نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، دشّن الدكتور سعود كاتب، مدير عام الإعلام الخارجي، حفل توقيع الكاتبة رنا المداح لمجموعتها القصصية الأولى وإصدارها الثاني بعنوان "أثلام وآلام"، بقاعة المناسبات في مطعم "سالمونتيني لورستو" بجدة، وذلك بحضور والديها وأشرته ونخبة من ذوي الفكر والأدب والشعراء والشاعرات والمثقفين ورجال الأعمال والإعلام.
تولّت الإعلامية ايمان باحيدرة تقديم فقرات الحفل بسرد نبذة مختصرة عن الكاتبة رنا المداح قائلة إنها حاصلة على بكالوريس "انتريال ديزاين"، ودورات في تحليل الشخصية عن طريق خطّ اليد ولغة الجسد. عضوة في مجموعة نسائية اسمها "جودة الحياة" هدفها نشر القيم في المجتمع. بدأت رحلتها مع الكتابة في وقت مبكر، فقد كانت لا تسعفها العبارات لتفصح عن مشاعرها بالكلام المباشر، مما كان يجعلها تلجأ إلى التعبير عنها كتابة، وعلى شكل مذكرات. حتى استهوتها هواية الكتابة. وسيطرت على تفكيرها.
لم يخطر على بالها يوماً أن تنشر ما تكتبه، فهو من ممتلكاتها الخاصة. هذا على الرغم من ما تحمله كتاباتها من خيال خصب في الحديث والحوار مع كل الكائنات حولها، كما حدث في كتابها الأول "بالشمع الأحمر". فقد تحدّثت إلى الطيور والنجوم والنحل والبحار وغيرها الكثير، وكأنهم شخصيات حقيقية دار بينهم وبينها حوارات تحمل الكثير من الحب، الذي تتمنى أن يعمّ على الجميع. ووجّهت كتابها إلى الرجل الشرقي، حتى ظنّ الكثير أنها ضده، إلى أن اطّلعوا عليه، فعلموا أنها تحاول أن تساعده كي يخرج من قوقعة الخوف من المستقبل، والتردّد في المضي قُدُما نحو حياة جميلة يملؤها الحب.
والأكثر من ذلك، جعلت نهايته مفتوحة، لتترك العنان لمخيّلة القارئ خلق نهاية تروق له، أو أنها أرادت أن تقول إن هذه القصة لم تنتهي، فيتوقع الجميع بعد أن نال إعجابهم، أن لها جزءاً آخر.
واليوم ها هو كتابها الثاني الذي يحمل اسم "أثلام وآلام"، الذي نحتفل به، لنفاجأ أنه ليس مكملاً للأول، بل مختلف اختلافا كلياً، فهو صندوق مذكرات لأناس تعايشت معهم، شخصيات حقيقية من واقع الحياة، أحبت أن تنقل معاناتهم العاطفية.
بعد التعريف بالكاتبة رنا المداح قدّمت المذيعة إيمان شقيق الكاتبة رامي المداح ليلقى كلمة أسرة آل مداح التي قال فيها: "يا لها من ليلة تُحفرُ في ذهنِ الذاكرة فلا تنسى أبداً، نفاخر بها الزمن، ونباهي ونفرح بالماضي والآتي، ليلةٌ نحتفي فيها بالإبنة البارّة رنا في هذا الجمع البهيج بتوقيع كتابها الثاني "أثلامٌ وآلام" وقد شرف الحفل برعاية وزير الثقافة والإعلام، والدكتور سعود كاتب، والضيوف الكرام.
فبسم الجدّة الحنونة، والوالد الكريم، والوالدة المباركة وباسمي وأشقائي وثمرة فؤادها، نهنيء أنفسنا أولاً، ثم الغالية رنا، على ثمرة جهدها ونتاج غرسها، وهي التي نعرفُها حقيقةً، ذات نفس كبيرة أبيّة. وهي التي اختارت لنفسها هذا الطريق، وسلكت هذا النهج الأدبي. والأدب عموماً، فنٌ لا يُدرَكُ غَورَه ولا تُبلغ غايته، وإنما تاقت نفسُها لمعاليه والمرء تواق إلى ما لم ينل. وإنّا لنشفق عليها ونرأف بحالها، لما نرى من جُهد تبذله، ووقت تصرفه، وعناء تتحمله، وسهر تواصله، كل ذلك في سبيل أن يكون لها أثرٌ، متمثلة قول القائل: "وإنما المرء حديثٌ بعده، فكن حديثاً حسناً لمن وعى". نكرر التهنئة والدعاء ونقول لها: سيري وإلى الأمام، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
لم تفوّت الشاعرة الهام بكر هذه المناسبة الخاصة بصديقتها الحميمة، دون أن يكون لها حضورها، فألقت كلمة عبّرت فيها عن صدقة الأخوة والوفاء بينهما، فقالت: "في البداية أتوجّه بالشكر للأخت العزيزة رنا على دعوتها لي لمشاركتها حفل تدشين كتابها الثاني وألقاء كلمة. وباسمي واسم كل مبدع ومبدعة أتقدّم بالشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام على رعايته ودعمه اللامحدود لكل المبدعين من أبناء وبنات الوطن. وكل الشكر لجميع الحضور المهتمين لرفع راية الثقافة والأدب.
ولا شك أن المرأة السعودية أثبتت قدرتها ومقدرتها على التعلُّم واستيعاب قيمة ما تقوم به وتحمل مسؤولياتها كمبدعة وزوجة وأم، لتنطلق من دائرة الظل إلى النور، تحت أحكام الشريعة الأسلامية، ولا تحيد عنها.
وها نحن اليوم نجتمع في هذا الحفل لتهنئة الأخت الشاعرة رنا المداح، التي أبدعت في فن العبور بكتابها الثاني، بعد نجاح كتابها الأول "بالشمع الأحمر")، الذي كانت تبعث من خلاله برسائل من المرأة إلى الرجل، تعبّر من خلاله عن وجودها، وأنها مكملة له. وبشكل مثير للاهتمام عبّرت عن قضايا المجتمع وتقديم الحلولمن وجهة نظرها ووفق تجربتها في الحياة.
وهذا هو دور الكاتب والمثقف المبدع، الذي يملك أدوات التغيير في المجتمع، من خلال ما قرأت في مجموعتها القصصية، التي أدخلت بها تجربتها في كتابة الخاطرة "أثلام وآلام" وجدتها مشحونة بالصدق والبساطة، وأيضا تلقائية مباشرة بأسلوب رقيق ولغة جميلة.
حقاً لقد قرأت قصصاً أشعر أنها تغري القاريء بعدم ترك الكتاب حتى ينتهي منه. ومن خلال معرفتي لرنا وجدت بداخلها طيبة الخلق، وتتمع بصدق العطاء في العمل والتعامل مع من حولها بكل حب وإخلاص . مع تمنياتي لها بإستمرار النجاح والتوفيق من الله سبحانه وتعالي.
ثم قدّمت المذيعة إيمان، صاحبة الحفل رنا المداح لتلقي كلمة قالت فيها: " يطيب لي الترحيب بكم. والاعتراف أمامكم. بأنني، ولأول مرّة أمسك بقلمي لأخطّ هذه العبارات، فأجده عاجزاً عن طوع أناملي للكتابة. فقد تبخّرت الكلمات التي يمكن أن أعبّر بها عن ما يجول في نفسي، أو أنّ كُبر وحجم المشاعر لا تحتملهما الأوراق. أو ربّما، لأنني تعوّدت أن أكتب ليقرأ غيري ما تخطّه يمناي، لا لأقرأه أنا.
إن غياب معالي وزير الثقافة والإعلام لا يعني عدم حضوره، فهو حاضر بأنفاسه وتشجيعه، وله منّي كل الشكر والتقدير لرعايته تدشين كتابي، ولظروفه أناب عنه الدكتور سعود كاتب الذي أدخل بحضوره الفرح والسرور إلى قلبي. كما أنني أشكر كل الحضور من سيدات وسادة وإعلاميين وإعلاميات. منحوني شرف حضورهم، وأحبوا أن يشاركوني فرحتي اليوم، وأنا أخطو أمامكم أولى خطوات النجاح. نجاحي الذي كان وما زال، بكم ومنكم ومعكم. فهذه القاعة تشهد الكثير ممن ساندوني ودعموني، ولم يبخلوا عليّ بالتوجيه والنصح. فعند صدور كتابي الأول "بالشمع الأحمر" أحسست أنني أدخل عالماً جديداً. عالم فيه الكثير من السرور والبهجة، وكذلك فيه الضدّ.
اليوم سأصرّح بمن هو ملهمي الذي فجّر الكثير من الأفكار والمشاعر داخلي، فقد سُئلتُ عنه مراراً. أقول لكم: إنه هنا بينكم. إنه أنتم. وذلك من خلال ما قرأت لكم من إصدارات، ومن مقدار مساحة الحرية التي أتحتموها لنعبّر عن ما في دواخلنا. وأنتم أيضاً. فأغلب، إن لم يكن معظم الحضور، إما قرأت لهم ما كتبوا. وإما دار بيننا نقاش استفدت منه بشكل غير مباشر، أو تعايشت معهم، وعشت بينهم، وعرفت حكاياتهم، فأعدت صياغتها نثراً وقصصاً قصيرة.
قالوا الكثير عنّي. امرأة متمرّدة. امرأة شامخة. امرأة عنيدة ومغرورة.
اليوم.. سأقول لمن قال إنني امرأة شامخة. ألا تعلم لمَ هذا الشموخ؟. إنه شموخ بتواضع صنعته أسرتي لأجل أن نفخر به. ولا نتكبّر من خلاله. وأنتم كذلك. فقد ساهمتم بصناعة شموخي بكم وبنتاجي الأدبي، الذي أتمنى أن يجد لدى القراء ما يفيديهم، أو يسعدهم.
أما لمن قال إنني متمرّدة أقول: نعم. إنه تمرّد الشجعان. لقد تمرّدت على الضعف، وتمرّدت على الخوف من المستقبل. وتمرّدت على العيش في الماضي، واعتبرته دروساً تحملنا لمسقبل نصنعه بأيدينا. وفكرنا، ووفق معطيات عصرنا، فتمرّدتُ على قيودٍ لو استسلمت لها لما سطرت هذه الكلمات، ولما خرج نتاجي من داخل الصندوق.
أما من قال إنني عنيدة ومغرورة، فله أقول: نعم. أنا عنيدة في الحق، وعنيدة في تحقيق هدفي في الحياة. لكن مغرورة!.. فهذه أعرفها تماماً. أنها مقبرة الإبداع والمبدعين، ولن تجدُ طريقاً إلى نفسي، بإذن الله، إنما هي الشعرة الفاصلة بين الغرور والثقة بالنفس. وأنا وولله الحمد أثق بنفسي وبما أكتبه في تواضع يليق بخطوتي الأولى، التي أخطوها اليوم أمامكم على طريق تحقيق ذاتي، وصعود أولى درجات النجاح.
وقبل أن أختم كلمتي.. أودّ التنويه بتقديم جزيل الشكر والعرفان لمن صنعوا رنا المداح. وهم والديّ وأشقائي صالح ورامي ومعن. وفي نفس السياق، أشكر بعمق المحبة، والأخوة الصادقة، والوفاء للشاعر والناشر إبراهيم الجيرفاني، الذي كان له الفضل، بعد الله، في ما حقّقته من نجاح يسير. وكذلك الأخت الصادقة الصدوقة، والشاعرة إلهام محمد بكر على دعمها ونصحها ومساندتها لي، منذ كتابي الأول "بالشمع الأحمر". ولن أنسى أبداً، فلذات كبدي، تالا ويوسف وعبد العزيز وسها. فإليهم أَهدي جُهدي المتواضع في هذا الكتاب "أثلام وآلام".
وفي نهاية كلمتها قدمت شاعرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، شابة كفيفة اسمها هدى الطيب، والتي تعمل على تقديم أولى كتاباتها الشعرية، فألقت قصيدة لاقت إستحسان الحضور وتصفيقهم، تصف نفسها أنها "شقيقة المتنبي". حيث تقول:
الأرض تعرفني. كذا الجوزاء
والبحر سرّي والفضاء طريقي
فكم أسمعت الرُبا وهي صماء
وظلام ليل ألفيته لشروقي
وكم أنطقت الرؤى وهي خرساء
فلقد علا شِعري وشاع بريقي
إن قلت شعراً فللأكوان إصغاء
وإذا شدوت فللنجمات تطويقي
لا سـألوا عني.. أنا الخنساء
عربية وعروبتي تعريقي
ما أزّني ما قاله الأعداء
ما أزّني من همّه تضيقي
أنا في قصيدي حرة طلقاء
ما كان من أحدٍ له تطويقي
والشعر سرّ ناله البلغاء
وذا المتنبّي مُلهمي وشقيقي
****
بعد ذلك قامت رنا المداح بتقديم هدية تذكارية لوزير الثقافة والإعلام تسلمها د. سعود كاتب، وهدايا أخرى لكل من الشاعر إبراهيم الجريفاني، والشاعرة الهام بكر، وهديّة خاصة لراعي الحفل لؤي محمد حيدر مشيخ. ثم بدأت تدشين الكتاب بتوقيع أول نسخه للدكتور سعود كاتب والحضور.
تولّت الإعلامية ايمان باحيدرة تقديم فقرات الحفل بسرد نبذة مختصرة عن الكاتبة رنا المداح قائلة إنها حاصلة على بكالوريس "انتريال ديزاين"، ودورات في تحليل الشخصية عن طريق خطّ اليد ولغة الجسد. عضوة في مجموعة نسائية اسمها "جودة الحياة" هدفها نشر القيم في المجتمع. بدأت رحلتها مع الكتابة في وقت مبكر، فقد كانت لا تسعفها العبارات لتفصح عن مشاعرها بالكلام المباشر، مما كان يجعلها تلجأ إلى التعبير عنها كتابة، وعلى شكل مذكرات. حتى استهوتها هواية الكتابة. وسيطرت على تفكيرها.
لم يخطر على بالها يوماً أن تنشر ما تكتبه، فهو من ممتلكاتها الخاصة. هذا على الرغم من ما تحمله كتاباتها من خيال خصب في الحديث والحوار مع كل الكائنات حولها، كما حدث في كتابها الأول "بالشمع الأحمر". فقد تحدّثت إلى الطيور والنجوم والنحل والبحار وغيرها الكثير، وكأنهم شخصيات حقيقية دار بينهم وبينها حوارات تحمل الكثير من الحب، الذي تتمنى أن يعمّ على الجميع. ووجّهت كتابها إلى الرجل الشرقي، حتى ظنّ الكثير أنها ضده، إلى أن اطّلعوا عليه، فعلموا أنها تحاول أن تساعده كي يخرج من قوقعة الخوف من المستقبل، والتردّد في المضي قُدُما نحو حياة جميلة يملؤها الحب.
والأكثر من ذلك، جعلت نهايته مفتوحة، لتترك العنان لمخيّلة القارئ خلق نهاية تروق له، أو أنها أرادت أن تقول إن هذه القصة لم تنتهي، فيتوقع الجميع بعد أن نال إعجابهم، أن لها جزءاً آخر.
واليوم ها هو كتابها الثاني الذي يحمل اسم "أثلام وآلام"، الذي نحتفل به، لنفاجأ أنه ليس مكملاً للأول، بل مختلف اختلافا كلياً، فهو صندوق مذكرات لأناس تعايشت معهم، شخصيات حقيقية من واقع الحياة، أحبت أن تنقل معاناتهم العاطفية.
بعد التعريف بالكاتبة رنا المداح قدّمت المذيعة إيمان شقيق الكاتبة رامي المداح ليلقى كلمة أسرة آل مداح التي قال فيها: "يا لها من ليلة تُحفرُ في ذهنِ الذاكرة فلا تنسى أبداً، نفاخر بها الزمن، ونباهي ونفرح بالماضي والآتي، ليلةٌ نحتفي فيها بالإبنة البارّة رنا في هذا الجمع البهيج بتوقيع كتابها الثاني "أثلامٌ وآلام" وقد شرف الحفل برعاية وزير الثقافة والإعلام، والدكتور سعود كاتب، والضيوف الكرام.
فبسم الجدّة الحنونة، والوالد الكريم، والوالدة المباركة وباسمي وأشقائي وثمرة فؤادها، نهنيء أنفسنا أولاً، ثم الغالية رنا، على ثمرة جهدها ونتاج غرسها، وهي التي نعرفُها حقيقةً، ذات نفس كبيرة أبيّة. وهي التي اختارت لنفسها هذا الطريق، وسلكت هذا النهج الأدبي. والأدب عموماً، فنٌ لا يُدرَكُ غَورَه ولا تُبلغ غايته، وإنما تاقت نفسُها لمعاليه والمرء تواق إلى ما لم ينل. وإنّا لنشفق عليها ونرأف بحالها، لما نرى من جُهد تبذله، ووقت تصرفه، وعناء تتحمله، وسهر تواصله، كل ذلك في سبيل أن يكون لها أثرٌ، متمثلة قول القائل: "وإنما المرء حديثٌ بعده، فكن حديثاً حسناً لمن وعى". نكرر التهنئة والدعاء ونقول لها: سيري وإلى الأمام، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
لم تفوّت الشاعرة الهام بكر هذه المناسبة الخاصة بصديقتها الحميمة، دون أن يكون لها حضورها، فألقت كلمة عبّرت فيها عن صدقة الأخوة والوفاء بينهما، فقالت: "في البداية أتوجّه بالشكر للأخت العزيزة رنا على دعوتها لي لمشاركتها حفل تدشين كتابها الثاني وألقاء كلمة. وباسمي واسم كل مبدع ومبدعة أتقدّم بالشكر لمعالي وزير الثقافة والإعلام على رعايته ودعمه اللامحدود لكل المبدعين من أبناء وبنات الوطن. وكل الشكر لجميع الحضور المهتمين لرفع راية الثقافة والأدب.
ولا شك أن المرأة السعودية أثبتت قدرتها ومقدرتها على التعلُّم واستيعاب قيمة ما تقوم به وتحمل مسؤولياتها كمبدعة وزوجة وأم، لتنطلق من دائرة الظل إلى النور، تحت أحكام الشريعة الأسلامية، ولا تحيد عنها.
وها نحن اليوم نجتمع في هذا الحفل لتهنئة الأخت الشاعرة رنا المداح، التي أبدعت في فن العبور بكتابها الثاني، بعد نجاح كتابها الأول "بالشمع الأحمر")، الذي كانت تبعث من خلاله برسائل من المرأة إلى الرجل، تعبّر من خلاله عن وجودها، وأنها مكملة له. وبشكل مثير للاهتمام عبّرت عن قضايا المجتمع وتقديم الحلولمن وجهة نظرها ووفق تجربتها في الحياة.
وهذا هو دور الكاتب والمثقف المبدع، الذي يملك أدوات التغيير في المجتمع، من خلال ما قرأت في مجموعتها القصصية، التي أدخلت بها تجربتها في كتابة الخاطرة "أثلام وآلام" وجدتها مشحونة بالصدق والبساطة، وأيضا تلقائية مباشرة بأسلوب رقيق ولغة جميلة.
حقاً لقد قرأت قصصاً أشعر أنها تغري القاريء بعدم ترك الكتاب حتى ينتهي منه. ومن خلال معرفتي لرنا وجدت بداخلها طيبة الخلق، وتتمع بصدق العطاء في العمل والتعامل مع من حولها بكل حب وإخلاص . مع تمنياتي لها بإستمرار النجاح والتوفيق من الله سبحانه وتعالي.
ثم قدّمت المذيعة إيمان، صاحبة الحفل رنا المداح لتلقي كلمة قالت فيها: " يطيب لي الترحيب بكم. والاعتراف أمامكم. بأنني، ولأول مرّة أمسك بقلمي لأخطّ هذه العبارات، فأجده عاجزاً عن طوع أناملي للكتابة. فقد تبخّرت الكلمات التي يمكن أن أعبّر بها عن ما يجول في نفسي، أو أنّ كُبر وحجم المشاعر لا تحتملهما الأوراق. أو ربّما، لأنني تعوّدت أن أكتب ليقرأ غيري ما تخطّه يمناي، لا لأقرأه أنا.
إن غياب معالي وزير الثقافة والإعلام لا يعني عدم حضوره، فهو حاضر بأنفاسه وتشجيعه، وله منّي كل الشكر والتقدير لرعايته تدشين كتابي، ولظروفه أناب عنه الدكتور سعود كاتب الذي أدخل بحضوره الفرح والسرور إلى قلبي. كما أنني أشكر كل الحضور من سيدات وسادة وإعلاميين وإعلاميات. منحوني شرف حضورهم، وأحبوا أن يشاركوني فرحتي اليوم، وأنا أخطو أمامكم أولى خطوات النجاح. نجاحي الذي كان وما زال، بكم ومنكم ومعكم. فهذه القاعة تشهد الكثير ممن ساندوني ودعموني، ولم يبخلوا عليّ بالتوجيه والنصح. فعند صدور كتابي الأول "بالشمع الأحمر" أحسست أنني أدخل عالماً جديداً. عالم فيه الكثير من السرور والبهجة، وكذلك فيه الضدّ.
اليوم سأصرّح بمن هو ملهمي الذي فجّر الكثير من الأفكار والمشاعر داخلي، فقد سُئلتُ عنه مراراً. أقول لكم: إنه هنا بينكم. إنه أنتم. وذلك من خلال ما قرأت لكم من إصدارات، ومن مقدار مساحة الحرية التي أتحتموها لنعبّر عن ما في دواخلنا. وأنتم أيضاً. فأغلب، إن لم يكن معظم الحضور، إما قرأت لهم ما كتبوا. وإما دار بيننا نقاش استفدت منه بشكل غير مباشر، أو تعايشت معهم، وعشت بينهم، وعرفت حكاياتهم، فأعدت صياغتها نثراً وقصصاً قصيرة.
قالوا الكثير عنّي. امرأة متمرّدة. امرأة شامخة. امرأة عنيدة ومغرورة.
اليوم.. سأقول لمن قال إنني امرأة شامخة. ألا تعلم لمَ هذا الشموخ؟. إنه شموخ بتواضع صنعته أسرتي لأجل أن نفخر به. ولا نتكبّر من خلاله. وأنتم كذلك. فقد ساهمتم بصناعة شموخي بكم وبنتاجي الأدبي، الذي أتمنى أن يجد لدى القراء ما يفيديهم، أو يسعدهم.
أما لمن قال إنني متمرّدة أقول: نعم. إنه تمرّد الشجعان. لقد تمرّدت على الضعف، وتمرّدت على الخوف من المستقبل. وتمرّدت على العيش في الماضي، واعتبرته دروساً تحملنا لمسقبل نصنعه بأيدينا. وفكرنا، ووفق معطيات عصرنا، فتمرّدتُ على قيودٍ لو استسلمت لها لما سطرت هذه الكلمات، ولما خرج نتاجي من داخل الصندوق.
أما من قال إنني عنيدة ومغرورة، فله أقول: نعم. أنا عنيدة في الحق، وعنيدة في تحقيق هدفي في الحياة. لكن مغرورة!.. فهذه أعرفها تماماً. أنها مقبرة الإبداع والمبدعين، ولن تجدُ طريقاً إلى نفسي، بإذن الله، إنما هي الشعرة الفاصلة بين الغرور والثقة بالنفس. وأنا وولله الحمد أثق بنفسي وبما أكتبه في تواضع يليق بخطوتي الأولى، التي أخطوها اليوم أمامكم على طريق تحقيق ذاتي، وصعود أولى درجات النجاح.
وقبل أن أختم كلمتي.. أودّ التنويه بتقديم جزيل الشكر والعرفان لمن صنعوا رنا المداح. وهم والديّ وأشقائي صالح ورامي ومعن. وفي نفس السياق، أشكر بعمق المحبة، والأخوة الصادقة، والوفاء للشاعر والناشر إبراهيم الجيرفاني، الذي كان له الفضل، بعد الله، في ما حقّقته من نجاح يسير. وكذلك الأخت الصادقة الصدوقة، والشاعرة إلهام محمد بكر على دعمها ونصحها ومساندتها لي، منذ كتابي الأول "بالشمع الأحمر". ولن أنسى أبداً، فلذات كبدي، تالا ويوسف وعبد العزيز وسها. فإليهم أَهدي جُهدي المتواضع في هذا الكتاب "أثلام وآلام".
وفي نهاية كلمتها قدمت شاعرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، شابة كفيفة اسمها هدى الطيب، والتي تعمل على تقديم أولى كتاباتها الشعرية، فألقت قصيدة لاقت إستحسان الحضور وتصفيقهم، تصف نفسها أنها "شقيقة المتنبي". حيث تقول:
الأرض تعرفني. كذا الجوزاء
والبحر سرّي والفضاء طريقي
فكم أسمعت الرُبا وهي صماء
وظلام ليل ألفيته لشروقي
وكم أنطقت الرؤى وهي خرساء
فلقد علا شِعري وشاع بريقي
إن قلت شعراً فللأكوان إصغاء
وإذا شدوت فللنجمات تطويقي
لا سـألوا عني.. أنا الخنساء
عربية وعروبتي تعريقي
ما أزّني ما قاله الأعداء
ما أزّني من همّه تضيقي
أنا في قصيدي حرة طلقاء
ما كان من أحدٍ له تطويقي
والشعر سرّ ناله البلغاء
وذا المتنبّي مُلهمي وشقيقي
****
بعد ذلك قامت رنا المداح بتقديم هدية تذكارية لوزير الثقافة والإعلام تسلمها د. سعود كاتب، وهدايا أخرى لكل من الشاعر إبراهيم الجريفاني، والشاعرة الهام بكر، وهديّة خاصة لراعي الحفل لؤي محمد حيدر مشيخ. ثم بدأت تدشين الكتاب بتوقيع أول نسخه للدكتور سعود كاتب والحضور.