انتظار وعد

محمد فهد الحارثي

 

متفائل بأن الغد يحمل بين ثناياه الوعد المنتظر. أبحث عنك حقيقة في حياتي، أتوقعك بين لحظة وأخرى تبزغ كنور القمر. تدفىء لياليّ الباردة، وتغدق الفرح على أيامي الباهتة. أراك في كل لحظة وهجاً يشع بضيائه على كل الأمكنة.. أراك قدراً يفتح لي بوابات السعادة، ويقودني إلى أجمل لحظات العمر.

كل يوم تسقط ورقة من التقويم، كأنها تقدم صك استسلامها، وتعترف بخسارتها، أشعر بالقلق. ترى، كم من الأوراق الأخرى ستسقط قبل أن ينتهي انتظاري؟ وكيف يمكن للزمن أن يمضي ويسرق من العمر ما يشتهي، ويرحل؟ أحتاجك الآن، واقعاً ينقلني من عالم الانتظار إلى فضاء الفرح، من عالم الحسابات المقلقة إلى محيط العطاء المتدفق.

يا قدراً مازلت في انتظاره، أيامي صحراء قاحلة من دونك، تتشوق أن ترويها بحنان حضورك. تعودت أن أعطي في حياتي، ولا أنتظر المقابل. دائماً ما أكون في الجانب الآخر، الذي يقدم ويضحي. وأتحاشى الحضور في لحظات الغنائم. وحينما يعتاد الجميع ذلك، يصبح لديهم أمراً طبيعياً، بغض النظر عن التضحيات. لا يهم. إنني لا أتظلم ولا أرغب في تغيير طبعي، لكنني أنتظرك لتمنح حياتي معنى وتشعرني بالأمان. لن أقول لك لنعوض ما فات. بل لنصنع المستقبل، وننثر بذور الأمل في مشوار حياتنا.

تعلمت في حياتي أننا بقدر ما نسمو عن الصغائر، بقدر ما تكون الحياة أجمل وأفضل. لم تعد تشغلني التفاصيل البسيطة. آلاف الكلمات أعددتها لأقولها لك، وعشرات الصور رسمتها لإشراقتك. وعندما أراجع نفسي أشعر بأنني قصرت. ماذا تفيد الكلمات وماذا تصنع الصور؟. حضورك وحده يختصر كل العبارات، ويهمش كل الصور.

اليوم الثامن:

تبدو القضايا كبيرة
وبمجرد حضورك...
تصبح تفاصيل صغيرة