تُعد منطقة جدة التاريخية، المعروفة أيضاً بـ "جدة البلد"، منطقة تراث ثقافي عالمي مدرجة ضمن قائمة "اليونسكو"، وتتميز بمبانيها الأثرية ذات الطراز الحجازي الفريد، وشبكة أزقتها القديمة، وأسواقها التقليدية التي لا تزال تنبض بالحياة، وهي قلب جدة النابض بالتاريخ والتراث، حيث تُمثل مركزاً حضرياً وثقافياً تاريخياً هاماً يعكس قيمة تبادل القيم الإنسانية والمواد المعمارية في منطقة البحر الأحمر.
معالم شامخة ارتبطت بذاكرة الوطن
وتبرز في قلب هذه المنطقة معالم شامخة ارتبطت بالذاكرة الوطنية يأتي في مقدمتها باب مكة وبيت نصيف، اللذان شكّلا محطة رئيسية في مسار توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
باب مكة في جدة التاريخية
وفي يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة عام 1344هـ (1925م)، دخل الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود مدينة جدة عبر باب مكة، الذي يعد واحدًا من ثمانية أبواب للسور القديم، ويتميز ببرجيه وزخارفه ونقوشه التي جعلت منه تحفة معمارية فريدة ما زالت شاهدة على أصالة المكان وروحه التاريخية.

بيت نصيف في جدة التاريخية
ثم اتجه الملك المؤسس بعد دخوله مدينة جدة عبر باب مكة إلى بيت نصيف، الذي مثّل محطة مركزية في مسيرة الدولة، حيث استقبله الأهالي بالترحاب والولاء، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ المدينة تحت راية التوحيد وبناء الدولة الحديثة.
وأقام الملك عبدالعزيز في بيت نصيف عشرة أيام استقبل خلالها الوفود والمبايعين، وعقد اللقاءات مع كبار المسؤولين، وخصص وقتًا للاستماع إلى شكاوى الأهالي ومطالبهم، في مشهد يجسد نهج القرب من المواطنين ورعاية شؤونهم.
بيت نصيف، الذي شيّده الشيخ عمر أفندي نصيف عام 1289هـ (1872م)، يُعد نموذجًا فريدًا للطراز الحجازي، بمساحة تقارب 900 متر مربع وبارتفاع أربعة طوابق تضم أكثر من أربعين غرفة.
وقد شهد البيت اجتماعات واتفاقيات مهمة مع وفود دولية، كما استضاف قادة وعلماء ومفكرين، ليصبح معلمًا بارزًا يجمع بين الأصالة التاريخية والقيمة الوطنية.

أبرز الشواهد على مرحلة التأسيس
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ 95، الذي يُحتفى به هذا العام تحت شعار «عزنا بطبعنا»، تتجدد معاني الفخر والاعتزاز ببيت نصيف كأحد أبرز الشواهد على مرحلة التأسيس، في ظل جهود وزارة الثقافة لتوثيق الإرث الوطني وإبراز قيمة جدة التاريخية كموقع حضاري عالمي.
وبالتزامن مع اقتراب الرابع من ديسمبر 2025م، تحل الذكرى المئوية لدخول الملك عبدالعزيز جدة عبر باب مكة، لتظل جدة التاريخية وبيت نصيف شاهدين خالدين على وحدة الوطن، وذاكرة متجددة تؤكد مكانته المرموقة بين الأمم، وتغرس في الأجيال معاني الولاء والانتماء والفخر.
تاريخ اليوم الوطني السعودي
يعود تاريخ اليوم الوطني السعودي إلى 23 سبتمبر 1932م عندما استطاع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أن يوحد المملكة ويعلنها دولة واحدة بعد أن كانت تتكون من عدة مناطق منفصلة، وكان الملك المؤسس قد بدأ حملته العسكرية في عام 1902، وقام بتوحيد معظم مناطق المملكة تدريجياً، حتى وصل إلى الحجاز عام 1924 ثم منطقة عسير في 1930، وبتوحيد هذه المناطق في 1932، تم الإعلان عن تحويل اسم الدولة السعودية من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية تحت قيادة الملك عبد العزيز، وكان هذا اليوم بمثابة نقطة تحول تاريخية، حيث بدأ عهد جديد للمملكة التي شهدت تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات.
في سياق متصل: رسائل ولاء واعتزاز من هيئات ومؤسسات سعودية في اليوم الوطني السعودي الـ95
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس