mena-gmtdmp

أكره السعادة!

مخاوف من المجهول!

 

عمري 25 عامًا، تُوفيَّ قريب لنا قبل عام، فانتابتني نوبة هلع استمرت ستة أشهر، ولا أزال أشعر بخوف لا أعلم مصدره، أخاف أحيانًا من الموت لدرجة أنني لا أستطيع النوم، رغم أنني داخليًا أعلم أنّ الموت حق، وأحيانًا تنتابني أحاسيس غريبة، وآلام في جسدي، وأتوهم أني مريضة بالقلب، أو أنّ مسًا أصابني، ولكنني أتحمل هذه الهواجس وأداريها، أرجوكم أفيدوني من دون دواء لأن لي تجربة سابقة مع دواء سيروكسات للأعصاب، ولم أعد أرغب في زيارة طبيب نفسي.

نوارة الشوق

 

أختي السائلة هذه أعراض واضحة لما كنتِ تعانين من نوبة هلع، ولو ظللت مستغرقة في هذه الأفكار ستكون آثارها سلبية على صحتك، ونفسيتك، وحياتك، ومحصلتها مخاوف مرضية تشل تفكيرك، وتشغلك عن مهامك الأسرية، والعملية.

ما دمت زرتِ طبيبة الأعصاب، وصرفت لك دواء سيروكسات، فلم تتوقفين عن تعاطيه من تلقاء نفسك، مع أنك تحتاجين إليه على الأقل ستة أشهر، وليس له آثار الإدمان، والأخطر أنك تستشعرين صعوبة في مراجعة الطبيبة النفسية، ولا داعي للخوف من الدواء، وإنما خافي من بقاء الأعراض وتفاقمها، ولا ضرر في أن تتحملي الأعراض التي قد تحدث في البداية، ولا تذهبي إلى فراشك إلا في حال رغبت النوم، ومارسي رياضة مناسبة يوميًا.

 

 

أكره السعادة!

أشعر بضيق في صدري، وكأنّ شخصًا يضغط على عنقي ليخنقني، خاصة عندما أتذكر أني كنت سعيدة فيما مضى، أصبحت أحب الوحدة، وأكره التواجد مع الناس، أو الأقارب، لا أحب حضور الأعراس أو المناسبات، حتى الأعياد والعطلات أكرهها، أشغل نفسي بأي شيء لأبتعد عن الناس، ليست لدي صداقات، أشعر بالفشل، وأحيانًا أفكر بقتل نفسي، هل تجدين أية مشورة لإنقاذ حالتي؟

أمينة

 

 

أختي السائلة فكرة الانتحار إن راودتك إنما هي نتيجة لقلقك، وتوترك، قد تشير الأعراض التي ذكرت إلى نوبة هلع تشعرين معها بالاختناق، وهذا الهلع له علاج إضافة إلى أعراض الكآبة التي تحتاج إلى تقييم وعلاج، فراجعي الطبية النفسية، وسترين أن حالتكِ تتحسن بمجرد تلقي العلاج.

 

عدوى الشعور بالوحدة!

 

الشخص الذي يعاني الوحدة قد ينقلها إلى المحيطين به بنسبة(52%)، بصورة تصل إلى حد العدوى، وفي دراسة أجراها أخيرًا، ذكر«جون كاسيبو» الطبيب النفسي في شيكاغو، والباحث «نيكولا شريستاكيس» من هارفارد، أنّ التعامل مع شخص يعاني من الوحدة يزيد من احتمال معاناة الآخر من الشعور ذاته، مشيرًا إلى أنّ هذا النوع من العدوى يكون أقوى بين الأصدقاء، وأضعف بين الأزواج والإخوة، كما أنه أقوى بين النساء عنه بين الرجال.