زوجات يتباهين:"زوجي خاتم في أصبعي"!

8 صور

«زوجي خاتم في أصبعي»، مقولة تتردد كثيراً على ألسنة النساء؛ إذ تذهب معظمهن إلى الاعتقاد بأهميَّة تملك شريك الحياة قلباً وكياناً، ما يدفع بهن للانسياق نحو الأفكار المتسلسلة، التي تقود إلى ترسيخ فكرة أنَّ الزوج أداة لابد من امتلاكها بالكامل.
«سيدتي نت» يستعرض آراء الرجال والنساء حول مدى تمتع الزوج بخصوصياته في عش الزوجيَّة، والأساليب التي قد تتبعها بعض النسوة؛ خرقاً لهذه الخصوصيَّة، وحباً للتملك في هذا التحقيق.

غاية لا تُـدرك
يرى المستشار الإداري، عاطف الكردي، (35 عاماً)، أنَّ إرضاء غريزة التملك لدى المرأة غاية لا تدرك، وأنَّه كلما حاول الرجل القيام بذلك فهو يقلل من ملكيته لنفسه ولخصوصياته، حتى يفقد حقه في نفسه. ويذكر قصة عايشها أنَّ إحداهن كانت تتصل على الهاتف الخاص بعمل زوجها يومياً، عندما يختفي ظهوره على برنامج التواصل «الواتس آب» لساعة ويزيد، كما أنَّها تستخبر زملاءه عنه، وتتحدث علانية أنَّها تشك في زوجها، وتود معرفة تحركاته.

عشق للتقنية وإرضاء الأنوثة
وتروي لنا الطالبة الجامعيَّة، حنين الخالدي (26 عاماً) قصة صديق زوجها، الذي يدرك كل ما تقوم به زوجته من تتبع لموقعه الجغرافي في كل وقت، وذلك عبر تطبيق إلكتروني مثبت في كلا الهاتفين اللذين يحملانهما، إضافة إلى سماحه لها للقيام بزيارته في العمل؛ لتفقد أوضاعه والاطمئنان عليه. ويذكر صاحب القصة أنَّه يتفهم ذلك؛ إرضاءً لغيرتها كأنثى.


كما أوردت الخالدي حدثاً آخر لإحدى صديقاتها، خريجة قسم البرمجة الحاسوبيَّة، والعاشقة للتقنية بشدة، التي مارست شغفها على زوجها، وذلك من خلال برمجة وتركيب برنامج تنصت «صوت وصورة»، عالي الجودة في كل ما يملك من أجهزة إلكترونيَّة؛ ما أدى إلى إشعال فتيل الطلاق بينهما لولا تدخل الأهل.
وتضيف قائلة: تختلف الصلاحيات ومدى الخصوصيات بين الزوجين بناءً على عوامل عديدة، منها خلفية الزوجين الاجتماعية والثقافية، وطبيعة عمل الزوجين، والعمر ومدة الزواج، وترى أنَّ بعض الأزواج يمتلكون انفتاحاً مطلقاً على كليهما، ما يؤدي إلى عدم وجود أي خصوصيات بينهما.

أدوار متعددة وخصوصية لابد منها
أما الكاتبة والروائيَّة، صالحة بالغيث (36 عاماً)، فلها وجهة نظر مختلفة عمّـا سبق؛ إذ عبرّت عن رأيها قائلة: من المستحيل أن يفضي الرجل بصلاحيات تُشعر المرأة بأنَّه ملك لها وحدها، وذلك بحكم تكوينه النفسي، ولأنَّه يحمل مسؤوليات عديدة، ولديه أدوار متعددة تجاه ربه، وأهله، وعمله، وأقربائه وأصدقائه، لذلك لابد من إبقاء شيء من الخصوصية في حياة الرجل.. حتى وإن كان متزوجاً.


مشاركة الحياة تقلل الخصوصية
وتؤيدها الكاتبة والمدربة، إبتسام عرفي (50 عاماً)، بضرورة إبقاء الجزء السري من حياة الرجل كمصدر لخصوصيته الشخصية، سواء كان ذلك متعلقاً بعمله أو أهله، ولا ينبغي هتك أسرار الزوج إن كانت لا تضر الحياة الزوجيَّة والأسريَّة في شيء، وأكدت على أهميَّة التفاهم والثقة المتبادلة بين الزوجين، وضرورة مشاركة المرأة لزوجها بأخبارها وأخبار محيطها المميزة، واهتماماتها، وإنجازاتها، حينها ستقل نسبة الخصوصيات وتستمر الحياة بتناغم.

الخصوصيَّة تجر القبائح!
أبوسلطان، موظف في القطاع الخاص، (40 عاماً)، يقول: لا أؤمن بوجود خصوصيات بين الزوجين، فباسمها تتحقق القبائح، وتصبح الحياة الزوجية جحيماً، وأفضّل أن تكون الأمور واضحة حتى في أدق الأمور، كذلك بالمقابل لا أحب سيطرة الزوجة التي قد تصل إلى حب معرفة تفاصيل ليست ذات قيمة في حياة الرجل اليوميَّة الروتينيَّة، وأرى أنَّ الصلاحيات الكاملة للمرأة تكون في بيتها ومحتوياته، أما الرجل ففي كل ما يتعلق بشؤون عمله فقط، ولا بأس بالمشورة فيهما.

محبة المرأة عامل رئيس للتجسس
ويذكر طالب الدراسات العليا، محمد الحجيلي (26 عاماً)، أنَّ درجة المحبة لدى المرأة تجاه زوجها عامل رئيس يحدد مدى خوفها من الفقد، وكلما زادت محبتها له اتجهت إلى أغرب الوسائل؛ لكي تحافظ على زوجها كما تظن.
ويضيف قائلاً: أحد أصدقائي كانت زوجته تلح عليه مراراً باصطحاب ابنه إلى العمل معه، فاكتشف فيما بعد أن ابنه ذاكرته قوية، ويخبر والدته عن كل التفاصيل خلال اليوم، وإحداهن التي قامت بنسخ كافة المفاتيح التي يملكها زوجها؛ ترصداً لما قد يُخفي في يومٍ ما، أضف إلى ذلك أنَّ النساء يتمتعن بمهارة فذة في زرع أجهزة التجسس الدقيقة، وشرائها من الخارج خصيصاً لمراقبة الزوج.

الرأي الاجتماعي
الاختصاصي الاجتماعي في وزارة القوات المسلحة، الأستاذ عواض النفيعي، يبدي رأيه قائلاً: أهم أسباب تعاظم غريزة حب التملك لدى المرأة تكمن في النمو والتطور السريع في المجتمع، بما في ذلك تعدد وسائل التواصل التكنولوجية والاجتماعية، وضرورة وجود المرأة في التعاملات الرسمية خارج المنزل، وانبهار الزوجة أحياناً بالمظاهر الخادعة، والمحيط المجتمعي الذي قد يمجد المرأة المسيطرة، كل ذلك قد يجعل شعور الغيرة في تفاقم لديها، وتهاب الزوجة من المستقبل فتسارع في التقليد الأعمى بتسخير ما تستطيع من وسائل التنصت والتجسس على الزوج، أضف إلى ذلك أنَّ الزوج في بعض الأحيان يكون هو المتسبب الأول في خلق هذه السلوكيات الخاطئة لدى المرأة؛ وذلك من خلال أسلوب تعامله الجاف أو الكتوم مع زوجته، لذلك ينبغي على الأزواج وضع النقاط فوق الحروف منذ نشأة هذا الرباط المقدس، بمعرفة حدود الخصوصيات والصلاحيات، إضافة إلى إرساء مبدأ التشاور الدائم بينهما.


ويرى المستشار الاجتماعي، عامر الأسمري، أنَّ حب التملك لدى الزوجة ليس أنانية أو نرجسية، بل هو بحث عن جواب يعيد لها استقرارها النفسي، لكن بالمقابل لا يحق لأحد الشريكين النبش في خصوصيات الآخر من دون صلاحية مسبقة؛ إذ أن عقد النكاح لا يحمل صكاً شرعياً بالتملك، بل هو بناء قائم على التراضي والتفاهم، وقد تخلق السلوكيات الخاطئة التي تقوم بها بعض النساء من الرجل إنساناً مستبداً ومجاهراً، قد يصل إلى التبلد تجاه زوجته أو ينهي حياته معها.


ويرى الأسمري أنَّ الرجل أيضاً يتحمل قدراً من المسؤولية إن أضحت زوجته امرأة شديدة الغيرة والتدخل، والقليل من التنازلات عن بعض الخصوصيات من قبل الزوج وشرح بعض الأمور المهمة الخاصة به لزوجته؛ حتى لا تشعر بعدم الثقة والخوف من المجهول، يعزز القرب بينهما ويحل مشكلة التملك.