mena-gmtdmp

تجربتي مع طفلي -9 سنوات- الذي وجد طريقه للتميز عبر الذكاء الاصطناعي

طفل منشغل بلعبة الذكاء الاصطناعي
تجربتي تحكي عن تأثير الذكاء الاصطناعي على طفلي

"تجربتي" عن طفلي والذكاء الاصطناعي، تحكي عن سامي ولدي الصغير الذي فتح له الرسم باب النجاح، وأعطاه الذكاء الاصطناعي المفتاح، وسترون إلى أي مدى سينتظره مستقبل براق! وكنت قرأت بإحدى الدراسات الحديثة أنّ أكثر من نصف الأطفال يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بهدف المذاكرة أو حل الواجبات المدرسية، بجانب تحويل رسوماتهم البسيطة إلى صور تساعدهم على رؤية خيالاتهم بصرياً من دون مهارات رسم معقدة."
هنا يشاركنا اللقاء الدكتور محمود السيد مرسي أستاذ علم الحاسبات الذي يقيم التجربة ويؤكد: أن الأدوات الذكية قادرة فعلياً على التكيّف مع سرعة تعلم الطفل، وتحديد نقاط ضعفه وقوته، مما يجعل التعلم أكثر فاعلية وشخصنة، بشرط وجود إشراف وتوجيه من الأهل؛ فعندما تُقدم الأسرة للطفل "لغة المستقبل" مبكراً، فهي في الحقيقة تعطيه أماناً وظيفياً.

تجربتي

طفل يعبر عن أحلامه بالرسم


تستكمل الأم تجربتها:
حين جلستُ بقرب ولدي سامي في ليلة ما، لم أكن أعلم أن الرسمة البسيطة التي فشل في إنهائها ستصبح بداية طريق جديد، اليوم سامي أصبح أكثر ثقة، أكثر فهماً لدروسه، وأكثر قرباً من أحلامه.
والتفصيل: أنني لاحظتُ أن سامي ـ ابن التسعة أعوام ـ يجلس أمام مكتبه الخشبي الصغير، يمسح بيده على ورقة حاول الرسم عليها مراراً؛ عليها الخطوط مرتبكة والدوائر غير مكتملة، ويبدو أنها كانت محاولات لا تُشبه ما يتخيّله في رأسه! ولما التفت إليه رأيت في عينيه خليطاً من الإحباط والرغبة المكبوتة في التعبير، وكنت أعرف أن سامي يحبّ الفن، ويحلم بأن يرسم عوالم واسعة، لكنه لم يكن يعرف كيف يبدأ؟!
وفجأة ضغط سامي على الشاشة، وأدخل صورة بسيطة لرسمة بيضاوية الشكل، فظهرت أمامه مدينة خيالية مضاءة بالنجوم، تمتد طرقها بجسور ومبان تتلألأ، وكأنها قرأت ما بخيال طفلي ورسمته، وكانت الصورة تبدو احترافية ومدهشة.
تجمدت للحظة ثم ابتسمت، وكان ذلك أوّل باب يفتحه سامي نحو عالم لم يتوقع أحد أن يكون بهذه القوة؛ فحين عجز عن التعبير أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي حلاً للإبداع.

بداية التجربة

طفل مندهش من تقنيات الذكاء الاصطناعي

سامي يُحبّ الفن، من قبل ذلك لم يكن طفلي قادراً على الرسم بالطريقة التي تُرضيه، وكان هذا يضعف ثقته بنفسه، ويجعله يبتعد شيئاً فشيئاً عن شغفه، بعدها شجعته على متابعة الإنترنت والتعرف إلى تقنيات أكثر للذكاء الاصطناعي، وسماع تجارب أصدقائه وزملائه بالمدرسة.
وبالفعل استطاع بعد فترة كشف الكثير من الأدوات الفنية الذكية، التي حوّلت أفكاره إلى لوحات رقمية مذهلة عبر بضع كلمات أو خطّوط بسيطة، وأيضاً رسوماته العشوائية إلى أعمال فنية متقنة، وبعد فترة دَمَجَ سامي الفن بالقصص التي يكتبها، ليخلق كتباً مصوّرة صغيرة، وبات يعبر عن مشاعره وأفكاره من دون قيود.

فوائد الذكاء الاصطناعي

أم تشارك طفلتها اللعب


صديقاتي الأمهات الواعيات الباحثات عن نجاح أطفالهن: لقد سمحت هذه التجربة لولدي سامي بأن ينمّي خياله، وأن يثق بأنّ الفن- الرسم- ليس موهبة فقط، بل مساحة للتعبير، والأهم إدراكه بأنّ الإبداع يمكن أن يكون متاحاً لكل طفل إذا وجد الأداة الملائمة.
وتواصل أم سامي: مرة ثانية وجدتُ سامي يعاني من صعوبة فهم بعض المفاهيم المدرسية مثل:

  • كيف تبدو طبقات الأرض؟
  • كيف تطوّرت الحضارات القديمة؟
  • كيف تتحرك الكواكب؟ وكتب المدرسة ثقيلة، والصور قليلة، والشرح لا يلامس خياله.

في العلوم: رسم طفلي خلية نباتية بالكلمات، فتحوّلت إلى نموذج تفاعلي ملون.
وفي التاريخ: كتب قصة قصيرة عن "طفل من مصر القديمة"، وحوّلها إلى كتاب مصوّر يعرض تفاصيل الحضارة.
وفي الرياضيات: استخدم الأشكال البصرية لفهم الأنماط والمتتاليات.
وفي الهندسة: صمّم نماذج أولية لجسور ومبانٍ بسيطة عبر أدوات تصميم مرئية.

الرسم وسيلة لفهم الدراسة لا هواية ثانوية

طفلة منجذبة إلى الروبوت


الفائدة بعيدة المدى، والتي لاحظتها: أن سامي تعلم: أن الدراسة ليست حفظاً، بل بناء صور ومفاهيم داخل عقله، وعندما ترتبط المعلومة بصورة، فإنّ استيعابها يتضاعف، وذاكرتها تصبح أطول. وكان سامي ينجذب إلى شكل المباني، الروبوتات، والتقنيات، لكنه لا يعرف كيف يبدأ أو بأي لغة يتعلّم، والكتب تبدو متقدمة، والدروس التقنية معقدة على طفل بعمره.
فكان الحل عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبأدوات بسيطة استخدمها سامي، بدأ يصمّم مخططات أولية لبناء جسور صغيرة، يبني روبوتات افتراضية بأوامر بسيطة، ينشئ مشاريع برمجية صغيرة من خلال تفاعل بصري، من دون كتابة كود معقّد. كان يجرب أفكاراً هندسية عبر الرسم، ليحوّل الخيال إلى نموذج، ولم تولد شخصية المهندس الصغير من كتب البرمجة، بل من لوحة فنية.

الرأي التربوي:

الذكاء الاصطناعي يصنع مستقبلاً مختلفاً للطفل

هنا يرى الدكتور محمود السيد أن دور الأهل لابد أن يتحول من مشاهدين إلى صانعي فرصة، رغم أن معظم الأمهات والآباء يشعرون بالحيرة، هل الذكاء الاصطناعي خطر أم مفيد؟ وهل هو مضيعة للوقت؟ وهل يكفي ليصنع مستقبلاً مختلفاً للطفل؟
الجواب ببساطة: أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن التربية، لكنه أداة قوية إذا وُجهت بشكل صحيح، لهذا:
قومي بتعريض الطفل لأدوات مناسبة لعمره.
اجمعي بين الإبداع والتعلم بدل الفصل بينهما.
راقبي طفلك من دون خنق، وشجعي المهارات الإبداعية ولا تستبدليها.
اغرسي الحس الأخلاقي بداخله، وعلّميه حدود التقنية، وعدم الاعتماد الكامل عليها.

أدوات مقترحة للذكاء الاصطناعي :

أداة المراقبة التعليمية: تتيح للأهالي رؤية تقدّم الطفل وتحديد الأدوات الأنسب له، الأهل لا يحتاجون لفهم التقنية بعمق، بل لفهم تأثيرها على طفلهم.
كثير من الأهل يظنون أن الذكاء الاصطناعي مجرد روبوت يكتب نصوصاً أو يجيب على أسئلة، والحقيقة أنه جزء من كل مهارة وكل مهنة.
التقنية تسير بسرعة نحو أن تصبح في الفن، في التعليم، في العلاج، في الهندسة والعمارة، في الكتابة والتصميم، في تحليل المشاعر.
في كل تفاصيل الحياة اليومية من: مهارات حل المشكلات. ثقة بالنفس. خيال متفجر، قدرة على المنافسة أفق عالمي لا يُحدّه شيء.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.