mena-gmtdmp

الحبّ غالبٌ في الإنسان

الدكتورة مايا الهواري
د. مايا الهواري
د. مايا الهواري

الدُّنيا وُجِدَت في الحبِّ، خلقها الله تعالى لأنَّه يُحبُّنا، ربُّ الخيرِ لا يأتي إلَّا بالخيرِ، فكلُّ ما في هذه الدُّنيا، وُجِدَ لخدمةِ الإنسان، والله أحبَّ عبده فمنحه العقلَ، اللسانَ النَّاطقَ، الوعي، القدرةَ على اتِّخاذِ القرارِ، وحريَّةَ الاختيارِ، كما أعطاه الكرامةَ من خلال هذا الوعي.

وطالما أنَّ الرُّوحَ من روحِ الله، فإنَّ الحبَّ، هو الغالبُ في المرء، وعندما يُديرُ الإنسانُ الآخرين، فإنَّه يُديرهم على الفطرةِ السَّليمةِ السَّويَّةِ، كما أنَّ الذَّكاءَ العاطفي، يُعلِّم الإنسانَ تجديدَ الإنسانيَّةِ بمهاراتٍ يمتلكها داخله، لا بشيءٍ جديدٍ، إضافةً إلى أنَّ قادتنا علَّمونا أنَّ القيادةَ حبٌّ لا سلطةٌ، فشيوخنا، حماهم الله، هم قدوتنا، والقائدُ الذَّكي، هو الذي يُديرُ مَن حوله بحبٍّ، فنراهم يتَّبعونه رغبةً لا رهبةً، لذا يجبُ اتِّباعُ أسلوبِ الحبِّ في التَّعاملِ بجميع علاقاتنا، لأنَّ ما يُبنَى على الحبِّ، يكبرُ على الحبِّ، ويثمرُ بالحبِّ، خاصَّةً ربَّ الأسرةِ الذي عليه أن يتحلَّى بالحبِّ، سواء كان زوجاً، أو والداً، فالحبُّ يجعلُ البيتَ جنَّةً صغيرةً، ويتربَّى الأولادُ على ذلك، ليكبروا، ويُنشِئوا منازلَ بالحبِّ. كما أنَّ هؤلاء الأولاد، سينشرون هذا الحبَّ بين أقرانهم، فيعمرُ المجتمعُ بالحبِّ على الرغمِ من كلَّ المنغِّصاتِ التي تمرُّ في طريقِ المرء، وعندما يكون الحبُّ أقوى من هذه المشكلاتِ، ستستمرُّ الحياةُ بشكلٍ أفضل.

نستنتجُ ممَّا سبق، أنَّ الحبَّ كالماءِ الذي يُنبِتُ الزَّرعَ، من خلاله تزولُ المشكلاتُ، وتضمحلُّ، فالحبُّ هو وسيلةُ إعمارٍ لا دمارٍ، فليرفع الجميعُ شعارَ: «الحبُّ سبيلُ الحياة».