يجبر زوجاته على لعبة شد الحبل للفوز بقلبه

6 صور

من منا لا يذكر لعبة شد الحبل التي لعبها في طفولته، ولكن هذه اللعبة البريئة استخدمت لتعزيز ثقافة مسيئة للمرأة وهي ثقافة «تعدد الزوجات» من خلال فيلم روائي قصير أخرجته المخرجة المغربية الشابة فاطمة أكلاز، وشاركت به ضمن مهرجان «بعيون النساء»، الذي أقيم في غزة المحاصرة مؤخراً.

«لعبة الحبل» هو الفيلم القصير الثالث للمخرجة فاطمة أكلاز، والذي تستغرق مدة عرضه 12 دقيقة على الشاشة، حيث تبدأ أحداث الفيلم بتسلل طفلة للظفر بحبل من أجل لحظة اللعب الطفولي، ولكن حضور العطار الذي هو زوج أم الطفلة يفسد على الطفلة التمتع بلعبتها، حيث إنه يستخدم الحبل هذا في لعبة أخرى هدفها إشباع نزواته، وفي نفس الوقت إخضاع زوجاته الأربع لممارسة لعبة شد للحبل بينهن، حيث يريد العطار تعزيز سادية التسلط عليهن من خلال توظيفه للحبل؛ للظفر بلذة ممزوجة بنوع من الاستغلال، انطلاقاً من لف الحبل حول عنق الزوجة المنتصرة وسوقها إلى الفراش، وبهذا الفعل يهدف الزوج إلى تكريس أجواء التفرقة بين الزوجات دون مراعاة شعورهن كزوجات آدميات ذوات كرامة، ولكن اللعبة التي برع الزوج في التلذذ بممارستها أحبطت أمام امتناع الزوجة الرابعة الشابة اليافعة، وبالتالي انقلبت أطراف اللعبة، فبدلاً من جولة بين طرفي أي قطبية نسائية، فقد انقلبت اللعبة إلى شد الحبل بين طرفي نقيض هما العطار والزوجات الأربع، وتنتهي اللعبة بسقوط العطار واندحاره أمام ابتهاج الطفلة التي ستعيد الحبل لأصله البريء.

مخرجة بارعة
اعتمدت المخرجة في إخراج فيلمها القصير «لعبة الحبل» على رؤية تضفي أهمية براءة اللعب عندما يحافظ على أصالته كما في عالم الصغار، لذا أنهت الفيلم بحمل الطفلة للحبل بوجه طفولي غايتها المثلى الانتشاء بشغف اللعب، حيث استطاعت أن تحمل معها المتلقي في سفرها عبر مكامن الصورة والتصور الإبداعي للفيلم فاتحة الباب على مصراعيه؛ لمناقشة الرسائل البصرية لاستنتاج مضمون الفيلم لكل قارئ على حدة، مما يتيح فرضية البحث والقراءة الأنثروبولوجية لتفكيك رموز من تقاليدنا وعاداتنا التي أضحت عرفاً وقانوناً يحكم المجتمع باعتبار أن عدداً من الألعاب مارسها الأجداد والآباء أصبحت قانوناً تحتكم إليه مجتمعاتنا المعاصرة.

البداية
فاطمة أكلاز لم تأت إلى الميدان السينمائي بالصدفة، فهي فاعلة ثقافية وحقوقية، وهي أيضاً مثابرة في اكتساب وتعميق معرفتها السينمائية من خلال الدراسة عن بعد؛ للتخصص في مهنة الإخراج السينمائي، وحاضرة على الدوام كمخرجة في عدة مهرجانات سينمائية على رأسها مهرجان فيلم الهواة والمهرجان الوطني للفيلم القصير بطنجة من خلال فيلمها القصير «لعبة الحبل»، وهي خريجة مسرحية أيضاً في معمل البحوث المسرحية والمعهد الوطني بالبيضاء مسقط رأسها منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.

مسيرة مستمرة
لا تزال فاطمة أكلاز تعتبر نفسها على بداية الطريق، فهي اليوم فاعلة سينمائية، حيث شاركت في فيلم «آند رومان» كمتدربة في الملابس وكممثلة مع المخرج عزالعرب العلوي، وكمصممة للملابس في الشريط التلفزيوني «بيت من زجاج» لنفس المخرج؛ ليتوج مسارها بدور العزوزية في فيلم «بولنوار»، وهي اليوم تتقاسم مسيرتها الفنية مع زوجها المسرحي بمدينة الفقيه بن صالح والفرقة المسرحية لجمعية الحياة الفنية؛ من أجل الترويج للثقافة والفن بين الأوساط التلاميذية وأنديتها التربوية، هذا فضلاً عن دورها الحقوقي كعضوة في اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان.