حفلات نهاية العام الدراسي بذخ يرهق الأسر

4 صور

استمراراً لمسلسل البذخ في حفلات المدارس الأهلية الخاصة بالتخرج والتي تناولناها أكثر من مرة مع قرب انتهاء العام الدراسي بدأت المدارس بتنظيم العديد من الحفلات الخاصة والبرامج المنوعة احتفالاً بطلابها وطالباتها في المراحل المختلفة، ففي السابق كانت حفلات نهاية العام تقام داخل جدران المدرسة بأبسط التكاليف وبالكثير من المحبة بين التلاميذ والأساتذة ليقضي الكادر التعليمي والطلاب وأولياء الأمور أروع يوم احتفالي مليء بالحب والفخر والنجاح، أما حالياً فنجد العديد من المدارس الحكومية والأهلية تتفنن في إقامة الحفلات الخاصة بنهاية العام بصورة مكلفة للغاية، حيث تقوم المدارس بأخذ مبالغ مالية من أولياء أمور الطلاب، وأصبح الاهتمام بإنشاء الحفلات المدرسية ليس لإرضاء الطالب المعني بها، بل أصبح الإستثمار عنوناً لها نظراً للتنظيمات المبهرة والمكلفة، والتي تقع على عاهل ولي الأمر.



في هذا الإطار، كشفت ولية أمر طالب في إحدى المدارس الخاصة عن مطالبة مدرسة لها بدفع (450) ريال رسوم اشتراك الطالب بالصف التمهيدي لإقامة حفلة مدرسية لنهاية العام الدراسي في أحد الفنادق الخارجية "يحتفظ "سيِّدتي نت" بنسخة من خطاب المدرسة"، وعند الأخذ بالاعتبار عدد طلاب وطالبات المدرسة المرحلة التمهيدية فقط فوجدنا أن المبلغ المطلوب لإقامة الحفل سيصل إلى 200 ألف ريال، مؤكدة أن على المدرسة الالتزام بقوانين وزارة التربية والتعليم فيما يخص إقامة الحفلات الدراسية دون تكلف زائد وإثقال كاهل ولي الأمر بالدفع، وأضافت: "هذا الأمر يقع على عاتق الإدارة المدرسية وإدارة النشاط التي يجب أن تخصص مبلغاً مالياً منذ بداية العام الدراسي وبدء دفع الرسوم لحفلات التخرج، ويكون بصفة قانونية"، مطالبة بضرورة وجود رقابة كافية على المدراس الحكومية والأهلية بشكل خاص لمنع تلك التجاوزات من قبل الإدارات المدرسية.

"سيِّدتي نت" تواصل مع مسؤولة عن تنظيم الحفلات في إحدى المدارس العالمية المعروفة، والتي أكدت أن الخيار يعود للأهالي، ولا يشترط أن يشارك جميع الأطفال، وأضافت: "هناك مصاريف للحفل أوضحناها من خلال الرسالة التي أرسلت للأهالي، والتي تشمل إيجار الفندق وألبوم صور رقمي وإعداد المسرح والديكور والأزياء المتنوعة الخاصة بكل فقرة"، وفي ذات الوقت أكدت على عدم إقامة الحفل ما لم يتم تحصيل 80% من موافقة أولياء الأمور، وفي حال عدم الموافقة سيتم اختصار الحفل على توزيع الشهادات للطلبة فقط في مسرح المدرسة، ولن تكون هناك أي رسوم إضافية.

وتعتبر تلك التكاليف ليست الحالة الأولى، فقد شهدت السنوات الأخيرة كثرة الشكاوي المتعددة من أولياء الأمور واستياءهم من المبالغة في الحفلات المدرسية من قبل إدارات المدارس، مما يرهقهم مادياً، إضافة إلى حرمان بعض الأطفال من مشاركة أصدقائهم مثل تلك الحفلات التي تقام بالأساس للطفل وليس لإبراز صورة المدرسة.

ومن الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم أكدت سابقاً على أهمية الالتزام بضوابط وأنظمة حفلات تخرج الطلبة، وتطبيق القواعد العامة التي أكدت عليها الوزارة من جهة عدم تكليف الطلبة بدفع مبالغ مالية لإقامة حفلات التخرج، وحجز قاعات مخصصة لإقامتها، وفرضت التربية عدداً من الضوابط الخاصة والتعليمات المنظمة لإقامة الحفلات المدرسية في ختام العام الدراسي في مدارس التعليم العام الحكومية والأهلية على اختلاف مراحلها، وتفرض على جميع المدارس الالتزام بها، وتشمل تلك الضوابط ما يلي:

1- ضرورة تنفيذ الحفلات المدرسية داخل المدرسة وخلال أوقات الدوام الرسمي.

2- عدم تكليف الطلاب بمطالب نقدية أو عينية.

3- أن لا يشمل البرنامج على أمور تخالف الشريعة الإسلامية أو تخالف الأنظمة والتعليمات الصادرة بهذا الشأن "التبرج، الموسيقى، التسجيل، دخول الرجال".

4- مراعاة التزام جميع الطالبات بالزي المحتشم خلال الحفل الختامي، ويشمل المشاركات في تقديم فقرات البرنامج.

5- عدم إلزام الطلاب بالحضور أو المشاركة في تقديم فقرات الحفل، بل تكون اختيارية لمن شاء وبموافقة ولي الأمر.

وأكدت الوزارة أن تلك الضوابط والتعليمات تأتي من باب حرصها على تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية المنشودة في الحفلات المدرسية الختامية، وعلى جميع المدارس التقيد بما نصت عليه النظم السابقة التي لا تسمح بتنفيذ الحفلات إلا ضمن ضوابط، منها: أن تكون الحفلة تربوية، ومناسبة للفئات العمرية.

"سيِّدتي نت" سيتابع خلال الأيام القادمة التزام المدارس بشروط الوزارة وإذا تم وضع رقابة على إقامة حفلات المدارس.