mena-gmtdmp

زواج العصر

أميمة عبد العزيز زاهد
يبدو أن الفكر العربي لن يفقد بريقه في السعي لابتكار أنماط جديدة للزواج؛ لتساعده على الحياة بالطريقة التي يريدها مهما كانت غريبة، ولن ينسى العقل أن يدرجها ضمن إطار براق يضفي عليها الشرعية، وأصبح هناك مقايضة في المشاعر، وأصبح للحب ثمن فلا يمنح إلا بمقابل عن طريق عقد صفقة، مثل الزواج عندما يتحول لزواج مصلحة أياً كان نوع تلك المصلحة، فهل سمعتم يوماً برجل يعتبر زواجه كالإعارة أو الانتداب لفترة معينة لو سمحت لنفسي بإطلاق اسم رجل عليه، فهذا الشخص يقول إنه وهب شبابه ووسامته ورجولته لمن تحتاج له، مقابل أن تمنحه ما يفتقده من مال حقيقي لفترة محددة وستنتهي ويكون خلالها قد كون نفسه، وبالتأكيد فهو لم يخسر شيئاً، فبدلاً من البحث عن وظيفة وتحمل مشقة العمل سيعيش من خلال هذه الإعارة كالطفل المدلل، فكل طلباته مجابة، وبكل وقاحة يقول لا أعتبر أن هذا استغلال للعواطف، ولكنه استثمار لأجل محدد يتم برضا الطرفين. وأعود لأنواع غريبة من صيحات الزواج، فهناك الزواج البصمة وزواج الدم، وبعدها داهمنا زواج المسيار وما أثاره من جدل كبير بين معارض ومؤيد، وهو مناسب للزوج الذي يخشى الزوجة الأولى أو للزوج البخيل، وهناك زواج الخميس والجمعة أو الويك إند، والذي يقابل فيه الزوج زوجته في العطلة الأسبوعية؛ نظراً لانشغاله بظروف أسرية أو تجارية، ويعود الزواج ويظهر لنا هذه المرة بصورة أخرى، وبمسميات مختلفة، وبوظائف وواجبات محددة، ومن ذلك زواج المصياف، وهو زواج يعقد في إجازة الصيف وينتهي بالطلاق عند انتهاء الإجازة، وهو مناسب للرجال كثيري السفر أو الذين يرغبون في زوجة ثانية تسافر معهم، وهناك زواج المحرم وهو خاص بالفتيات واللائي يشترط لابتعاثهن وجود المحرم، وبذلك تظل تبحث عن زوج لمرافقتها خلال رحلة الدراسة في الخارج كمحرم للبلد المبتعثة إليه، ويطلق عليه أيضاً زواج المسفار، وهناك زواج الوناسة وهو متعلق بكبار السن الذين يبحثون عن زوجة تؤنسهم، وقد يكون الزوج معتلاً جسدياً وجنسياً ويتزوج من فتاة شابة، بغرض الاعتناء به ورعايته، بشرط أن تحرم من حقها في المعاشرة الزوجية، وبالتالي تحرم من عاطفة الأمومة، ولكنها تتمتع بباقي حقوقها في الحصول على المهر والنفقة والسكن، ولا أدري بماذا تصنف مثل هذه الزوجة؟ فهل هي خادمة أم ممرضة؟ وأخيراً وليس بآخر هناك ابتكارات حديثة للزواج، فهناك الزواج النهاري يقبل عليه رجال الأعمال والموظفون الذين ليس لديهم الجرأة على إعلان الزواج الثاني، ويفضلون زيارة الزوجة الثانية في أوقات فترات العمل الصباحية، ولو أني أرغب في معرفة كيفية خروجهم أثناء دوامهم الرسمي. وأكد بعض المشايخ أن هذه الأنواع من النكاح العبرة فيها ليست بالمسمى، ولكن بحقائق الأمور، فإذا كان الزواج مكتمل الأركان والشروط فهو نكاح شرعي من دون النظر إلى المسمى، إلا أن تعدد أنواع الزواج بأشكاله في العالم العربي، جعل العلاقة المقدسة بين الطرفين رهناً للغرائز العاطفية فقط دون المشاركة في معترك الحياة الحقيقي، ولا أعرف بالتحديد من الذي يتفنن في تلك المسميات، ولكن بالتأكيد هناك ممن ناسبته الفكرة ونفذها على أرض الواقع، والخوف من تزايد ظهور زيجات بحسب ظروف واحتياجات ورغبات وطباع وأمزجة المجتمع ما دامت تصنف ضمن الإطار الشرعي