خوجة: الاحتفاء بالمنجزات الثقافية دلالة على أصالة الثقافة السعودية

3 صور
قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة:" إنَّ المنجزات الثقافية التي تحققت في بلادنا على المستوى الفردي أو المؤسساتي تستحق الاحتفاء بها وتقديمها للآخر، وإبرازها لتكون دلالة على أصالة الثقافة السعودية وعمق تجربتها وتطورها واستفادتها من جميع التجارب والمنجزات الإنسانية برؤية حديثة واعية ومتزنة".
جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس الثلاثاء حفل الدورة السابعة من جائزة كتاب العام في مركز الملك فهد الثقافي، بحضور نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر، والأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد السماري، وذلك تكريماً لدارة الملك عبد العزيز بمناسبة فوز "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية" الصادر عنها عام 1435هـ-2014م بجائزة كتاب العام "الدورة السابعة" وفق توصية لجنة التحكيم، وموافقة مجلس إدارة النادي.
بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى المشرف العام على الجائزة رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبد الله الحيدري كلمة عبَّر فيها عن شكره لوزير الثقافة والإعلام على رعايته الحفل قائلاً:" يغمرنا وزير الثقافة والإعلام كل عام بكرمه إذ يرعى الحفل السنوي الذي ينظمه النادي شراكة مع بنك الرياض احتفاءً بالحاصل على جائزة كتاب العام، ويُضفي على الحفل بهاء وجمالاً بكلماته الضافية الممتزجة بعبق الشعر".
وأشار الدكتور الحيدري إلى أنَّ هذه الجائزة أنموذج رائع للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي، وبين بنك الرياض بوصفه واحدًا من القطاعات المصرفية العريقة في المملكة، لافتًا الانتباه إلى أنَّ مقياس النجاح يتمثل في استمرارها ونموها عامًا بعد عام، وهي الآن في سنتها السابعة، وفي اهتمام المؤلفين والمثقفين بها وبالإعلان عنها، وفي تفاعل الجامعات ودور النشر مع أهدافها وترشيح الكتب التي تتفق وشروطها، وإذ يقر مجلس إدارة النادي توصية لجنة التحكيم في الجائزة بمنحها لعام 1435هـ لدارة الملك عبد العزيز عن كتاب "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية" الصادر العام الماضي 1435هـ عنها فإنَّ هذا الاختيار من قبل اللجنة يؤكد احتفاء القراء بهذا العمل الشمولي المهم الذي يتسم بالرصانة والدقة والعمق، وإذا كانت الجائزة مُنحت في الدورات الست الماضية "1429ـ1434هـ" لأفراد فإنَّ لجنة التحكيم أوصت أن تمنح الجائزة في هذه الدورة لمؤسسة علمية وثقافية؛ إيمانًا منها بدور هذه الجهات في التخطيط للعمل الجماعي الناجح ودعمه، ومن ثم إنجاز أعمال لافتة ومهمة وغير مسبوقة، وهو ما يمثله القاموس خير تمثيل".
ولفت الدكتور الحيدري الانتباه إلى أنَّ هذا التوجه ليس جديدًا، إذ تنتهجه جوائز عديدة، منها: جائزة الملك فيصل العالمية التي منحت جائزتها في حقل اللغة العربية قبل سنوات إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
كتاب توثيقي
عقب ذلك ألقى الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد العزيز السماري كلمة رحب فيها بوزير الثقافة والإعلام والحضور؛ معبِّرًا فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحفل الكبير.
وأوضح أنَّ هذا الكتاب الذي فاز هذا العام وهو من إصدارات الدارة هو الكتاب الثالث الذي يفوز بهذه الجائزة المهمة، ففي العام 1430 هـ فاز كتاب "الرحلات في المغرب الأقصى من مصادر تاريخ الحجاز" من تأليف الدكتورة عواطف نواب، وفي عام 1434هـ فاز كتاب الدارة "تاريخ أمة في سير أئمة" من تأليف الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد.
وأعلن الدكتور السماري عن أمرين أولهما:" تدشين القاموس على الإنترنت ليكون متاحًا للباحثين والمهتمين في أنحاء العالم، والثاني ترجمة القاموس إلى اللغة الإنجليزية لنقل هذه المعلومة الأدبية والثقافية إلى فضاء أرحب خدمة لبلادنا وأدبائها".
كلمة الوزير
عقب ذلك ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور، وقال:" لعلنا ونحن نحتفل هذا المساء بجائزة كتاب العام، نستذكر تاريخ الكتابة والكتاب، وما عاناه الأولون في سبيل توثيق تاريخهم الإنساني، وماوصلنا إليه من تطور تقني وفني في صناعة الكتاب، فقد كان قدماء ما قبل التاريخ ينقشون تاريخهم الاجتماعي والثقافي على الصخور على شكل رسومات وصور ذات مدلولات رمزية تعبِّر عن الحياة الإنسانية التي كانوا يعيشونها، ثم تطورت بعد ذلك وسائل التدوين، واستخدمت أدوات كثيرة للكتابة منها: الفخار، وورق البردي، والأقمشة، إلى أن جاءت صناعة الورق، فكانت تحولاً تاريخيًّا في الثقافة والمعارف والعلوم الإنسانية، ولم يكن الحال بالتأكيد سهلاً في التاريخ العربي، فلم تكن هناك أدوات للكتابة العربية، خاصة في العصر الجاهلي الذي كان يعتمد أهله على الشفاهي في ثقافته وحياته اليومية، إلا من بعض المحاولات التي نقلها الأنباط إلى الجزيرة العربية، حتى نزل القرآن الكريم، فكان ذلك إيذانًا بالتدوين العلمي للغة العربية، حيث دون القرآن الكريم مفرَّقًا في صحائف من الجلد، ثم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد وجمعت السنة النبوية كذلك، وتطورت الكتابة باللغة العربية على مراحل عديدة، حتى أصبحت الكتب العربية محل اهتمام الحضارات الأخرى".
وقال الدكتور خوجة:" نحتفل الليلة بجائزة كتاب العام، التي منحت هذا العام وفي دورتها السابعة 1435هـ- 2014م لدارة الملك عبد العزيز، هذه المؤسسة العلمية العريقة التي تؤرخ لبلادنا وتحفظ تاريخها ومنجزاتها، والتي يرعاها الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز -حفظه الله- والذي يدعمها بكلِّ جهوده وطاقاته وخبرته وحكمته حتى أصبحت منارة ثقافية تعتز بها بلادنا".