30/30: المسلسلات بين نهايات مخيبة للآمال ونهايات مثيرة

8 صور

بعد تجربة الأعمال الدرامية السابقة مع الجمهور،كشف الجمهور العربي ميله للنهايات السعيدة أو الحزينة،ومقته للنهايات الضعيفة أو المفتوحة غير المقنعة،ومسلسلات هذا العام بعضها نجح في وضع نهايات موفقة ومرضية للجمهور،وبعضه وضع نهايات حسب وجهة نظره لكن لم يتوحد على الإعجاب بها الجمهور كله،وقد رصدنا لكم بعض الأعمال الدرامية ونهاياتها.

"جبل الحلال" نهاية ناجحة تمهد لموسم ثاني
جاءت نهاية مسلسل "جبل الحلال" للمخرج عادل أديب منطقية وناجحة حيث قرر أبو هيبة إعتزال عمله بتهريب السلاح والأثار معترفاً بفشل قانونه الخاص بصنع جبل الحلال حيث خلط فيه مال التهريب الحرام بأعمال خير حلال، واعترف بأن جبله الحلال الخاص تبين أنه كله حرام،فزوّج ابنته الصغرى من ساعده الأيمن الوفي إبن أخيه ماهر الذي تتلمذ على يديه،وفي حفل زفافه أهداه خاتم الزعامة ما يشير إلى تسليمه منصبه في العمل وفي العائلة بعده إليه،معلناً أنها البداية،والبقية في الموسم الثاني.

نهاية مخيبة وغير مدهشة لمسلسل "دهشة"
والمفاجأة المخيبة لآمال المشاهدين تمثلت في نهاية مسلسل "دهشة" لبطله يحيى الفخراني ولمؤلفه عبد الرحيم كمال ولمخرجه شادي الفخراني حيث خرج المؤلف عن نهاية النص الأصلي لمسرحية "الملك لير" للكاتب الإنكليزي وليم شكسبير الذي يختم روايته بنهاية سعيدة باكتشاف الملك لير أن أبرّ بناته به هي الصغرى،فيجتمع بها ويعيشان بسعادة،أما في المسلسل ومن أجل تحقيق هدفه في إيصال رسالة نبيلة للآباء فهو يختمها بمشهد مأساوي عندما يتهور الباسل، ويعلن يوم زفاف ابنته نعمه الثاني على زوجها بأنه لم يحرمها من حقها،وسيعطيها إياه في اليوم التالي لعرسها وهو كنز كبير من الذهب،فينتظره أهل دهشة الفقراء الجائعين،وعصابة البلد للحاق به ونهب الكنز،وبالفعل يخرج مع ابنته وزوجها بلال،ويتبعهم الجميع،وعندما يتم فتح القبر المخبأ به الكنز يهجم الجميع على سبائك الذهب،ويجرهم الطمع إلى الإقتتال ،وقتل بعضهم البعض نساءً ورجالاً بدون رحمة،وتقتل نعمة معهم،ويفقد الباسل الأب بتهوره أغلى ما يملك وهي ابنته الصغرى البارة بعد مقتل ابنتيه الكبيرتين بالسم على يد كوكب ضرة رابحة،نهاية مأساوية مخيبة للآمال بالرغم من أن المؤلف أراد بهذه النهاية إيصال فكرة إلى ماذا يؤدي التهور أحياناً. إلا إن إبقاء نعمة على قيد الحياة يوصل فكرة أن المنتصرين هم الأبناء الأبرار النبلاء.
نهاية مثيرة وذكية لـ "السبع وصايا"
وأثبت المؤلف محمد أمين راضي في مسلسله "السبع وصايا" بأنه مخرج مبدع باختياره نهاية مثيرة وذكية وغير متوقعة بعض الشيء،حيث تساءل "سيدتي نت" في مقال سابق إن كان سيد نفيسة حياً مادامت جثته اختفت بمفردها،وما إذا كان كتب هو بنفسه الوصايا التي تكفلت بوسي (رانيا يوسف) بتوزيعها على إخوتها الستة وتنفيذهم لها. في الحلقتين الأخيرتين تقوم بوسي بقتل إخوتها الستة بالسم حيث يتبين أن وصية أبيها لها تطلب أن تأخذ من كل ميت حي أي أن تأخذ أبناءهم لتربيهم لهم. ثم تقتلهم فتريحهم وتريح العالم منهم ومن جرائمهم، وبعد تسميمها لهم، يكشف لها أخيها صبري (محمد شاهين) أنه لم ينفذ وصيته التي تطلب منه فتح قبر ودفن خطاياه فيه أي زوجاته المومسات،ثم يموت مع البقية،فتظن بوسي أنها فشلت،ولن تظهر جثة أبوها ليدلها إلى ثروته الطائلة التي تقدر بـ 28 مليون جنيه،وتأتيها صديقتها أوسه (سوسن بدر) التي ساعدتها بكل شيء ثم يتبين بعد تغطية جثث القتلى الأخوة بالجبص لإخفاء الجريمة،بأن أوسه من دبرت الخطة بدهاء،واستولت على الثروة كلها بعد أن تخلصت منهم جميعاً بخطة محكمة،لخصتها بنص سينمائي،تريد تحويله إلى فيلم،فهي منذ تعرفت على بوسي التي حكت لها كل شيء عن طبيعة إخوتها،وميولهم النفسية والدينية،فهمت ما هي مفاتيحهم الخاصة،وبعد هروب بوسي من السجن،كتبت وصايا سبع ،لكل واحد منهم وصية،وأخفتها،وأوصلت بوسي إليها،لينفذها الإخوة بهدف تقاسم الثروة،وتركت الوصية الأهم لبوسي التي تطلب منها قتل إخوتها لترث وحدها الثروة مع أبنائهم الأطفال،لكن بوسي تجن من صدمة عدم تنفيذ صبري لوصيته،ظناً منها أنها خسرت كل شيء،ولن تعود جثة والدها،ولن تمتلك ثروته. ويصبح مال سيد نفيسة كله بيد أوسه. وبينما هي تُطلع ممثلة مشهورة أدته كضيفة شرف في الحلقة الأخيرة منه الممثلة السورية كندة علوش التي اقتنعت أخيراً بالدور واصفة النص بأنه شديد التشويق والإثارة،وستمضي عقده فوراً،وهنا تحل صورة بوسي مكان كندة علوش،فيصيب الرعب أوسه،وتهرب للخارج،وتذهب إلى ضريح سيد نفيسة،مقر إقامة بوسي التي أوصلها الجنون إلى أن تصبح مبروكة أكثر بنظر عامة الناس الذين يأتون للتمني ووضع هباتهم المالية في صندوق ضريح والدها،فتطلب منها أن لا تأتيها في أحلامها،هي مرعوبة، لم تعد تستطيع النوم لزيارتها في أحلامها كل ليلة،كما كان والدهم السيد نفيسة يأتي لأبنائه في أحلامهم وينصحهم،وفسرتها أوسة للممثلة بأن وعيهم الباطني كان يوجههم بصورة والدهم،وها هو السحر انقلب على الساحر،ووعي أوسه الباطني يوخز ضميرها عبر زيارة بوسي لها في أحلامها،وحين تنام على حجر بوسي علها ترتاح،تأتيها مرة ثانية تحذرها: لن ترتاحي أبداً،هل تظنين بأن تربيتك لأبنائهم الصغار سيحميك من انتقامهم عندما يكبرون؟ بالعكس هكذا سيكونون أقرب من حقهم،وسيأخذونه منك في النهاية،وتنهض أوسة مذعورة،تاركة سيد نفيسة وبوسي والأطفال الصغار يضحكون،فهم أصبحوا زوار دائمين لها في لياليها الساهرة.
نهاية غير متوقعة ومثيرة بامتياز،تجعل الملايين ينتظرون العمل الثالث للثنائي المؤلف محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي باشتياق عارم واهتمام بالغ بعد مسلسليهما الفائتين: "نيران صديقة" و"السبع وصايا".
حلقة أخيرة سعيدة لـ "صاحب السعادة"
ولم يخيب عادل إمام ونجله المخرج رامي إمام جمهوره في مسلسله الكوميدي "صاحب السعادة". فجمع في الحلقة الأخيرة بعد فراق ومشاكل كثيرة ابنته بوسي (تارا عماد) وخطيبها سيف (محمد إمام) بعد نجاحه بإقناع والده وزير الداخلية فاروق (خالد زكي) بزواجهما، بعد أن اقتنع بأهمية الحب في السعادة الأسرية، لكن خطفه من عزوز ورفاقه أرجأ الزفاف قليلاً لكنه بعد نجاته من الخطف واجه مشكلة مرض ابنته بوسي المفاجىء الذي حلّه بمحبة وتضحية من خلال تبرعه بجزء من نخاعه الشوكي لها،فشفيت وتزوجت،ورقص في فرحها على كرسيه المتحرك،لتأخر عودته لحالته الطبيعية جراء العملية،واجتمع الحبيبان بليلة زفاف أرستقراطية أسطورية في حارة الوراق الشعبية،وحالف أسرة العمل التوفيق بهذه العملية،فليس من المنطقي في مسلسل كوميدي سعيد بأن يختم بوفاة الإبنة الصغرى المدللة الجميلة بوسي فجأة قبل زفافها بأيام،وقصة حبها لسيف اللمسة الرومانسية الأجمل في العمل الذي حقق إنطلاقة قوية للممثلة الشاشة تارا عماد ستحصدها في أعمالها المقبلة.
نهاية متوقعة لـ "السيدة الأولى"
ووفق المخرج محمد بكير في الحلقة الأخيرة من مسلسله "السيدة الأولى" ،وجاءت نهاية منطقية متوقعة،فالمعركة المكشوفة بين السيدة الأولى مريم "غادة عبد الرازق" وبين زوجها هاشم الرئيس (ممدوح عبد العليم) الذي طلقها، لكن بأمر من النظام منع من إعلان الخبر إعلامياً لمصلحة مريم التي خرجت عن المخطط المرسوم مع النظام بتحالفها مع مجموعة رجال أعمال بأمل دعمهم لها اقتصادياً، مقابل تسليم تشكيل الحكومة في حال فوزها بانتخابات الرئاسة إلى أكبرهم رجل الأعمال جلال (منذر رياحنه). لكن قتلها لنجل الرئيس هاشم الرئيس بالتعاون مع قريبها سامح الذي تقوم بالتخلص منه أيضاً يحرقها أمام رجال الدولة الكبار في الجيش والأمن،وفي اللحظة التي تنوي فيها إلقاء كلمة خاصة تعلن فيه برنامج حزبها الخاص، يتم اغتيالها عن طريق قناص بنفس الطريقة التي تمّ فيها محاولة اغتيال زوجها السابق هاشم الرئيس،وتقتل فوراً. فهي لم تصغ لكلمات المسؤولين التحذيرية: القانون والدستور لا يمنع ترشح امرأة لمنصب رئيس جمهورية. لكن النظام العام والشعب والتقاليد والخرافات تمنع حدوث هذا الأمر.
الحلقة الأخيرة أفضل حلقات "سرايا عابدين"
ورغم ضعف كافة حلقات مسلسل "سرايا عابدين" تأليفاً وإخراجاً لا أداءً جراء المواقف والمشاهد السريعة غير المحبوكة بدقة وبراعة مقنعين،وأنقذ العمل الهجوم النقدي عليه الذي رفع نسبة مشاهدته، وتقليده للمسلسل التركي "حريم السلطان" ،وتوقعنا من حلقته الأولى أن يركز العمل فقط على حريم الخديوي لا على إنجازاته،وهذا ما حدث فعلاً، إلا أن حلقته الأخيرة جاءت جميلة وموفقة وشيقة، بظهور إبن مجهول في العشرين يدعى حسين كامل أنجبته فريال هانم (نور) من الخديوي اسماعيل (قصي خولي) من أول علاقة غير شرعية لهما قبل الزواج خلال دراستهما في فرنسا، وتعرض حياة فريال هانم للخطر جراء تعسر ولادتها حيث يعجز الطبيب الفاسد بشري عن التصرف،فينقذها الطبيب الفرنسي آرنست الذي لا يلبي طلب نازلي هانم بالفرار ليحمي نفسه من خطر الخديوي حين يرى صورة عمته نازلي مرسومة بوضع غير لائق بريشته بعد أن سرق الرسم بشري،ووضعه على مكتب الخديوي اسماعيل الذي لم يرها بعد،وفرحة الخديوي اسماعيل بنجاة فريال هانم ووليدها من الموت،يجعله يعترف أمام الجميع بأن حسين كامل إبنه من فريال هانم ،فيغمى على والدته الوالدة باشا خوشيار(يسرا) من الصدمة حيث أحبط بذلك تخطيطها لحفل تتويج الأمير توفيق ولياً للعهد،ويدفع الغرور بشمس قادين (غادة عادل) إلى التهور بعد فشلها في منع الخديوي اسماعيل من الإختلاء بفريال هانم،فتتحداه بأنها ستقيم علاقة مع رجل آخر،فيغضب عليها ويأمر بخروجها من جناحه الملكي إلى الحرملك تأديباً لها، فتقرر أن تحل مكان جارية أخرى مهداة للسلطان عبد العزيز في الآستانة،ولا تصغي لتحذيرات كالي مامي (أنوشكا) ،وتطلب منها إبلاغ الخديوي اسماعيل بخروجها في القافلة،وعندما تسير العربات في طريقها،ولا تجد أي رسول من الخديوي يوقف العربة،تطلب من رئيس القافلة التوقف معلمة إياه بأنها قادين الخديوي،فيرفض،ويضربها على رأسها منفذاً الأوامر بحذافيرها،فتستيقظ شمس قادين لتجد أمامها السلطان عبد العزيز أمامها مبهوراً بجمالها،والبقية في الموسم الثاني.
بدا واضحاً أن قوة الحلقة الأخيرة لم تأت عادية كالحلقات السابقة،بل تعمدت المؤلفة والمخرج أن تكون حلقة قوية ومحكمة،لشدّ الجمهور العربي إلى متابعة الموسم الثاني منه،وكل أحداثها محملة بإيحاء أن أحداث الموسم الثاني أقوى وأكثر تشويقاً،وكانت هناك مواقف أضعفت الحلقة كمؤامرة صافيناز هانم (نيللي كريم) ووصيفتها شويكار الغبية الرامية توريط الأمير توفيق الصغير بمحاولة قتل إبنها الأمير إبراهيم الذي هو بالأصل إبن الخادمة فاطمة الذي أبدلته بإبن جلنار.
فمادامت دسائس الكبار مستمرة بالجملة ما مبرر إقحام الأطفال بعالم الدسائس والمؤامرات بهذا الشكل؟

نهاية طبيعية أم دموية لغالية في "سجن النسا"؟
قبل بث الحلقة الأخيرة من مسلسل "سجن النسا" للكاتبة الراحلة فتحية العسال والسيناريست مريم نعوم والمخرجة كاملة أبو ذكري، احتار الملايين وتساءلوا بشدة حول النهاية،هل ستنتقم غالية (نيللي كريم) من صابر (أحمد داود) ونوارة (ريهام حجاج) أم ستسامحهما؟ كثيرون كانوا مع الإنتقام، وقلة توقعت من غالية التسامح، لكن جريمة الزوج صابر الذي غفرت له الخيانة الأولى بزواجه الأول وهجرها بعد تضحياتها الكثيرة من أجله، كانت أكبربعد أن سامحته وتزوجته،وحملت منه بخيانته الثانية لها مع صديقة عمرها نوارة،وبقتله حماه راضي وترك الإتهام يلصق بها مع أنها بريئة،وتشهد نوارة بالزور ضدها لتنقذ حبيبها صابر وتمتلكه هي لوحدها. تنهي غالية حكمها بالسجن الذي سرق من عمرها سبع سنوات كاملة،واجهت فيها الذل والعذاب والتعاسة بعد موت إبنها الرضيع بالسجن،وتخرج من قضبان السجن وفي نيتها الإنتقام،وتساعدها صديقتاها دلال (درة) وعزيزة (سلوى خطاب) في العثور على عنوانه،ويختطف رجال عزيزة صابر وزوجته نوارة اللذين أصبحا من أثرياء المجتمع،ويملكان معرضاً كبيراً للسيارات الفارهة،وتذهب غالية إلى مقر إحتجازهما،وتقتلهما بسكين بعد أن تصارحهما: "لو بقي إبني سعيد لسامحتكما". وتعود غالية إلى السجن. لكن بطلّة أخرى غير التي خرجت بها،عادت بطلّة بهية جميلة،وعيناها تلمعان،ورأسها مرفوع،عادت للقضبان بإرادتها هذه المرة لا قسراً عنها،ولا ظلماً بعد أن اقتصت لنفسها من غدر أعز الناس على قلبها، غدر زوجها وصديقة عمرها، فاستردت كبرياءها الجريح وكرامتها المهدورة خلف القضبان سبع سنوات كاملة، لتقضي عقوبة السجن المؤبد أو ليتم إعدامها شنقاً على جريمتيّ قتل مع سبق الإصرار والترصد.
فهل أنتم تؤيدون غالية في انتقامها أم كنتم تفضلون أن تبدي مشاعر التسامح النبيلة تجاه زوجها صابر وصديقتها نوارة؟