قلعة تاروت حصن تاريخي يقع في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وقد كشف موقع بناء القلعة عن قطع أثرية تعود إلى حوالي 4300 عام قبل الميلاد. تبعُد قلعة تاروت على بُعد حوالي ثلاثين كيلومترًا من مدينة الدمام، ويمكن الوصول إليها عبر جسور تربط الجزيرة بالبر الرئيسي.
تُعد هذه القلعة من أكثر المواقع زيارةً في الجزيرة، ومعلمًا تاريخيًا هامًا على ساحل الخليج. تربض القلعة على قمة تلة في وسط جزيرة تاروت، وتوفر إطلالةً خلابة على المنطقة المحيطة. تتكون القلعة من أربعة أبراج، دُمّر أحدها في إحدى المعارك. بناها البرتغاليون كقاعدة عسكرية في القرن السادس عشر عند غزوهم منطقة الخليج العربي، واستخدموها لحماية أنفسهم من هجوم الأتراك.
تاريخ قلعة تاروت
تشير النقوش المسمارية الموجودة على قلعة تاروت إلى أن تاريخها ربما يعود إلى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد. وتشير الدلائل إلى أن أهالي القطيف بنوا القلعة لصد الهجمات البرتغالية. ويُعتقد أيضًا أن البرتغاليين أنفسهم بنوا القلعة خلال احتلالهم للمنطقة لتثبيت وجودهم، على الرغم من قصر مدة إقامتهم نسبيًا مقارنةً بالقوى الأخرى. إلا أن التقارير التركية، ولا سيما تلك التي كتبها نواف باشا، القائد العثماني لحملات الأحساء والقطيف عام 1872م، تشير إلى أن قلعة تاروت كانت إحدى الحصون التي أنشأتها الدولة السعودية الأولى للدفاع عن نفسها من الهجمات البحرية.
بناء قلعة تاروت
يشبه التصميم المعماري لقلعة تاروت الطراز البرتغالي غير المنتظم الذي يُلاحظ في الحصون العمانية. كانت القلعة في الأصل تتكون من أربعة أبراج مخروطية، ولكن لا يظهر في جميع الصور التاريخية سوى البرجين الشمالي الغربي والجنوبي الغربي. لا يظهر البرجان الشرقيان في أي من هذه الصور القديمة. تضرر البرج الجنوبي الشرقي خلال العمليات العسكرية التي شنتها الدولة السعودية الأولى لتحرير الأحساء والقطيف حوالي عام 1792. وظل قائمًا حتى عام 1917 عندما انهار على مسكن قريب. تم ترميم القلعة في عام 1984. دُمر البرج الشمالي الشرقي، المطل على سوق تاروت القديم، بالكامل خلال تلك الفترة. بالإضافة إلى الأبراج الرئيسية، توجد أربعة أبراج أخرى تقع على طول السور الخارجي المحيط بالقرية والقلعة.
أين تقع قلعة تاروت؟
تقع قلعة تاروت في جزيرة تاروت، التي تتصل عبر جسور بالبر الرئيسي للمملكة العربية السعودية. يمكن للزوار الوصول إلى الجزيرة والقلعة بالسيارة من مدينة الدمام أو المناطق المجاورة.
الميزات الرئيسة لقلعة تاروت
- الأسوار القديمة: تبدو جدران قلعة تاروت الحجرية مليئة بطبقات من بقايا الماضي، من النقوش الباهتة إلى التآكل الطبيعي. يُشعرك المشي عبرها وكأنك تعود إلى عالم مختلف تمامًا عن عالمنا، عالمٌ يتميز بارتباطه العميق بالتاريخ.
- مناظر مرتفعة لجزيرة تاروت: يوفر موقع القلعة المرتفع على الجزيرة إطلالات خلابة على البحر والبساتين المحيطة. المناظر الطبيعية هادئة، مما يمنحك نقطة مراقبة مثالية لتتخيل البحارة والتجار القدماء وهم يقتربون من الجزيرة. واليوم، لا يزال المنظر واضحًا، مما يتيح لك تجربة جزء من هذا العالم القديم.
- الأهمية الأثرية: قلعة تاروت أكثر من مجرد موقع تاريخي. اكتشف علماء الآثار قطعًا فخارية وأسلحة ونقوشًا تربط الجزيرة بالحضارات القديمة، بما في ذلك بلاد ما بين النهرين. هذه الأهمية الأثرية تجعلها واحدة من أكثر الأماكن الرائعة في الدمام لمحبي التاريخ والمسافرين الفضوليين على حد سواء.
أنشطة يمكن ممارستها بالقرب من قلعة تاروت
مع أن قلعة تاروت تُعدّ أبرز معالم رحلتك، إلا أن هناك المزيد لاستكشافه في المنطقة المحيطة. إليك بعض الأنشطة التي تُكمل يومك.
استكشاف سوق القطيف
يقع سوق القطيف على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من قلعة تاروت، وهو سوق نابض بالحياة يعرض الحرف التقليدية والتوابل والمنسوجات. إنه لمحة نادرة عن التراث الحرفي للمملكة العربية السعودية، وأجواؤه الصاخبة تُضفي حيوية على الثقافة. يُشعرك التجول في السوق وكأنك تدخل عالمًا مختلفًا، حيث يبطئ الزمن وتنبض الحواس بألوان وروائح المنتجات المحلية.
