بطلة الألعاب الأوليمبية «فاطمة عوام» في ذمة الله

5 صور
خسرت الساحة الرياضية في المغرب البطلة المغربية «فاطمة عوام»، التي توفيت عن سن يناهز «55 سنة» بعد معاناة مع المرض ألزمها الانزواء أسابيع عن الأضواء.
وبرحيل «عوام» تكون أسرة ألعاب القوى قد فقدت عضواً نشيطاً. عرفت «عوام» بديناميكيتها الكبيرة كرئيسة لنادي «الوداد البيضاوي» لكرة القدم النسوية، ورئيسة في الوقت نفسه لنادي «الوداد لألعاب القوى».
ولا يمكن الحديث عن «فاطمة عوام» دون استحضار تألقها الكاسح في مسافتي 1500 و3000 متر، وخاصة في الفترة ما بين 1972 و1992، حيث توجت بطلة لأفريقيا عدة مرات في مسافة 1500 متر، وكانت أول امرأة عربية وأفريقية تحطم الرقم القياسي العالمي في مسافة ميلين بإيطاليا سنة 1987، كما شاركت في 300 منافسة دولية، وصلت في أغلبها إلى المراحل النهائية، وحصلت على العديد من الميداليات.
ولشدة شغف «فاطمة» لميدان ألعاب القوى، فإنها بقيت رغم اعتزالها للمضمار قريبة من عالم ألعاب القوى؛ حيث تقلدت مهمة «سفيرة لليونسكو» بين سنتي 2002 و2008، وقد كانت عضواً نشيطاً في «الهيئة التنفيذية للاتحاد المغربي لألعاب القوى» لفترة طويلة، إضافة إلى توليها رئاسة نادي «الوداد البيضاوي» لألعاب القوى، وأيضاً لكرة القدم النسائية.
«فاطمة عوام» حاصلة على شهادة التخصص في الرياضة النسائية من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ثم شهادة في «التسويق والاتصالات»، وشهادة تأطير المدربين الرياضيين، وأخيراً شهادة إدارة الأعمال سنة 2005.

الرحيل
شيع جثمان الراحلة في موكب حزين، وخلَّف رحيلها أثراً في نفوس كل من عرفها وعايشها، حيث عبرت البطلة المغربية «نوال المتوكل» (وزيرة الشباب والرياضة - سابقاً) عن ألمها لفقدان «فاطمة عوام»، التي شرَّفت المغرب لعدة سنوات في أكبر ملتقيات ألعاب القوى، كما أثنت على أخلاق وخصال الراحلة التي تعد من أبرز العداءات المغربيات في الثمانينيات، داعية الله عزّ وجل أن يلهم أسرتها الصغيرة الصبر.
ومن جهتها اعتبرت الممثلة «نعيمة المشرقي» وفاة البطلة «فاطمة عوام» خسارة للعمل الجمعوي والساحة الرياضية معاً، مؤكدة أن «فاطمة عوام» لم تكن فقط في المضمار الرياضي وحصد الميداليات، ولكنها كانت بطلة أيضاً في الأعمال الخيرية، التي لا تتوانى في القيام بها ضمن فعاليات المجتمع المدني.

بطولات
يذكر أن العدَّاءة الراحلة «فاطمة عوام» شاركت في أكثر من 300 منافسة دولية معترف بها من قبل الوكالة الدولية لألعاب القوى، وأهم ما حققته في مشوارها الرياضي أنها حطَّمت الرقم القياسي العالمي في مسافة الميل المزدوج، حيث كانت أول امرأة مغربية تصل إلى نهائي دورة الألعاب الأوليمبية 1988 في سيوول لمسافة 1500 متر، كما وصلت إلى نهائي بطولة العالم في مسافة 3000 متر.
وبوفاة العدَّاءة المغربية «فاطمة عوام» تكون ورقة أخرى من شجرة ألعاب القوى قد سقطت، بعدما ظلت طوال عمرها الرياضي رمزاً للمرأة المغربية الطموحة، والمتحدية لكل الحواجز، وصنعت لنفسها اسماً سيظل يرصع سجل ألعاب القوى بإنجازاته.