ابنتي تنتقد تصرفاتي!

هل الغثيان..حالة نفسية؟

 

أنا متزوجة وعمري 23 سنة، منذ طفولتي وأنا أعاني من خوف مرضي من أي شيء يتعلق بالغثيان والقيء، حتى مجرد سماعي أو قراءتي عن حالة مماثلة يشعرني بالتوتر، ناهيك عن رؤية شخص يتقيأ، يدفعني إلى الهروب من المكان، أما أعراض الغثيان لديّ فلا تقتصر على الخوف والتوتر، بل إن جسمي يرتجف وتزداد ضربات قلبي، فأبكي وأرتعد، وربما أبالغ لو قلت إنني أتمنى الموت لحظة أن أتقيأ.

المشكلة الأكبر أنني أرفض الحمل، وأشعر بعدم الثقة، مع أني جميلة وجامعية ولا ينقصني شيء، ذهبت إلى إخصائية في العلاج السلوكي، وتحسنت حالتي نوعًا ما، لكنها نصحتني باستخدام أدوية، بحجة أنّ العلاج السلوكي وحده لن ينفعني، وبالفعل وصفت لي بعض الأدوية، ولم أستخدمها لأنّ من أعراضها الجانبية الغثيان والقيء.. فما الحل برأيكم؟

 وردة البراري

 

أختي السائلة ستبصاركِ بخوفكِ من التقيؤ، ورهابكِ الاجتماعي ومراجعتكِ للعيادة، نصف الطريق إلى الشفاء -إن شاء الله– لكن مفاهيمكِ وأفكاركِ غير الصحيحة عن الدواء والعلاج النفسي تجعلكِ في حيرة، وتمنعك عن البدء في العلاج، وتتحمل الطبيبة والطبيب مسؤولية عدم تبديد مخاوفكِ وترددكِ في أخذ الدواء، وتحفيزك على الاستمرار في برنامج العلاج المعرفي السلوكي، إنّ خوفكِ من التقيؤ يندرج تحت «رهاب المرض»، وكلا الخوفين؛ الخوف من التقيؤ والرهاب الاجتماعي، هما في الأصل لا يخيفان معظم الناس، لكنهما نوع من القلق أزيح من موضوعه، وارتبط بموضوع خارجي بعمليات لا شعورية تحويلية، فراجعي عيادة أخرى، ولدى طبيب ومختصة نفسية، فأنتِ تحتاجين إلى تزامن الدواء والجلسات النفسية، والدواء لا يحدث الإدمان، وبعض أعراضه وإن كانت تحدث التقيؤ، فليست بالتصور الذي قرأتِ عنه، كما أن الآثار الجانبية لأي دواء تختفي بعد أيام، أما لو ظلت المخاوف موجودة لديكِ، فإنّ تأجيل العلاج سيعيق حياتكِ ويؤجل إنجابكِ للأطفال، والخلاصة أنك تحتاجين فعلاً للمساعدة داخل العيادة.

 

ابنتي تنتقد تصرفاتي!


ابنتي في الثانية عشرة من عمرها، وتنتقد تصرفاتي وخلافاتي مع والدها, ومن حين إلى آخر أنصحها بالتركيز في دروسها والصلاة, فهل هذا يكفي؟ وهل صحيح شجاري مع والدها يؤثر على نفسيتها؟  وما الطريقة الصحيحة لتفريغ شحنات الغضب مع الزوج من دون أن يشعر الأولاد؟

أم  العنود

أختي السائلة مشكلة الحقيقية شجاركما الذي سيجعل حياتها غير آمنة, وسينعكس على نفسيتها سلباً عاجلاً أو آجلاً، لكن قدرتها الذهنية لا تستوعب معنى الزواج والشجار بين الزوجين كما ندركه نحن الكبار، فالبنات في سن ما قبل البلوغ ربما تراودهن فكرة الزواج من الأب أو الأخ، وهذا لا يخيف ولا يقلق لأن البنت لا تدرك مدلول المحرم، فلا تقلقي ولا تكثري النقاش معها في مثل تلك المواضيع إلا في حدود الإجابة على سؤالها من دون استرسال، والأهم أن تكونا كزوجين قدوة في التعامل من دون شجار أو عراك أمام الأطفال، بل الأصل أن تظهرا لهم الود و التلطف في الحوار، لأنّ مثل هذا السلوك الإيجابي بين الزوجين يصحح المفاهيم عن طبيعة العلاقة الزوجية، ومن المهم أن تكوني معها في انتقاء البرامج التي تشاهدها، وابتعدي عن الحوارات مع الصديقات أو الأقارب في النقاشات العائلية في حضورها.

 

جلسة مع فيلم

The Best Years of Our Lives

 

كل أسبوع نختار لك فيلماً يعالج حالات نفسية خاصة، وهذا الفيلم «أجمل سنوات العمر»، يصور الحالة النفسية لثلاثة أصدقاء جمعتهم الحرب العالمية الثانية، والصعوبات التي واجهتهم وهم يحاولون إعادة التكيف مع الأوساط الاجتماعية التي ينتمون إليها.

يحكي الفيلم المفارقات التي تواجه ستفنسون وهو يعود إلى أولاده وزوجته، وكذلك عودته إلى وظيفته بالبنك، والصراع بين متطلبات الصداقة وبين واقعية التعاملات المالية، بينما يواجه صديقه «فرد ديري» صعوبات في الالتحاق بوظيفة أو توفير متطلبات أسرته التي توشك على الانهيار لأسباب مالية، خاصة وأن علاقته بزوجته لم تزد عن بضعة أسابيع قبيل التحاقه بالفرق المحاربة، وبالتالي فإن العشرة بينهما لم تكن بالقدر الكافي الذي يدفعها للتفهم والصبر والتضحية حتى تنجلي الأزمة.

وتبدو مشكلة ثالثهما «هارمور باريش» أكثر حساسية، حيث أصيبت فقد يديه في حريق شب على متن السفينة، وتساوره الشكوك حول مشاعر خطيبته تجاهه بعد الإصابة، وهل تتقبله كما هو أم أن مظهر يديه سيدفعانها للشفقة عليه والرثاء لحاله، أو حتى للابتعاد عنه ولو بطريقة غير مباشرة.

تتوالى الأحداث ويطلق «ديري» زوجته، ليتزوج ثانية من ابنة «ستفنسون»، ويمضي كل في طريقه، وربما كانت هذه المشكلات صوراً مصغرة لما يواجهه المحاربون حينما يعودون إلى الوطن.