للمرة الأولى فيلم سعودي يترشح للأوسكار

في هذا الجزء تتطرق هيفاء إلى أين وصلتِ في مرحلة الإعداد للفيلم الجديد،وكيف كان تعامل  الإعلام الغربي معها بعد نجاحها ، وغيرها من التفاصيل ، إليكم النص :
ألا تخشين من هذا النجاح بأن تعودي للوراء مثلاً، أم سيكون دافعاً لكِ لتقديم الأفضل؟ وكيف ستحافظين على هذا التألق بأعمالكِ القادمة؟
أخاف جداً بلا شك، وأشعر بالكثير من الرعب من كتابة فيلمي القادم، ولكنني سأحاول دائماً أن أكون صادقة، وأقدّم أفلاماً تمثّلني بالدرجة الأولى، وأنا أحاول أن أكتب الفيلم القادم بعيداً عن الضوضاء، وبعيداً عن الضجة الإعلامية.
أين وصلتِ في مرحلة الإعداد للفيلم الجديد، خصوصاً وأنك أعلنتِ عنه منذ فترة؟ وهل سبب تأجيله انشغالاتكِ المتتالية في نجاح «وجدة»؟
هناك أكثر من مشروع حالياً بالتعاون مع شركات خارج الوطن العربي، ولا شيء للإعلان حتى الآن، ولكن بالطبع «سيدتي» ستكون من أوَّل المطَّلعين.
أخبرتنا بأن حوارك مع «سيدتي» سيكون أول حوار مطوّل لكِ مع مطبوعة عربية، فهل هذا التقصير من قِبَلكِ أم من قِبَل الإعلام العربي؟
كان تواجدي في العالم العربيّ محدوداً جداً في الفترات السابقة؛ بسبب سفري الدائم، وكذلك كنت بانتظار نزول الفيلم في دور العرض بالخليج، كما أنني لست من محبي الظهور الإعلامي بسبب وبغير سبب.
كيف كان الإعلام الغربي مع هيفاء بعد نجاحها؟ وهل أخذتِ حقكِ؟
أخذت حقي وزيادة، فهناك الكثير من الفضول الذي يحيط بالمرأة السعودية لدى الإعلام الغربي، وأحاول بقدر المستطاع أن أرسم صورة إنسانية للمجتمع بعيداً عن السياسة والاقتصاد، ومن خلال قصص يومية بعيداً عن الصورة النمطية التي قد يكون كوَّنها المشاهد الغربي عن السعوديين.
فلنعد للوراء قليلاً، كيف كانت ردة فعلكِ على فوز الفيلم في أول جائزة بفينيسيا؟
عندما عرضنا الفيلم في «البندقية»، كنت خائفة جداً من النقاد، وكيف سيستقبلونه، وبعد العرض الأول، وقف جميع من في القاعة، وصفقوا بحرارة جعلتني أبكي، وكذلك بكت وعد محمد بطلة الفيلم.
أنا أشعر بالامتنان جداً لمهرجان «البندقية»، وبالفعل كانت الجوائز الثلاث التي حصدها الفيلم هناك لها طعم خاص، فهي أول تقدير حصل عليه الفيلم على الساحة الدولية، ووضعته بقوة على الخارطة السينمائية.
هل هي ذاتها ردة الفعل بالجوائز التالية، أم أن لكل جائزة طعماً يختلف عن الأخرى؟
أحب جوائز الجمهور جداً، وفوز الفيلم في مهرجان «دبي» السينمائيّ كان له وقع جميل، فهو مهرجان من المنطقة، والعاملون عليه هم زملاء ورفقاء مهنة، والنجاح بين الأهل له طعم خاص.
هناك من يقول إن هذه الجوائز تشترى، وأن هناك بالفعل من يشتريها، فكيف تردين على هذه الأقاويل؟
فلماذا هم لا يشترون الجوائز لأنفسهم؟ نحن أحياناً في الوطن العربي لا نستطيع أن نتخيل أنه بإمكاننا النجاح بشكل عصامي، ولا نهتم لقيمة العمل، وأنا عملت بدأب لمدة خمس سنوات لإنجاز هذا الفيلم، وسعيدة بأن هناك من يقدِّر قيمة هذا العمل.
ما هي ردود فعل عائلتكِ نحو هذه النجاحات؟
والدتي فخورة جداً وتتابع جميع مقابلاتي بشغف وحب، وهي أكبر مشجع لي، ورضاها وسعادتها يعنيان لي الكثير، ولا شيء يعوض هذا الحب.
زوجكِ الذي كان مسؤولاً عن مكتب الشؤون الخارجية في القنصلية الأميركية بالظهران في مقر السفارة الأميركية بالمنطقة الشرقية، وحالياً الملحق الثقافي للسفارة الأميركية في البحرين، ماذا يقول لكِ عن هذا النجاح؟
زوجي هو الداعم الأساسي لهذا النجاح، فأنا أم لطفلين صغيرين آدم وهيلي، وكان من الصعب جداً السفر وقضاء أشهر بعيدة لعمل المونتاج والصوت وغيره، ولكنَّه كان دائماً مسانداً لي وحنوناً.
هل عمل زوجكِ كدبلوماسي يتطلب غيابه أيضاً عنكِ وعن المنزل؟
أوقات عمله طويلة جداً، ويتطلب منه حضور الكثير من الدعوات الاجتماعية والاجتماعات واللقاءات خارج أوقات العمل. فحياتنا دائماً ترحال ومناسبات، لذلك نحاول دائماً أن نبحث عن بعض الهدوء في العطل لنقضي أوقاتاً مع العائلة والأطفال.
هل يخاف من أن تنشغلي بنجاحاتكِ عنه وعن أطفالكِ؟
هو يتمنى لي النجاح، ويثق في أن لا شيء في الدنيا يشغلني عنه، وعن آدم وهيلي، فعائلتي هي أهم شيء في الحياة، والأفلام والعمل يأتيان بالدرجة الثانية دائماً.
كيف تستطيعين التنسيق بين عملكِ وسفركِ مع رعاية أبنائك ومسؤوليتكِ كزوجة؟
صعب جداً التنسيق، وأشعر في كثير من الأحيان بالذنب؛ لأنني بعيدة عن الأطفال، خاصَّة أنهم في سن صغيرة جداً، ولكنني أحاول دائماً أن أقضي أغلب الوقت عند عودتي معهم، وأحاول تعويضهم. وفي الحقيقة، قبل أن أنجب أطفالاً كنت أعتقد أن النساء يبالغن عندما يصفن تعبهنَّ في التنسيق بين العمل والعائلة، ولكنني الآن أكنُّ كل احترام وتقدير للمرأة العاملة.
بعد تجربة الزواج من أميركي، والضجة التي أحدثها زواجكِ كسعودية من أميركي، لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل تتزوجينه أم لا؟
بالطبع سأتزوجه، وربما لابد أن يُسأل هو هذا السؤال إن كان سيخوض هذه المغامرة معي مرة أخرى، فأنا أعمل باستمرار، وأقضي الكثير من العطلات المهمة على متن الطائرة، فمثلاً قضيت عطلة عيد الأضحى في القطب الشمالي حيث نزل الفيلم إلى صالات العرض في النرويج.
السعودية في سباق الأوسكار لأول مرة بـ «وجدة»، ماذا مثلت لكِ هذه العبارة؟ وكيف شعرتِ عندما قرأتها؟
بكيت، وأثار مشاعري أن أمثِّل وطني في محفل بهذا الحجم.
من رشحه للأوسكار؟
الجمعية السعودية للثقافة والفنون بقيادة الأستاذ سلطان البازعي والأستاذ عبدالعزيز الإسماعيل، كما أنني ممتنة لوزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، والأمير الوليد بن طلال، وشركة «روتانا».
لو فزتِ بالأوسكار، ماذا سيكون هدفك التالي؟
السؤال سابق لأوانه كثيراً، ولكن سأحاول أن أخرج فيلماً في هوليوود من بطولة جورج كلوني، وتضيف ضاحكة: «أتمنى ألا يغضب زوجي براد، فكلوني حبيب الكل».
حظيتِ بدعم من الأمير الوليد بن طلال، كيف تصفين هذا الدعم؟ وماذا تقولين له؟ وهل كنتِ تتوقعينه؟
دعم الأمير الوليد للمرأة السعودية كان دائماً مرادفاً لمسيرة المرأة السعودية، وأشكره على مساندته لي خلال الأعوام المنصرمة، وخصوصاً دعمه لفيلم «وجدة»، وأتمنى أن أصنع أفلاماً عالية المستوى ترفع رأس السعودية عالياً في مجال الفنون.
لماذا كان اختيار السعودية فقط لتصوير الفيلم؟ وكم استغرق وقت تصويركِ للفيلم؟
اخترت السعودية؛ لأن الفيلم سعودي ولا بد من حفظ هوية الفيلم، فكثير ما يزعجني أن أرى فيلماً أو مسلسلاً تقع أحداثه في السعودية ويتم تصويره في أماكن من الواضح أنها ليست في السعودية، وصورنا لمدة شهرين تقريباً.
ما هي الصعوبات التي واجهتكِ أثناء التصوير، فقد ذكرتِ سابقاً أنكِ كنتِ تختبئين في سيارة في بعض المواقف، حدثينا عن هذه التجربة.
طبعاً السعودية بلد غير مختلط، وأنا احترمت التقاليد، لذلك صورت المشاهد الخارجية بعيداً عن موقع التصوير، حيث بقيت في سيارة، وكان عندي لاسلكي، وشاشة أشاهد من خلالها أداء الممثلين.
كان الوضع غير تقليدي للإخراج، ولكن مهم جداً احترام تقاليد وعادات المكان، وكذلك بعض الأحياء كانت محافظة جداً، ولم يرغبوا بالتصوير، وكان من الصعب إقناعهم، ولكنني فخورة جداً بأنني صوّرت أول فيلم روائي طويل داخل السعودية على الإطلاق.
كيف اخترتِ وجدة؟ وهل وجدت المواصفات التي كنتِ تضعينها مع وجدة فعلاً أم واجهتِ صعوبة في تدريبها؟
وعد محمد طفلة تمثِّل جيلها بكل تناقضاته وجماله وعنفوانه، وأنا كتبت الشخصية بناءً على شخصية إحدى بنات أخي عندما كانت طفلة، فقد كانت شقية وذكية ويملأ قلبها الحب للحياة وللناس.
ولماذا أطلقتِ اسم الفيلم على اسم البطلة؟
الكل يجد صعوبة في نطق الاسم، لكنني أحببت أن أضع اسماً مختلفاً لشخصية كتبتها كإنسانة مختلفة تفكر لنفسها، ولا تحاول أن تعيش الحياة إلا بميزانها هي، والاسم مشتق من كلمة «وجد» التي تعني الحب، وهي الاسم المؤنث منه.
تابعوا المزيد على " سيدتي نت".