ثورة الذات والفاكهة المحرمة في مسرحية "دنيا أخرى"

8 صور

على خشبة مسرح الحمراء، قدّمت شركة "القنا" للإنتاج والتوزيع الفني والمسرحي عرضها المسرحي الذي يحمل عنوان "دنيا أخرى". وهو من كتابة وإخراج ياسين الفطناسي، ومن بطولة فيروز بوعلي و كريم الروافي.

وشركة "القنا" هي هيكل محترف، أسُّس سنة 2010، يقدّم جملة من الورشات والأعمال المسرحية تحت إشراف مجموعة من الأساتذة المحترفين في الفن المسرحي في تونس.

نبذة عن العرض

"دنيا أخرى" أو "La vie en rose" هو عمل مسرحيّ يحملنا في رحلة للبحث عن الذات في عالم تتضارب فيه المفاهيم والقيم والقوانين التي تحكمه." دنيا أخرى" هو العالم الذي اخترعه "ضوْ" و "فايقة" اللذان هما بطلا المسرحية الفاقدان حاسّة البصر، واللذان التقيا صدفة في مركز خاصّ بالمكفوفين، وكان اللقاء في حديقة المركز حيث قدم "ضو" عرضاً سحرياً، إذ ورث هذه الموهبة عن أبيه.

"ضو" كان كفيفاً، لكنه كان يرفض هذه الحقيقة ويحاول أن يقنع نفسه بأنه يرى، فعمد إلى اختراع قصص من نسج الخيال كي يهرب من خلالها إلى عالم غير موجود.

ويحاول ضو بشتى الطرق أن يشدّ انتباه "فايقة" له من خلال الفاكهة المحرمة "التفاحة"، محاولاً إقناعها بأنّه يُبصر، وبأنه سيأخذها في رحلة إلى عالم آخر أو "دنيا أخرى"، من خلال قيامه بتصوير قصة ذات أحداث، تبدو تارة محبوكة وتارة متداخلة.

في هذه القصة، يخترع "ضو" شخصيّات وهميّة، لكنه يتقن وصف أدقّ تفاصيلها. وفي كلّ مرة، تحاول "فايقة" طرح استفسار، إلا أنّه يتهمها بأنها لم تفهم ما كان يقصده، مشيراً إلى أنها لن تفهمه أبداً.

"فايقة" تقيم في المركز منذ نعومة أظفارها ولم تغادره أبداً، وتبدو ناقمة على أهلها الذين تركوها في مكانها ونسوا أمرها، حيث تعزل نفسها عن محيطها لتعيش في عالم صنعته من خلال جهاز الراديو، الذي لا يفارقها أبداً، والذي يُشكّل بعناصره عالمَها الخيالي. وتحاول "فايقة" أن تجاري "ضو" في حديثه وأن تتبعه إلى عالمه، الذي رسمه لها، لتتوه في كلّ مرّة تتطور فيها أحداث قصته، مع إضافة شخصيّة في كلّ مرة إلى شخصيات القصة.

عالم "ضو" هو عالم ورديّ تطغى عليه الألوان والحركة، أما عالم "فايقة" فيبدو أنه عالم داكن منغلق، وإن كانا يلتقيان في نقطة الخيال، إذ لا عالم فيهما حقيقياً.

ومن خلال هذا العمل، حاول الكاتب أن ينقل لنا صورة عن التناقضات التي نعيشها في حياتنا اليومية وعن صراع الإنسان من أجل البقاء وبحثه عن الكمال وتطلّعه إلى عالم مثالي، وهو ما يصعب تحقيقه.

كان العرض في مجمله مقبولاً، بفضل فريق العمل الشاب، والذي لا يزال في بداية مشواره. أما الديكور فكان بسيطاً والإضاءة كذلك، فيما أضافت الأغاني المصاحبة التي تمّ اختيارها بكلّ دقة لمسةً من الإبداع إلى العمل.

أداء البطلين كان مقنعاً إلى درجة تجعل المشاهد يُصدّق فعلاً أنهما مكفوفان، ما يُسمح للمتابع أن يعيش معهما كلّ تفاصيل رحلتهما.

شخصية "فايقة" أدّتها باحتراف فيروز بوعلي التي استطاعت بفضل حركاتها وصوتها أن توصل لنا معاناتها. أما كريم، فمع إتقانه دورَه، يدهشك بتعدّد مواهبه تمثيلاً وغناءً وعزفاً وألعاب خفّة.

 

 

تابعوا أيضاً:

أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"