الإحساس بالذَّنب.. مفيد أحياناً

3 صور

الاحساس بالذنب دائماً مؤلم، إلا أنَّه ليس دائماً أمراً سلبياً. أحياناً يكون عذاب الضمير مفيداً، ويصبح شعوراً بنَّاء يشجع الناس على التعاطف مع بعضهم بعضا، كما أنَّه يشكل معياراً جيِّداً للتمييز بين الخير والشر.


«الاحساس بالذنب هو تجربة عاطفيَّة غير محببَّة للإنسان، حيث يصاحبها شعور بالتوتر والقلق وعدم الاستقرار النفسي، لكن الشعور بالذنب قبل أن يكون ظاهرة مزعجة، هو علامة على أنَّ صحتك النفسيَّة جيِّدة، فالذي لا يساوره الشعور بالذنب أبداً هو إنسان غير سوي». هكذا عرفه اختصاصي علم النفس الاجتماعي لوران بيغ.


ويعلق الاختصاصي النفسي أنس فلاته عن الإحساس بالذنب بقوله: «الاحساس بالذنب (Feeling of guilt) حقيقة مؤلمة تمزق الإنسان وتلعب دوراً مهماً في كثير من اضطراباتنا النفسيَّة والعاطفيَّة والجسديَّة (جزء من الاكتئاب وجزء من القلق).
ويتساءل فلاته متى يكون الإحساس بالذنب مفيداً؟

يجيب بقوله: الإحساس بالذنب دائماً مؤلم، إلا أنَّه ليس دائماً أمراً سلبياً. أحياناً يكون عذاب الضمير مفيداً ويصبح شعوراً بنّاءً يشجع الناس على التعاطف مع بعضهم بعضاً، كما أنَّه يشكل معياراً جيِّداً للتمييز بين الخير والشر. لافتاً إلى ثلاثة أنواع من الإحساس بالذنب وهي:

أ‌ - الذَّنب المدني أو القانوني: وهو خرق القانون البشري، وهو ظرف أو حالة أكثر منه إحساس أو عاطفة، فمثلاً عندما نكسر قانون السرعة المسموح به في قيادة السيارة نكون مذنبين من دون إحساس بالذنب.

ب ‌- الذَّنب الإلهي: هو كسر المقاييس الإلهيَّة والقانون الإلهي.

ج - الذَّنب النفسي: هو الاختبار العاطفي الأليم، والإحساس باقتراف الذنب.

مشيراً إلى بعض العلامات أو الأعراض المصاحبة للشعور بالإثم أو الذنب: يشعر المرء بشعور قاسٍ ومر ومؤلم، حيث يلوم نفسه دائماً على أفعال قام بها أو تخيل أنَّه مسؤول عنها ويصبح ضميره مؤرقاً له وحياً فيلوم نفسه على كل كبيرة وصغيرة، ويصاحبه في يقظته ومنامه.
ومن الحالات التي يشعر فيها الإنسان بالندم والذنب ولوم الذات أو تأنيبها: الأخطاء الجنسيَّة: كالزنا والدعارة أو اللواط، أي العادة السريَّة، أو السرقة، أو القتل، أو الضرب، أو إيقاع الأذى المادي أو المعنوي بأي إنسان بريء.. إلخ.


وينصح أنس بالتوبة كما علمنا ديننا الإسلامي:
ـ يجب على المرء القيام بوزن الأمور منطقياً ولا داعي للوم والعتاب.
ـ يجب على المرء التعرُّف على نقاط ضعفه والعمل بأسرع وقت ممكن على مقاومتها والتخلص منها.
اعتبارها تجارب تزيد من قوته ومعارفه، وأن يتجنب الوقوع في الأخطاء نفسها مستقبلاً.
ومن أفضل العلاجات ملء أوقات الفراغ بهوايات مسلية ومفيدة، كممارسة بعض أنواع الرياضة أو التطوع في جمعيات خيريَّة ومشاركتها نشاطاتها الإنسانيَّة.