نظام التوقف الذكي BOS وآلية عمله 

إن أهم ما يميز أي سيارةٍ هو نظام السلامة والأمان بتلك السيارة، سواء كان هذا النظام ملحقاً بالسيارة، أو متعلقاً بتصميم السيارة ذاتها، من معايير الاتزان الديناميكي للسيارة تلقائياً على الطريق في أثناء الحركة، حتى مع السرعة، وخاصةً عند الدوران الجاف مع المنحدرات، وهذا النظام تتمتع به غالبية السيارات الحديثة، أما النظام الأكثر أهمية، الذي لا تتمتع به كل السيارات؛ فهو نظام الأمان الذكي، المتعلق بالخلل في التناسق ما بين زيادة تغذية الوقود «عند الضغط على دواسة الوقود»، وكبح السيارة «عند الضغط على دواسة الفرامل» في آنٍ واحد، وهو ما يُطلق عليه نظام التوقف الذكي »BOS- Break Override System»، والمسمى أيضاً الدواسة الذكية «Smart Pedal»، أو تكنولوجيا التوقف الذكية «Smart Stop Technology».

ويعتمد هذا النظام على تلك المكونات التكنولوجية الذكية، وهو عبارة عن: «نظام ثنائي العمل يقوم بفصل أو خفض تغذية المحرك، والسماح بعمل المكابح أوتوماتيكياً، عند الضغط على دواسة الفرامل والتغذية «الوقود» في آنٍ واحد، وذلك بفعل قائد السيارة، أو نتيجة لخللٍ ما تسبب في ذلك».

مكونات النظام BOS

يتكون نظام التوقف الذكي من المكونات الآتية:
• وحدة التشغيل: وهي حدة الحاسب الآلي التي تقوم بالتنسيق بين مكونات النظام، وإعطاء الأوامر وفقاً لما تمت برمجته عليه.
• الحساسات: وهي المستشعرات الذكية التي تقوم بمراقبة عمل كلٍّ من دواسة المكابح، ودواسة الوقود، واكتشاف أي خللٍ يحدث بينهما، وتوصيل ذلك إلى وحدة الحاسب الآلي.
• وحدة العمل الأوتوماتيكي: وهي التي تقوم بعملٍ مزدوجٍ في آنٍ واحد، وهو القيام بفصل الوقود عن المحرك، أو تخفيضه تدريجياً، وفي الوقت نفسه السماح للمكابح بالعمل.

آلية عمل BOS

عندما يحدث خلل متعلق بتزويد الوقود بالسيارة والكبح معاً، سواء كان هذا الخلل ناتجاً عن خطأ قائد السيارة، أو غير مقصود، أو لأي سببٍ من الأسباب، فإن الحساسات المرتبطة بنظام حقن أو تزويد الوقود والكبح تقوم بإرسال إشارة إلى الحاسوب بهذا الخلل، الذي يعطي بدوره أوامره في جزءٍ أقل من الثانية بخفض أو فصل الوقود عن المحرك، مع السماح للمكابح بالعمل؛ ما يقلل من سرعة السيارة، وبالتالي توقفها؛ تفادياً لأي أخطارٍ محتملة.

ما يميز نظام التوقف الذكي BOS

يتميز نظام التوقف الذكي بعدة مميزات، يمكن توضيحها في الآتي:

- فصل الوقود:

من أهم مميزات هذا النظام، أنه لا يعتمد على عملية تفعيل الكبح فقط، بل إنه يقوم على منع حقن الوقود بالمحرك؛ ما يحد من سرعة المحرك من جانب، ويقلل من كمية الحركة للسيارة المعتمدة على الكتلة المتحركة لها من جانب آخر، حتى إن حدث تصادم بين السيارة وأي شيء آخر، تكون قوة هذا التصادم أقل ما يمكن؛ وبالتالي وقوع أقل الخسائر، أو تفاديها بالكلية.

- تفعيل الكبح:

يقوم النظام على تفعيل الكبح، ويُعتبر هو الغرض الأساسي من النظام؛ حيث إنه يُطلق عليه أحياناً الدواسة الذكية، أو «Smart Pedal»؛ فعند حدوث الخلل في القيادة يتم تفعيل الكبح دون الوقود، على الرغم من الضغط على كلٍّ من دواسة الوقود، ودواسة الكبح معاً.

- العمل الذاتي
إن هذا النظام من الأنظمة الذكية، فبمجرد الضغط على كلٍٍّ من دواسة الوقود والفرامل معاً؛ فإن النظام يعمل من تلقاء نفسه.

- الموثوقية:

يتصف هذ النظام بارتفاع درجة الموثوقية في تحقق الغرض منه، أي بانخفاض نسبة الخطأ إلى درجة الصفر؛ ويرجع ذلك لاعتماده على النظام الإلكتروني الذكي، وليس النظام الميكانيكي المعقد، كثير الأعطال؛ فالنظام الذكي يعمل بدرجة عالية من الدقة المتناهية التي تحقق النتيجة مائة بالمائة.

- أول من أوجد النظام

أول من استخدم هذا النظام هي شركة «BMW» في سيارتها موديل «iL750»، وكان ذلك في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين ميلادياً، والهدف منها كان زيادة التحكم والسيطرة في السيارات خصوصاً أن السيارة كانت تعتمد نظام القدم الواحدة؛ أي أصابع القدم والكعب في التحكم بكل من دواسة الفرامل ودواسة الوقود، وفي العام 2001 أصبح هذا النظام معتمداً لجميع السيارات في شركة «BMW»، لتتبعها بعدها بسنتين شركة «Chrysler» في تطبيق النظام على سياراتها. وانتقلت الفكرة لباقي الشركات المصنعة للسيارات في العالم.