واسيني الأعرج: الصدفة كانت وراء عثوري على أسرار حياة مي زيادة

واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
3 صور

يصنفه المثقفون، كواحد من أهم الكتاب على قيد الحياة، كتب عن الماضي والحاضر ورسم خريطة للمستقبل، ولم يقرأ له أحد إلا ولمس في قلبه شيئاً ما، في تعريفه للكتابة الجيدة يقول: ما لا يمس فيك شيئاً ما، ويدفعك إلى تأمل ذاتك والبحث فيها، لا يستحق أن يُكتب أو يُقال عنه إنه رواية.

تستضيف دار «دون» الكاتب الجزائري الأشهر «واسيني الأعرج» في ندوة خاصة وحفلة توقيع، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، فيحكي لكاميرا سيدتي التي كانت بين الحريصين على الحضور، عن العديد من الملامح الإنسانية في حياته، ويخصنا بأسرار شخصية خلف كل رواية له، تنشرها الدار في جناحها، ضمن فعاليات الدورة الـ 54 من المعرض السنوي.

رواية «ضمير الغائب» مستوحاة من قصة حياته

واسيني الأعرج


في رواية «ضمير الغائب»، يعيش البطل قصة مستوحاة من حياة الكاتب «واسيني الأعرج» الشخصية، حيث يقول الأديب الجزائري الكبير، إنه فقد والده ضحية للتعذيب في معتقلات الاحتلال، وعليه لم يعرف لأبيه قبراً، وأن فقدان مكان مادي لجثمان والده يزوره حين يريد، هو واحد من جروحه التي لم تشف بعد، ما جعله يكتب هذا في خلفية حياة البطل، الذي كان يبحث عن هوية والده، ولا يعرف عنه إلا بضع صور، ومعلومات متناثرة بين الأهل.
وفي رأيه الشخصي، يرى أن هذه الرواية واحدة من الروايات التي تعبر اختبار الزمن، حيث تجسد معاناة الإنسان مع الرقابة على أفكاره مهما اختلف شكلها، لذلك لا تزال قابلة للقراءة حتى يومنا هذا، ولا ترتبط بحدث ووقت معين، إذا مر لم تعد مناسبة للأزمنة التالية، وبالتالي تنتهي صلاحيتها.

رواية «ليالي إيزيس كوبيا».. الصدفة كشفت له أسراراً في حياة «مي زيادة»

يقول «واسيني الأعرج» في ندوته، إنه كان من العار أن يعرف الجميع من هي «مي زيادة»، ولا يعرف أحدنا شيئاً عن حياتها الخاصة وقصتها ومعاناتها، حيث خذلها قراؤها، كما خذلها كل محبيها، ومن بينهم «عباس العقاد» و«طه حسين»، حيث أمضت عاماً كاملاً في مصحة نفسية، ادعت طوالها الجنون، لتنجو من مأزق كبير وضعت فيه نهاية حياتها.

وعن كواليس اكتشافه أن هناك حقيقة ما وراء حياة «مي زيادة» والطريقة التي اعتزلت بها العالم والوسط الثقافي في نهاية حياتها، قال لنا الكاتب الجزائري إن كل هذه الكواليس المنسية، عرفها بعد جملة غريبة، سمعها في ندوة حضرها بالصدفة، فوجد أن «مي» قد قالت في آخر أيامها "أتمنى أن يأتي أحد وينصفني ويأخذ لي حقي بعد وفاتي"، فيقول «واسيني» إنه توقف عند هذه الجملة طويلاً، وكأن شيئاً ما قد رنَّ في أذنيه، وكانت هي الجملة التي دفعته للشك، ربما لم نعرف عن «مي زيادة» إلا أعمالها، وأهملنا الكثير من تفاصيل حياتها.

رواية «عازفة البيكاديللي».. خنت نفسي حين كتبت نهايتها
يقول «واسيني» في اعتراف خاص جداً، إنه يَسهُل على الأديب أن يعترف بخياناته العاطفية بل ويعتبرها البعض موضع فخر وتندر، ولكن أن يعترف بخيانته الأدبية للرواية التي كتبها، هو أمر نادر، ولكنه يشعر بعدم الرضا عن نفسه، ولذلك قرر أن يعترف لقرائه.

حيث قرر أن يكتب نهاية يراها الحقيقة في ختام روايته «عازفة البيكاديللي»، بدلاً من أن يترك الكاتب مع خيال جميل ونهاية رومانسية لقصته، وهو ما ندم عليه لاحقاً بعد أن نُشرت الرواية، فيقول: كنت قد كتبت نهاية سعيدة يلتقي فيها الحبيبان تحت المطر، إلا أنني شعرت بأن هذه ليست الحقيقة، لذا قررت قتلهما تحت المطر، في مشهد قاسٍ بدا لي أصدق وقتها، إلا أنني ندمت عليه بعد طباعة الرواية.

وعن كواليس كتابة تلك الرواية، يقول «واسيني» إنه حارب كثيراً ليدخل القصر الذي كان شاهداً على ميلاد رحلة الرحبانية، وبمجرد دخوله هذا المكان، بعد إغلاقه لأكثر من 20 عاماً، تكوّنت الرواية في خياله، ما جعله يختار نفس المكان ليكون مقر أول حفل توقيع له، ورغم احتراق المبنى وانقطاع الضوء فيه، حضر له قراؤه المخلصون، على ضوء الهواتف النقالة، وهي اللحظة التي وقرت في قلبه، وغمرته السعادة.