فنان فلسطيني من مدينة رفح يضع غزه على خارطة السينما العالمية

25 صور

لم يكن يحلم بالوصول إلى هوليوود والعالمية، بل كان كل همّه، مثل الكثير من أطفال المخيمات الفلسطينية في غزّة، أن يدرس ويتخرّج لمساعدة أسرته الكبيرة على تجاوز الفقر المدقع الذي تعيشه.
وهذا ما جعله يتأرجح بين الصعود والهبوط، لكنه في كل مراحل حياته كانت أنظاره شاخصة ومشدودة نحو الأعالي، ليكتب بعرق الجّبين والصبر والمثابرة قصة نجاحه بكل تفاصيلها. إنه الممثل والمخرج والمنتج الفلسطيني إياد حجاج، الذي تستضيفه "سيدتي" في هذا الحوار، ليروي من "هولييود" رحلته مع النجاح. وهذا نص الحوار.

* في البداية حدثنا عن بطاقتك الشخصية وطفولتك ودراستك؟
- لقد ولدت بتاريخ 9-5-1975 في "بلوك O" هو أحد مخيمات مدينة رفح، وكان ترتيبي السادس في العائلة وبعدي يأتي خمسة أولاد، أي السادس بين 12 شقيق وشقيقة، وكنّا في وضع إجتماعي ومادي صعب للغاية. فيما كنت أتشارك وأخوتي الفقر والمعاناة والحياة القاسية، حيث كنّا نرتدي ملابس بعضنا البعض، فكلما ضاق البنطال أو القميص على ولد يتم تحويل ملابسه لأخيه الأصغر. ونفس الأمر كان يتم مع البنات. أما بالنسبة للدراسة فلقد درست بمدارس "الأنروا" في مدينة رفح، وتخرجت من جامعة "بيت لحم" بالضفة الغربية، تخصصت في العلاج طبيعي.

* وماذا عن شقاوتك؟
- بكل صراحة، كنت شقيّا وعنيداً في طفولتي، وفي الوقت نفسه، كنت ذكيّاً ومتفوّقاً في المدرسة، كما كنت دائم الحركة، و لا أحب الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة وأنا هادئ بدون شقاوة، ويمكنني القول أن شقاوة الطفولة في حارات المخيمات الفلسطينية، هي الوقود الذي يشعل في أبناء المخيمات جذوة التفوّق والتميّز.

* ماذا تتذّكر من مواقف في طفولتك في المدرسة تدل على تفوّقك؟
- أذكر أنني عندما كنت في الصف الثاني إبتدائي طلبني أستاذ الصف الخامس فيما كان يدرّسنا مادة الحساب، فذهبت إلی الصف و كتب لي مسألة حساب علی اللّوح وطلب منّي أن أحلّها، دون أن أعرف لماذا، المهم، بعد أن حلت المسالة قال للتلاميذ: "شايفين يا تيوس.. ابن صف ثاني عرف يحلّها"، فقد كنت أحبّ مادة الرياضيات، سواء الجبر أو الحساب أو الهندسة.

* علمنا أنّك كنت قد مارست أكثر من هواية، منها الرسم، كيف اكتشفت هذه الموهبة بداخلك؟
- كنّا نجلس على "بنوك" خشب، وكنت كلما أجلس على أي "بنك"، أقوم بتنظيف جزءاً منه وأرسم عليه أي رسمة تخطر ببالي. وقد علمت أن الأولاد ظلّوا يشاهدون رسوماتي على "البنوك" ويحافظون عليها لسنوات طويلة. وبعدها طوّرت موهبة الرسم، وأصبحت أرسم للحب والسلام.

* لماذا اخترت مهنة التمثيل رغم أنّك متعدّد المواهب؟
- كنت في سن الطفولة أشارك بتمثيل بعض الأفلام الأمريكية التي يتمّ تصويرها في أريحا. ولم أكن أدرك أنّ الممثلين مشهورون. فقد جاء مخرج فلسطيني من نفس منطقتنا (رفح) وكان يعمل مع شركة إنتاج تصوّر في مدينة أريحا. وهو المخرج هاني مخربان، الذي كان يهتم في ذلك الوقت بالمواهب، فأخذني لأمثّل في فيلم اسمه "رامبو3" وفيلم "موعد مع الموت" وهو فيلم بريطاني مع ممثلين أمريكان. كذلك كنت أقوم بتمثيل أدوار مسرحيّة في المدارس والمساجد، إلى أن أصبح التمثيل هوايتي المفضّلة.

* حدثنا عن أسباب سفرك إلى أمريكا، وهل كان من أجل التمثيل وهوليوود؟
- منذ أكثر من 100عام والسينما الأمريكية تستعين بممثلين أجانب ليلعبوا أدوار الشخصيات العربية، والتي تثير الشفقة لوجوه صامتة من الملامح العربية، بعيونها الزرقاء والشعر الأصفر، وما يزيد من سخرية الاختيار، الكوفية البيضاء والعباءة المخطّطة. وكانت أدوار العرب تقتصر على وجودهم في المراقص الفارغة والكوميدية المصطنعة، إلا أنّ هذه الصور لم تكن لتفارق ذاكرتي.
وعندما قرّرت السفر إلى أمريكا لم يكن التمثيل هدفاً أمامي، بل سافرت لإكمال دراستي في علم النفس. وقد عملت لمدّة ثمان سنوات بمجال دراستي وتخصّصي، إلى أن صادفت بعض الشباب الأمريكيين، وكانوا يبحثون عن شاب عربي يمثّل دور المحقّق، ومن هنا أُتيحت لي الفرصة. وكان أول دور لي أتقنه وبمهارة. ومن تلك اللحظة بدأت أسعى للمساهمة في تغيير الفكر الأمريكي للعرب، وذلك من خلال الدخول إلى عالم التمثيل، حيت بدأت مشواري في الفن والتمثيل.

* حدثنا عن معاناتك وتجربتك مع التمثيل في أمريكا؟
- أكيد هناك الكثير من المعاناة، فمثلا، أنا كنت أعيش في منطقة بعيدة عن هوليوود بمسافة 6 ساعات سفر بالسيارة، وبالتالي كنت أسافر ذهاباً وإياباً 12 ساعة لأجري مقابلة مدّتها دقيقتين. ولكن المهم إني نجحت في المقابلة للمشاركة في أول فيلم "The Strange" قصة سلمان عبد الحق، وحصلت على كتابة اسمي، كبطولة، ثالث إسم في القائمة، وتدور أحداث الفليم حول قصة شاب عربي يتمّ خطفه من قبل المخابرات الأمريكية والتحقيق معه بتهمة الإرهاب حيث حصل الفيلم على ستّة جوائز من مهرجانات عالمية مختلفة.
وكل ذلك، كان بإصرار منّي على النجاح والتحدّي، حيت عانيت في أمريكا كوني شاب عربي، فلسطيني، وكانت النظرة الموجودة هي نظرة إرهاب لكل من هو عربي.

* كلنا يعلم أن السينما الأمريكية تصوّر الرجل الخليجي والعربي برميل بترول متخلّف، زير نساء..إلخ. وفي الوقت نفسه، يسيطر اللوبي الصهيوني على هوليوود. ماذا عنك كممثل عربي؟ وكيف استطعت اختراق السينما هناك؟
- بعض المخرجين يُسوقون ذلك عن جهل، والبعض الآخر عن قصد وغرض، وإني أتفق معكِ في أن السينما الأمريكية، همّها الأكبر هو الإساءة للعرب والمسلمين، لكن اليهود يهتمّون بمن يجلب لهم الأموال أكثر، فهم يعبدون الفلوس أكثر من الوطنية والعقيدة. بالنسبة لي أعمل على صناعة أفلام توضّح الصورة الحقيقية لجمال العلاقة الأسرية، مثل نقاء صورة العربي المسلم وهو يصلّي وعلاقته بجيرانه، أي إبراز الصُوَر الحقيقية وليس الوهمية، وفي الفترة الحالية، بدأت النظرة تتغير عن العرب، ونحن بدورنا نحاول المساهمة في هذا الموضوع، بعد أن تحوّلت النظرة للعرب الآن، وبدأوا يصوروننا كإرهابيين، وخاصة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، حيث أصبحت حياتنا صعبة جداً. ونحن جادون في تغيير هذه النظرة، والآن ثمة تغيير ملحوظ، وهناك أدوار عن العرب في بعض المسلسلات تعدّ جيدة.

* كيف تنظر للأدوار التي قمت بأدائها؟
- بدأت من خلال الأفلام والأدوار التي أتّقنها وتسهم بتغيير النظرة لكل ما هو مُسيئ للعرب. وكنت أستطيع التحكّم بالسيناريو إن كان مسيئاً للإسلام، وأرفض تمثيل أي دور يسيء لي كعربي مسلم، أو للمسلمين بشكل عام، بالإضافة إني لم ولن أبخل بمساعدة أي عربي يحتاج للمساعدة، بل أبادر بتقديم المساعدة في هذا المجال، أو في أي مجال في أمريكا، خاصة أنني عانيت في بداية وصولي أمريكا.

* قلت أنك تتحكّم بالسيناريو. كيف؟
- من خلال عملي كإستشاري لبعض المسلسلات والأفلام، وذلك بعد إتفاق ينصّ على أن أقرأ السيناريو، ولي الصلاحية أن أغيّر ما يضر بالعرب والإسلام، إن كان مدسوساً، أو غير صحيح، فأكتب الصواب وأصحح المغلوط.

* لماذا ترتدي الزيّ الخليجي؟. وما هي حكاية هاتين الصورتين؟
- في الصورة الأولى أقرأ السيناريو لأرى إن كان فيه ما يسيء للعرب والمسلمين، أما الصورة الثانية فهي من مشهد بفيلم كوميدي اسمه "Tie the knot" (يعقد قرانهما- أربط العقدة)، أؤدي فيه دور رجل عربي يتشاجر مع الممثله تارا ريد، ثم بعد ذلك نصبح أصدقاء، وقد تم تصويره قبل شهرين، وهذه الممثلة هي معروفة في أمريكا، ومشهورة بأفلام الـ American Pie (الفطيرة الأمريكية)، كما شارك في البطولة الفنان الهندي الشهير أومي فيدا.

* حدثنا عن تجربتك مع الإنتاج والإخراج.
- قمت بإخراج العديد من الأفلام التي شاركت في مهرجانات وحصدت الجوائز،ن وهي محاولة بسيطة منّي لرسم أحسن صورة للشخص العربي والفلسطيني، وتعريف الجمهور الغربي على حياة العربي كما عشتها أنا، لا كما يصوّرها الإعلام الغربي. ومن هذا المنطلق قمت بإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم اسمه " Not in my Backyard" (ليس في عقر دارنا)، أو (ليس في بيتنا) فيما وتدور أحداثه حول مدرّس مادة الرياضيات من أصل فلسطيني في أمريكا، جاء من غزة ليعيش في بلد أمريكي صغير ويدرّس الرياضات، ولكن أهل البلد حاربوه وأرادوا طرده، لكنه أصر ونجح، نال محبة أطفال المدرسة فدافعوا عنه، وبعدها أحبّه الجميع، خاصة، بعد فوز طلاّب المدرسة بالمنافسة الإقليمية للرياضيات. وقد حصل الفيلم على جوائز عدّة، منها جائزة من مهرجان Temecula Valley Film Festival "تماكيولا" في كاليفورنيا.

* أراك ترتدي الزيّ الهندي ومعك امرأتان بالزيّ الهندي. ما هي حكاية هذه الصورة؟
- نعم مثّلت أدواراً هندية صُوّرت في كاليفورنيا. وهذه الصورة من مهرجان. والفيلم تدور أحداثه في أمريكا، واسمه Breaking Tradition (الخروج عن العادات) من إخراج المخرج Felix وأقوم أنا بتأدية فيه شخصية رجل غني يريد الزواج من فتاة صغيرة والدها فقير، ولكنها تحب شاباً أمريكياً، وهو من إخراج المخرج Felix، ويشاركني البطولة ليونيداس قلبتس ( Leonidas Gulaptis)، ونينتا أشارية (Niyanta Acharya).


* ماذا عن حصولك على لقب أفضل ممثل؟
- حصلت على لقب أفضل ممثل ثاني عن دوري في فيلم "ملجأ"، الذي فاز بأكثر من 8 جوائز و13 ترشيحاً، وهو يروي قصة حقيقية وقعت أحداثها في العراق.

* ما هي آخر أعمالك التي انتهيت من تصويرها؟
- انتهيت من تصوير دوري في فيلم "ثندر رن" Thunder Run مع الفنان العالمي Gerard Butler، والمخرج العالمي Simon West، ودور بطولة في حلقة واحدة، كضيف شرف، في المسلسل التلفزيوني Touch للفنان العالمي Keifer Sutherland على قناة FOX) )، ودور في فيلم Kill Point من بطولة الفنانة الأمريكية العالمية من أصل صيني .Bai Ling
وبسبب حبّي للسعودية والسعوديين أنتجت، من خلال شركتي (Missing Peace Pictures)، فيلماً مدّته 7 دقائق عن قصة روى لي فكرتها شريكي السعودي مشاري رشيد، وقمت أنا بكتابة السيناريو. وحسب علمي تمّ عرض الفيلم تلفزيونياً ضمن مسابقة لصنّاع الأفلام السعوديين (يقصد "مهرجان "روتانا" السينمائي).

*حدثنا باختصار عن فكرة الفيلم واسمه والمشاركين فيه.
- اسم الفيلم "راعي البندقية" وهو يتناول قصة حقيقية وقعت أحداثها في شبه الجزيرة العربية أوائل عام 1800م. وتدور الأحداث حول رجل يدافع عن بلدته مع بندقيته الأسطورية، كما يشاركني البطولة الممثل السعودي الشاب مشاري رشيد، وأما الإخراج فشاركني به المخرج مراد عمايره. وقد استعنت بعدد كبير من الطلبة المبتعثين في أمريكا.

* كيف ترى المرأة الفلسطينية وأنت المتزوج من إمرأة أمريكية؟
- المرأة الفلسطينية هي الجمال، والقوّة، وهي الزوجة المعطاءة والأم الحنونة، والسبب الرئيسي في تكوين شخصيتي هو تربية والدتي التي كنت أري فيها الحب والحنان والرجولة عند اللزوم، كما كنت أرى كل النساء الفلسطينيات يتقاسمن الملامح والأسلوب في تنشأة وتربية أولادهنّ على الإنسانية وحب الوطن والتضحية في سبيله بكل غالٍ وثمين.

* من هو الصديق الذي لا زالت تتوصل معه من أصدقاء الطفولة؟
ياسر عطوة هو أقدم صديق لي ومن الأصدقاء القلائل الأقرب إلى قلبي، فهو جارنا منذ الطفولة، ولا زلت أتواصل معه ونلتقي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

* حدثنا عن زوجتك وابنك.. هل هي أمريكية؟ وهل أنتما منفصلان؟ خاصة أن صور طفلك وأنت تحمله على صدرك وترضعه وكأنك من يرعاه؟.
- لا أحب الحديث عن عائلتي، إحتراماً لرغبتها. لكن، بالنسبة لإبني، فأنا حرّ في نشر صورته كما أشاء، وأنا أقوم برعايته كاملاً عندما تكون أمّه في العمل، وفي الأيام التي لا يكون عندي فيهاعمل. وأنا استمتع برعاية ابني لأنه طفلي الأول.

* لماذا لم تفكّر بالزواج من أول حب في حياتك. حب ابنة الجيران؟
- كلّنا يخوض تجربة الحب الأول، والتي تبقى ذكرى جميلة، لكن، قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وأنا راضٍ عن حياتي ونصيبي وما قسمه الله لي.

كما قامت "سيدتي" بزيارة أسرة النجم الفلسطيني العالمي، حيث كان يعيش في بيت بسيط لنلتقط بضعة صور لأطلال بيته، ثم توجهنا إلى البيت الجديد، للقاء أخوة إياد الذين استقبلونا بالترحيب والتواضع. ونترك لهم الحديث عنه.
كانت العبارة الأولى التي ردّدها جميع أخوة إياد هي:" مهما وصل إياد إلى ما هو أبعد من ما حقّقه، سيبقي ابن المخيم، ابن العائلة البسيطة".

قالت أخته اعتدال: " إياد كان منذ صغره نشيط، يشارك بكل الأنشطة المدرسية، أو الخارجية، هو الأوسط بيننا، ألاّ أننا كنّا نشعر بقوّة شخصيته، وبقوّة حججه وأرائه".
يقاطعها شقيقها إبراهيم ليقول: "كان دائماً يقدّم النصائح، وكنّا نأخذ برأيه، إيماناً منّا بعقليّته وتفكيره".
عادت وقالت شقيقته إعتدال: "إياد إنسان حنون بطبعه، لأنّه منذ صغره يحبّ البنات، وكان يهتم بنا من كل النواحي، ومحبوب من الجميع، دائماً يقف إلى جانب البنات، وكان يشعر بالمسؤولية تجاهنا نحن أخواته البنات".
أما شقيقه نضال فقال إنهم مع مواقع التواصل الاجتماعي لم يعودوا يشعورا بغربته، فهو يتواصل معم، وهم يتواصلون مهه ويرونه ويراهم ويرى أولادهم باستمرار، ليقاطعه شقيقه صابر ليتحدث عن التواصل معه في الماضي، فيقول موجهاً كلامه لأخوته: "تذطرون كيف كنّا ننشغل عليه في غربته، وكيف كنّا نرسل الرسائل ونستقبلها؟. وحتى الاتصال هاتفياً لم يكن متوفراً، أما اليوم فإياد يعيش بيننا ومعنا. ونعلم أنه سيظل ابن المخيم، وابن فلسطين البار، الذي يجاهد فنيّاً، فصوته الفنيّ هو صوتنا في الغرب".
أما صديقه المقرب ياسر عطوة فكانت كلماته تتحدّث عن شخصية إياد الـ "كاريزمية"، وقال: " إياد لم يتوانى حتى هذه اللحظة عن السؤال عنّي، هو صديق بمعني الصديق، وخلال فترة سفره وترحاله كان دائم الاتصال بي وبأهلي. ولم أشعر قطّ أننا على بعد المسافة، فقصة إياد جعلتني أعيد التفكير بالمثل القائل: "البعيد عن العين بعيد عن القلب". إياد هو من أبطل هذا المثل، فهو بعيد عنّا آلاف الأميال، إلا أنه قريب إلي قلبي، وكأنه معي".

 

 

تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"