سيدتان شجاعتان تشاركان رحلتهما حول سرطان الثدي لزيادة الوعي

حوالي مليون و83 ألف سيدة تصاب بسرطان الثدي سنوياً، يبدو الرقم مهولاً للوهلة الأولى، إلا أن 95% هي نسبة الشفاء منه في حالات الكشف المبكر، عدا عن الحالات التي تخطت فيها سيدات بقوة إرادتهن أصعب مراحل العلاج لسنوات طويلة، ومنهن السيدتان ليندا برلوت ومها جرلتون، اللاتي شاركن قصتهن ضمن حملة سرطان الثدي التابعة لشركة إستي لودر. التقينا مع هاتين البطلتين لتعرفننا أكثر عن اكتشافهن لمرض سرطان الثدي وما تبعها من لحظات فاصلة جعلتهن على ما هنّ عليه اليوم، والأهم الرسائل التي يريدن أن تسمعها نساء العالم بشأن الفحص المبكر والذاتي لسرطان الثدي.

ليندا برلوت: حدسي أنقذني

ليندا برلوت

ليندا برلوت تعيش تجربة مع سرطان الثدي منذ تسع سنوات. قصتها بمثابة مصدر إلهام للجميع. تعيش حياة ثرية ومرضية في الإمارات العربية المتحدة كرئيسة تنفيذية وقائدة أعمال ناجحة في منظمات تدريب في مجال التغيير الاستراتيجي وتشرع في مغامرات مذهلة في جميع أنحاء العالم تظهر للمرأة أن هناك حياة بعد سرطان الثدي. وهي ناشطة دؤوبة لتعزيز الوعي بالوقاية من سرطان الثدي وتشغل منصب نائبة رئيس مجموعة دعم السرطان ، بريست فريندز ، التي تقدم الدعم والتشجيع لمرضى سرطان الثدي والناجين منه. حدثتنا عن تجربتها وقالت:

تم تشخيص والدتي بسرطان الثدي وكانت تبلغ من العمر 50 عاماً وحاربت هذا المرض لمدة 15 عاماً قبل أن تستسلم له. كانت أختي تبلغ من العمر 35 عاماً عندما تم تشخيصها به ، ومنذ 9 سنوات كنت أبلغ من العمر 43 عاماً عندما تم تشخيصي بإصابتي بالمرض –لأنني كنت على دراية تامة بالمرض ويقظة للغاية واستباقية بشأن التصوير الإشعاعي للثدي/ الماموغرام وإجراء الفحص. في العام الأخير من حياة والدتي، بدأت أشعر بالحاجة إلى إجراء الفحوصات أكثر من المعتاد أكثر من مرة واحدة في العام -كنت محظوظة لأن طبيبي أخذ "حدسي" على محمل الجد، وفي غضون بضعة أشهر، خلال التصوير الإشعاعي للثدي اكتشفنا وجود سرطان في قنوات ثديي. كنت أعاني من ورم سرطاني خبيث ونظراً لأنني اكتشفته في مرحلة مبكرة، وعلى الرغم من أنني اضطررت إلى إجراء قد  جراحية لاستئصال كلا الثديين وإعادة بناءهم، لم أضطر للخضوع إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

بالنسبة لي شخصياً، ساعدني الانضمام إلى مجموعة من السيدات المتشابهات في التفكير ممن كانوا يسلكن أو قد سلكوا نفس الطريق مثلي، بالشعور بأنني لست وحيدة. كان لدي مكان آمن آتي إليه ليس فقط للتحدث بحرية عن مخاوفي وشواغلي ولكن أيضاً كثيراً ما نضحك على الموقف الذي نواجه مما كان يساعدنا على التعافي. شعرت كأنني قد انضممت إلى مجموعة أخوية من السيدات القويات اللواتي ساعدن بعضهن البعض في رحلة مواجهة سرطان الثدي هذه. أشعر أن مجموعات الدعم هذه تقدم دعماً عاطفياً للسيدات اللاتي يواجهن نفس التحديات. توفر المجموعة مساحة آمنة وداعمة حيث لا نضطر إلى أن نكون "أقوياء" أو "شجعان" يمكننا أن نكون كما نشعر تماماً، دون تصنع -على الرغم من ذلك، كانت بمثابة مكان يمكننا التجمع فيه والاحتفال بحياتنا سوياً.

تغيرت حياتي تماماً منذ تشخيصي. وبمجرد أن واجهت موتي وتعاملت مع خوفي من الموت، قررت أنني أريد أن أعيش وبدأت اختيار أن أعيش حياتي دون خوف – لقد تسلقت كليمنجارو وذهبت إلى رحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية وشاركت بالتجديف لمسافة 250 كم في رحلة استكشافية بقارب الكاياك حول جزيرة زنجبار وبدأت في الرقص وفي منافسة الآن، على الرغم من أنني لست جيدة جداً به إلا أنني أتعلمه لأنني أحبه. لقد اخترت العيش ولأتحدى نفسي يومياً لتذكير نفسي بعدم السماح لمخاوفي تحديد مدى حبي. إن سرطان الثدي ليس بمثابة هدية بادرت باختيارها لنفسي إلا أنني نظرت إليه باعتباره هدية غيرت حياتي.

كوني استباقية

وعن رسالتها للسيدات قالت ليندا: تتمثل دعوتي في أنه يجب عليكِ أن تكوني استباقية بشأن صحتك. هذا أمر مهم، وأنتِ مهمة. تغلبي على مخاوفك بشأن المرض والموت وأجري التصوير الإشعاعي لثديك والفحوصات باستمرار –فمن شأن كل ذلك أن ينقذ حياتك. وتذكري أنه إذا تم تشخيصك بإصابتك بسرطان الثدي واكتشفته في مرحلة مبكرة، فلا يمكن له أن يسبب الموت كما أن اكتشافه مبكراً يعني أنك لست بحاجة إلى الخضوع للعلاج الكيميائي.. أنا أشهد بذلك وعلى حقيقة أنه هناك حياة بعد مواجهة السرطان.

 

مها جورتون: دروس تعلمتها

مها جورتون

 

مها جورتون هي سيدة أعمال ومصممة وكاتبة مقيمة في دبي وأم لثلاثة أطفال تخضع حاليًا لجراحة سرطان الثدي. في عام 2017 ، تم تشخيص إصابة مها بسرطان الثدي الموضعي ، وهي مرحلة مبكرة من سرطان الثدي. على مدار العام الماضي ، أصبحت داعية للانفتاح والتعليم حول هذا المرض خاصة هنا في هذه المنطقة.

قول مها: "إن سماع كلمة "استئصال الثدي" كانت بالنسبة لي بمثابة أكبر صدمة شعرت بها في رحلتي التي استمرت لمدة 3 سنوات في محاربة السرطان القنوي الموضعي (DCIS). وبشكل ما، لم تخيفني احتمالية تشخيصي بسرطان الثدي أبداً. ولكن السرطان القنوي الموضعي كان شيئاً لم أسمع عنه من قبل وأحتاج إلى استئصال كلا الثديين وليس واحد فقط نظراً لتصنيفه في المرحلة 0 وهو المفهوم الذي لازلت أحاول استيعابه. لقد كان عمري 33 عاماً، أتمتع بصحة جيدة. أشعر بتحسن من الناحية الجسدية. والواقع أن كل ذلك بدا فكرة مجردة إلى حد لا يمكن استيعابه بشكل كبير. وفي نهاية عام 2017 أجريت عملية استئصال الثدي الأولى. عشت حياتي بسرعة 200 كم/ ساعة وفجأة سحب أحدهم مكابح الطوارئ. وكان الامتنان الذي شعرت به عند معرفتي بأنني لا أحتاج المزيد من العلاج هو ما دعمني. كان عليّ العمل على نفسي كثيراً لاستعادة حركتي وقوتي البدنية كاملة ولإيجاد طريقة جديدة لمعانقة أطفالي لأنني لم أتمكن من جذبهم إلى صدري بالإضافة إلى إيجاد القبول والقدرة على رؤية انعكاسي في المرآة. وفي نهاية عام 2019، عاد السرطان القنوي الموضعي مرة أخرى وهو ما يعني إجراء عمليتين جراحيتين أخريين –وهما استئصال الورم السرطاني والثدي الآخر. لديّ عملية جراحية أخرى مقررة والتي ستكون الأخيرة إن شاء الله.".

وتابعت مها: "يعلمني إيماني بأنه لن يحدث لي ما لا طاقة لي بتحمله وأن كل شيء يحدث لسبب. لا شك أن تشخيصي بإصابتي بالسرطان القنوي الموضعي كان مصدر للكثير من التوتر والدموع، فترك لي ذكريات أتمنى لو يمكنني محوها مما جعلني أقضي العديد من الليالي بلا نوم وآثار الخوف في قلوب أطفالي الثمينة وجعلني أتساءل عن قدرتي على الاعتماد على جسدي. ومع ذلك، أشعر بالامتنان للدروس التي تعلمتها طوال طريقي وما زلت أتعلمها. لم أعد أشعر بالحرج من الاعتراف بأنني واجهت بعض الأيام الصعبة أكثر من غيرها. اكتشفت أن لديّ قوة لم أكن أعلم بوجودها من قبل بالإضافة إلى القوة العقلية التي أكتشفت بأنها أقوى. جعلني خوض هذه التجربة أنظر إلى ما بداخلي بعمق لإعادة التقييم وجلب الشجاعة التي أحتاج إليها. لقد تعلمت أهمية حب الذات وتقبلت فكرة أن عيوبي هي جزء من رحلتي. لقد استغرق مني أمر مشاركة قصتي علناً عامين. عندما تكافح امرأة سرطان الثدي فإنها ناجية ولكن السرطان القنوي الموضعي لا يهدد الحياة. في حال تركه فإنه قد يتحول إلى ذلك ولكن هذا لم يحدث لي. إن التحدث عن تجربتي كان يتطلب تحقيق غرض. عندما لاحظت كيف يؤدي الأمر ببعض الناس إلى نزع الراحة منهم، وعندما تشبهت جراحة استئصال الثدي بالجراحة التجميلية والأهم من ذلك عندما سألتني أختي التي تم تشخيصها مؤخراً عن كيفية إخبار ابنتها، علمت أنني بحاجة إلى التحدث. قدرتي على أن أكون جزءاً من فعاليات مثل حملة مكافحة سرطان الثدي التابعة لشركة إستي لودر ساعدتني في تقديم منصة للقيام بذلك".

تصرفي الآن

والدتي من الناجين من هذا المرض وبسببها كنت دائماً على دراية بأهمية الفحوصات الذاتية وإجراء الفحوصات بانتظام. عندما اكتشفت أن هناك شيء أشعر تجاهه بأنه ليس على ما يرام توجهت إلى الطبيب وكان من الممكن أن تختلف رحلتي تماماً إذا لم يتم تشخيصي في مرحلة مبكرة للغاية. الجراحة لم تكن سهلة ولكني ممتنة لعدم احتياجي لمزيد من العلاج. لا تخافي من التشخيص. الاكتشاف المبكر أمر مهم للغاية. لذا فأنا أحثك على عدم الانتظار. أجري فحصاً طبياً وذكري من حولك بالقيام بذلك. تصرفي الآن. لقد حان الوقت حقاً للقضاء على سرطان الثدي.