتاح لي شخصياً فرص التعرف عن قرب على العديد من الزملاء الأدباء المبدعين السعوديين، مع المشاركة بتناول بعض إنتاجاتهم بالدراسة والتحليل؛ وإذ أعبر عن تقديري لهذا الإنتاج حسب اطلاعي المباشر عليه، وعبر التعرف على العديد من الزملاء الأدباء بصفة شخصية مع ما يربطني بهم من صداقة مستمرة، أستطيع ان أسوق ملاحظة دالة على مسار الإبداع الأدبي السعودي، ألا وهي المتمثلة في مجال غير التقليدي والتراثي المعهود في السعودية، وأعني به مجال السرد الأدبي الحديث، والرواية منه على وجه الخصوص، بل والرواية النسائية تحديداً؛ فقد برز الروائيون والروائيات بالمملكة السعودية في هذا المجال في العقدين الأخيرين على وجه الخصوص، على نحو أشبه ما يكون بالطفرة؛ لكنه في واقع الأمر ليس إلا نتيجة تفاعل تثاقفي علمي وفني متعدد، لا يخرج في طبيعته عن سنن المسار التطوري في أي مجال آخر.