mena-gmtdmp

المهارة في توعية الأبناء لاختيار الصديق الصالح

العالم المدرسي يحوي بداخله مخاوف عديدة ترهق أولياء الأمور وتزيد من خوفهم على أبنائهم، ومن أهم المخاوف اختيار الصديق الصالح للأبناء، والحفاظ عليهم من الوقوع في اختيار الصديق الطالح الذي قد يكتسبون منه العادات والصفات التي قد تهدم شخصية الفرد السوية، ولما للصديق من أثر بالغ في حياة صديقه وفكره من خلال تعامله معه بصورة يومية يجب اختياره بعناية وحرص.
ولأن الأبناء يميلون بشدة إلى إقامة الصداقات القوية مع أقرانهم في المدرسة، "سيِّدتي" تفتح من خلال السطور التالية مع معلمة علم النفس والسلوك التربوي منهل الغانم أفاقاً هامة لتوعية الأبناء حول كيفية اختيار الصديق الصالح وأهم الصفات التي يجب أن تتوفر في أصدقائهم:

• عشوائية اختيار الصديق
الأبناء بحكم أعمارهم الصغيرة وعدم خبرتهم البالغة في الحياة قد لا يضعون أسساً معينة لاختيار أصدقائهم خاصة في مجال المدرسة، حيث يبدأ العام الدراسي ويميل الطلاب والطالبات إلى إنشاء الصداقات مع أقرانهم من باب التواصل الاجتماعي ونشر شعبيتهم بين زملائهم وليكونوا محبوبين لدى الجميع، لذا قد يختارون في الغالب الصديق والشريك للدراسة الخاطئ الذي يسحبهم معه إلى التدهور، ويأتي ذلك نتيجة التسرع وحب الأمور السطحية والمظاهر التي يظهرها بعض الطلاب من باب لفت الانتباه، فيتجهون إلى التقرب منهم ليكونوا محبوبين مثلهم أو من الآخرين.
• دور الأهل في اختيار أصدقاء الأبناء
يقع على الأهل دور بالغ وكبير في هذا الشأن، حيث يجب عليهم معرفة أصدقاء ورفقاء أبنائهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، ليس ذلك فحسب، بل التعرف على أسرة الصديق لمعرفة حياته الاجتماعية والأخلاقية ونشأته من خلال دعوة أصدقاء الأبناء إلى المنزل للتعرف على شخصياتهم من القرب ولأن الأبناء في مراحلهم العمرية يكتسبون طوابع متعددة أخلاقية وسلوكية وتربوية نتيجة احتكاكهم وتعاملهم مع أقرانهم والتطبع بهم في كثير من الأوقات، فمن المؤلم أن يقدم الآباء التربية الحسنة الكاملة لأبنائهم ليأتي من يغيرها في لحظات نتيجة عدم انتباه ولي الأمر إلى من يلازم طفله ويصاحبه، لذا يجب التدخل من الآباء كي لا يؤثر الصاحب سلباً على الابن، مما قد يؤثر على أخلاقياته مستقبلاً.
• تقديم النصح والإرشاد لاختيار الصديق
يرفض بعض الأبناء أن يتدخل الأم أو الأب في اختيار أصدقائهم، وإن تدخلا بصورة خاطئة وتوجيه عنيف قد يجدان ردة فعل مفاجئة أحياناً، وقد يرفض الابن تدخل والديه ويستخدم أسلوب العناد والهجوم، مما يزيد الوضع سوءاً.
ولتقديم أفضل النصائح والإرشادات للأبناء لاختيار الصديق الصالح يمكنكم اتباع الأساليب التالية:
- التوعية: إن توعية الأبناء من الأعمار الصغيرة تعد من أهم أسس التربية الفعالة التي تزرع في نفس الطفل منذ الصغر حتى الكبر، لذا يجب على الآباء التحدث معهم من فترة إلى أخرى في الصغر عن أهمية اختيار الصديق الصالح وصفاته وكيفية معرفة الصديق الحسن الذي يساعدنا على عمل الخير ويمتلك الأخلاق الحميدة.
- ضرب الأمثلة: بإمكان الوالدين أن يعلما الأبناء صفات الصديق الحسن من خلال ضرب الأمثلة من قصص الصحابة والرسول، والتي يتجسد بها معنى الصداقة وأهميتها وكيفية إعانة الصديق لصديقه على الأمور الصالحة.
- تقوية الوازع الديني: تعد تقوية الوازع الديني في نفوس الأبناء والخوف من ارتكاب المعاصي الحد الخاص بهم الذي يضعونه لأنفسهم في غياب الرقيب لينتبهوا إلى تصرفاتهم ويبتعدوا عن كل ما قد يؤذيهم أو يؤذي غيرهم ويؤدي إلى غضب الله الذين يخشون عقابه.
- فتح الاختيار لهم: على أولياء الأمر أن لا يحجروا على آراء واختيار الأبناء لأصدقائهم، وأن يتركوا لهم حرية الاختيار مع ضرورة المتابعة والتوجيه.
- الحوار وليس الإجبار: عند اكتشاف أن أحد الأبناء وقع في اختيار خاطئ لصديقه من الضروري هنا تدخل الوالدين على الفور من خلال الحوار عن أخطاء الصديق وأضرارها وتقديم النصح عبر توجيهات ووسائل مباشرة وغير مباشرة من خلال خلق حوارات أسرية وإنشاء صداقة بين الابن ووالديه ليتعود على مصارحتهما والثقة بهما بشكل كامل وفي آرائهما، والبعد عن الإجبار وأسلوب التعنيف الصارم الذي قد يؤدي إلى قلب الموازين من محاولة الإصلاح إلى إفساد الأمر أكثر بسبب عناد الأبناء ورفضهم تدخل الوالدين في اختيارهم لأصدقائهم.
- البعد عن التقليد: من الضروري أن يفهم الأبناء أهمية البعد عن تقليد الأصدقاء أو اتخاذهم قدوة لهم خاصة في التصرفات الغير مسؤولة، وأن القدوة يجب أن تكون شخصية تتحلى بالقيم والأخلاق الحميدة والتصرفات العقلانية.
- إعطاء الثقة للأبناء: إذا زرع الوالدان ثقتهما في الأبناء وأوضحا لهم في تعاملهما معهم والتعبير لهم بأنهما يثقان بهم يشعر الأبناء بأنهم محل ثقة وشخصية قوية، وعليهم اختيار الأمور الصائبة كي يكونوا محل ثقة الوالدين، ويعتبر ذلك أرقى أسلوب حتى يثق الابن بنفسه عندما يتخذ قراراً والجميع يراه صحيحاً.
• صفات الصديق الصالح
إذا فهم الابن الأمر اتضحت المسألة، لذا من الهام إبراز صفات الصديق الصالح للأبناء، والذي يعينهم ويسير معهم في درب الحياة، وتتمثل أهم صفات الصديق الصالح في ما يلي:
- الالتزام بالأخلاق الحميدة، مثل: الأمانة، الصدق، التواضع، عدم الكذب، التدين، حب الخير.
- أن يتمتع الصديق بالوفاء والإخلاص لصديقه والخوف على مصلحته.
- المحبة دون أي مصلحة، أي أن لا تكون الصداقة والمحبة مبنية على مصلحة كأن يتقرب الفرد من الآخر بهدف استغلاله لأمر ما سواء للاستفادة من شعبيته أو قدرته المادية وغيرها من الأمور.
- اختيار الصديق العاقل ذي التربية الحسنة الذي يجنب صديقة الوقوع في الأخطاء ويقدم له النصح المفيد.
- الإعانة على الشدائد كأن يساعد الصديق صديقه في الدراسة أو الظروف الصعبة التي قد يواجهها.