الأديبة شيماء عيسى الوطني: المرأة في القصة البحرينية لها حضور مميز

 أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية الأديبة البحرانية شيماء عيسى الوطني
الأديبة شيماء عيسى الوطني
 أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية الأديبة البحرانية شيماء عيسى الوطني
الأديبة شيماء عيسى الوطني
كتب من تأليف الأديبة شيماء عيسى الوطني
كتب من تأليف الأديبة شيماء عيسى الوطني
 أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية الأديبة البحرانية شيماء عيسى الوطني
 أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية الأديبة البحرانية شيماء عيسى الوطني
كتب من تأليف الأديبة شيماء عيسى الوطني
3 صور

أديبةٌ، وكاتبةٌ، حاصلةٌ على عددٍ من الجوائز، المحلية والخليجية، على رأسها جائزة المركز الأول في مسابقة الشارقة الثقافية للمرأة الخليجية. خلال مسيرتها الحافلة بالنجاحات، أبدعت عديداً من المؤلفات التي تنوَّعت بين الرواية، والقصة، كما تُرجِمت أعمالها إلى الإسبانية والإنجليزية. البحرينية شيماء عيسى الوطني، التقيناها في حوارٍ جميلٌ، إذ كشفت لنا الأديبة المرموقة أنها واحدة من أبرز وأقدم قراء «سيدتي»، وأنها اقتنت خلال طفولتها العدد الأول من «سيدتي»، في بداية الثمانينيات الميلادية.


لديكِ أرشيفٌ خاصٌّ بمجلة «سيدتي» منذ مرحلة طفولتكِ، ما أبرز محتوياته وذكرياتكِ في هذا الأرشيف؟


اعتدت في الطفولة مراقبة والدتي، وهي تقتطع من الصحف والمجلات قصاصاتٍ من الشعر، والحِكم، والقصص، وتلصقها في «كشكولٍ»، يعدُّ بالنسبة لها أرشيفاً لما قرأته. ولمكانتها العالية عندي، قلَّدتها في ذلك حتى أصبح لدي اليوم أرشيفي الخاص الذي يزخر بعديدٍ من المقالات، والأعمدة، والتحقيقات الصحفية لعددٍ من أساتذة الأدب والصحافة.

ولمجلة «سيدتي» نصيبُ الأسد في هذا الأرشيف، وأذكر أنه حينما صدرت عام 1981م، وأنا طفلةٌ صغيرة، أحضرت والدتي العدد الأول منها، فأخذت أقرأ ما استطعت تهجئته من مواد وتحقيقات، وأظنُّ أن هذا العدد لا يزال موجوداً في بيت والدي مع بقية أعداد المجلات المميَّزة التي أحتفظ بها.

اليوم، يحتوي أرشيفي على مقالاتٍ عبدالله الجفري، وعبدالله باجبير، وفوزية سلامة، وعددٍ من التحقيقات المميَّزة، وصفحات الديكور التي تستهويني، ومن الجميل جداً أن أجد نفسي الآن في ضيافة صفحات مجلة «سيدتي» بوصفي كاتبةً بعد أن كنت طوال سنواتٍ مجرد قارئةٍ، تُسعَد بصفحاتها أسبوعياً.

تابعي المزيد: السّرقات الأدبية مؤلفات وأفكار ضائعة.. من يحميها؟


عراقة التاريخ البحريني


على الرغم من صغر مساحتها إلا أنَّ البحرين تحتضن لهجاتٍ مختلفة، يعود بعضها إلى اللغتين السومرية والآشورية، ما السر وراء هذا الاختلاط؟


تخبرنا «ملحمة جلجامش»، أقدمُ الأعمال الأدبية في بلاد الرافدين، أن جلجامش خرج من تلك البلاد بحثاً عن «زهرة الخلود»، ووجدها حقاً في أرض دلمون، وما أرضُ دلمون إلا أرض البحرين اليوم. هذا يدلُّ على عراقة التاريخ البحريني، الذي يمتدُّ إلى آلاف السنين، ويتصل اتصالاً مباشراً بالحضارات القديمة، مثل السومرية والآشورية.

أتذكَّر أنني في فترةٍ من الفترات، قرأت دراسةً، أعدَّها باحثٌ عراقي عن معجم الكلمات القديمة، ووجدت أن عدداً منها يتشابه مع كلمات لهجتنا البحرينية، على سبيل المثال نحن نستخدم الفعل «تمريخ»، ونعني به التدليك، أو المساج، وهي كلمةٌ مصدرها اللغة الآرامية، وتعني الفعل ذاته.

على الرغم من أن البحرين ذات مساحةٍ صغيرة إلا أن ما يميِّزها كثرة لهجات أهلها، فهي تختلف بحسب المناطق السكانية، ويمكن إرجاع ذلك إلى الغنى الثقافي، والعراقة التاريخية، واتصالها بحضاراتٍ ولغاتٍ مختلفة، كذلك الأنشطة الاقتصادية، مثل التجارة. كل ذلك أدخل كلماتٍ كثيرة من لغاتٍ عدة ضمن سياق اللهجات البحرينية.


هل يستحقُّ الإنتاج العربي من الرواية التاريخية الإشادة، أم أن هذه الرواية لم تقدم جديداً، واقتصر دورها فقط على تشويه التاريخ؟


كثيرٌ من الروايات التاريخية العربية تستحقُّ القراءة، خاصةً إذا ما لمسنا الجهد المبذول فيها من قِبل كُتَّابها في البحث والتحضير لكتابتها، وما تقدّمه للقارئ العربي من جوانب خفيةٍ عليه، وإسهامها في زيادة مخزونه الفكري والثقافي، لكن في الوقت ذاته لا يمكننا إنكار أن بعض كُتَّاب الروايات التاريخية لا يتحرُّون الدقة، ولا يبذلون الجهد المطلوب لكتابة روايةٍ تاريخيةٍ، تستحقُّ الاهتمام، لذا نجد تلك الروايات ذات أسلوبٍ سطحي، أو زائفٍ، وتحتوي على كثيرٍ من المغالطات التي تشوِّه التاريخ وتحرِّفه عن حقيقته.

تابعي المزيد: أفضل كتب الأدب العربي

 

 

 

 

 

القراءة جزء من حياتي قد لا أكتب في يوم ما لكن من الصعب ألا أقرأ يومياً



المرأة البحرينية


يغلب على حضور المرأة في السرد الخليجي القهرُ والضعف، هل تختلف صورة المرأة البحرينية عن هذه الصور النمطية؟


المرأة في القصة البحرينية لها حضور مميَّز، وتكاد لا تخلو قصة، أو رواية من حضورها المثري للأحداث السردية. الأعمال الأدبية، قدَّمت المرأة في أدوارٍ نموذجية مختلفة، فكانت الأمَّ، والزوجةَ، والابنةَ، والحبيبة، وهذا لم يمنع من استحضارها أيضاً في أدوارٍ ذات طابعٍ سلبي، مثل زوجة الأب القاسية، لكن بما يقتضيه السرد الدرامي للقصة، أو الرواية.


مَن يُغذي الأدب، الخيال أم الواقع؟


هذه إشكاليةٌ ملحَّة، أجد نفسي دوماً في مصيدتها. كثيرٌ من الشواهد الأدبية أجدُ نفسي وأنا أقرأها وقد دخلت في دوَّامة: مَن يأتي قبل مَن «البيضة أم الدجاجة؟»! قبل سنواتٍ، وفي رواية «مدن الملح»، رسم لنا الكاتب عبدالرحمن منيف شخصية امرأةٍ عجوزٍ، تموت كمداً أثناء مغادرتها مع آخرين مدينتهم غصباً. الصورة ذاتها وجدتها بعد سنواتٍ في نشرة الأخبار لامرأةٍ ماتت أمام معبر رفح، وهي تحاول العبور! وهناك مثالٌ أقرب لذلك، عندما تفشت جائحة كورونا، فقد قرأنا الكثير عن رواية «عيون الظلام» التي تناولت عام 1981م هذه الجائحة بتفاصيلها! ولا نستطيع في هذا الصدد أن نتجاوز رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني التي تقاطعت تفاصيلها مع حادثة موت لاجئين في خزان شاحنة. طبعاً الشواهد كثيرة، لكنها جميعاً في النهاية لا تعطي إجابةً قاطعةً، ولا تحدِّد مَن يغذي مَن!


هل تتعمَّدين الزجَّ بقارئكِ في متاهاتٍ من الأسئلة؟


يقال: «السؤال مفتاح المعرفة». في كثيرٍ من الأحيان أجد نفسي من دون قصدٍ وقد بدأت بطرح أفكاري من خلال تساؤلاتٍ، واستفهاماتٍ من شأنها إثارة الفضول في ذهن القارئ، لكنني أجدها طريقةً مناسبةً لأن أضعه في الحالة الذهنية ذاتها التي أرغب من خلالها أن يشاركني حالة العصف الذهني المطلوبة. الكاتب الجيد لا يعمد إلى تلقين القارئ أفكاره، بل يستدرجه إلى المنطقة ذاتها التي يحاول فيها أن يجد الإجابة.

تابعي المزيد: احتفاءً باليوم العالمي للمرأة .. كتب تسلط الضوء على فنانات أغفلتهن المتاحف

 

 

 

 


​​​​​​​

 

 

 

 

اقتناء الكتب بالنسبة لي مصدر سعادة لا توصف

 

أقرأ «سيدتي» منذ سنوات طفولتي والمجلة شكلت وجداني ووعيي وذائقتي الأدبية



شغف القراءة


هل يمكنكِ تخيُّل العالم من دون كتب؟


وهل يستطيع الإنسان العيش من دون ماءٍ، أو هواءٍ، أو غذاءٍ، أو كتب؟! بالنسبة لي، الكتب من المقومات الأساسية التي لا يمكن لحياةٍ الاستمرار من دونها.

اليوم الذي أقضيه من دون قراءةٍ، لظرفٍ ما، أجد نفسي فيه مضطربةً، فالقراءة جزءٌ من حياتي. قد لا أكتب في يومٍ ما، لكن من الصعب ألَّا أقرأ يومياً.


أنت شغوفةٌ باقتناء الكتب، حدَّ التبذير، ما مظاهر هذا التبذير؟


في مكتبتي اليوم هناك أكثر من 400 كتابٍ، لم يُقرَأ حتى الآن، ومع ذلك لا أتوقف عن شراء الكتب، فاقتناء الكتب بالنسبة لي مصدرُ سعادةٍ لا توصف. ليست المسألة مرضيةً، كما يعتقد بعضهم، لكن هو عشقٌ قديمٌ للكتب، أحمله منذ الصغر.

أنا لا أقتني أي كتابٍ وحسب، كما يفعل مرضى «الببلومانيا»، وهو مرضٌ نفسي، يتعلَّق بجمع الكتب، بل أحرص على انتقاء الكتب وفق ذائقتي القرائية، إلى جانب قراءة ما أقتنيه من هذه الكتب أولاً بأول، كما أنَّ لي قراءاتي الانطباعية التي أنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق #ماتقرأه - شيومه.

ويضمُّ فهرس مكتبتي الشخصية حالياً نحو 2800 كتابٍ، هذا عن الكتب المطبوعة، إضافةً إلى امتلاكي مكتبةً إلكترونيةً، يبلغ عدد الكتب فيها نحو 300 كتابٍ.


القراءة الناقدة، هل تحتاج إلى مهاراتٍ وقدراتٍ خاصة؟


النقد الأدبي له مدارسه الأكاديمية، ومَن درس النقد وتخصَّص فيه، يُفتَرض أن يكون أقدر من غيره على تقديم نقدٍ متخصِّص واحترافي للأعمال الأدبية، لكنَّ ذلك لا يمنع من بروز بعض القرَّاء في هذا الجانب، فمع مرور الوقت، تتراكم لديهم الخبرة من خلال القراءة المستمرة، لذا يتمكَّنون من استخلاص آراءٍ نقديةٍ جديرة بالالتفات إليها، حتى وإن غلب عليها النمط الانطباعي، وهناك من القرَّاء مَن ينغمس في عالم الأدب، وينهمك في تطوير قدراته وتجربته من خلال القراءة المتخصِّصة لكتب النقد، وفي ذلك إثراءٌ، يُحسب له، ويمكِّنه من تناول الأعمال الأدبية بشكلٍ احترافي.

تابعي المزيد: "خبز على طاولة الخال ميلاد" تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2022​​​​​​​

 

 

 

 

 

الكاتب الجيد لا يعمد إلى تلقين القارئ أفكاره بل يستدرجه إلى المنطقة ذاتها التي يحاول فيها أن يجد الإجابة



الهندسة المعمارية


صمَّمتِ مكتبتكِ الخاصة، هل كانت هذه تجربتكِ الأولى في التصميم، أم سبقتها تجارب أخرى؟


درستُ الهندسة المعمارية، وتخصَّصتُ فيها، وأثناء دراستي صمَّمت عديداً من المشروعات الهندسية، منها مسرحٌ ومركزٌ لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وبسبب إنجاب أولادي أثناء الدراسة، فضَّلت التفرغ بعد التخرج لرعايتهم، لكنَّ هذا لم يمنعني من متابعة اهتماماتي في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، حيث قمتُ بتصميم بيتي بالكامل، ومتابعة أعمال البناء فيه، وتصميم كثيرٍ من ديكوراته وحتى قطع الأثاث، وما زالت لي قراءاتي في مجال الهندسة والتصميم الداخلي، فالشغف بالهندسة والكتابة أمرٌ واحدٌ بالنسبة لي.


الكتابة في الصحف، هل تشغل المبدع عن مواصلة مشروعه الإبداعي؟


الكتابة في الصحف والمجلات لم تكن يوماً عائقاً أمام كتابتي القصة والرواية، بل على العكس تماماً، كان لكتابة المقالات تحديداً أثرٌ في تجويد وتحسين ما أكتب، وتعريف القرَّاء بقلم شيماء الوطني. اليوم، وعلى الرغم من الكتب التي أصدرتها، إلا أنني ما زلت أمارس كتابة المقال بالحماسة نفسها.

تابعي المزيد: مؤسسة دبي للمستقبل تطلق قصة مصورة للأطفال​​​​​​​


مبادرة ضفاف


شاركتِ في تأسيس مبادرة «ضفاف الكلمة»، هل ما زال للمبادرات الفردية تأثيرٌ كبيرٌ في الحراك الثقافي بالبحرين؟


المجتمع البحريني مجتمعٌ مثقفٌ وواعٍ، لذا نجد تشجيعاً دائماً على تنمية الثقافة وتعزيزها سواءً بجهودٍ رسميةٍ، أو أهلية. في وقت من الأوقات، انبثقت عديدٌ من المبادرات المميَّزة، على الصعيدين الرسمي والأهلي، تناولت الشأن الثقافي والأدبي، وعلى الرغم من أنها كانت تصطدم عادةً بمسألة الدعم المادي، إلا أنها قدَّمت الكثير للحراك الأدبي والثقافي في البحرين.

مبادرة «ضفاف الكلمة» إحدى المبادرات التي تأسَّست بجهودٍ أهلية من قِبل عددٍ من المهتمين بالأدب، وأتشرَّف بأنني كنت ضمنهم، وقد أقمنا عدداً من اللقاءات الأدبية، والفعاليات الثقافية التي شكَّلت حضوراً مميزاً، واستقطبت جمهوراً عريضاً، لكنها مع الأسف لم تستمر طويلاً بسبب ظروفٍ خارجة عن إرادتنا، إلا أنَّ أصداء ما قدمته ما زالت مستمرة، إذ يواصل العاملون فيها حتى الآن تقديم عطاءاتهم الأدبية كلٌّ في مجاله وموقعه.

تابعي المزيد: أكاديمية الشعر تشارك بـ252 إصدارا بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب