ريشاما الهندية التي حولت تشوهها إلى أسطورة تحدٍ

2 صور

الفتاة الأسطورة ريشاما ليست ممن حققن الإنجازات في المحافل الدولية، ولا اللواتي تقلدن المناصب الرفيعة وأمسكن بالميداليات الذهبية، ولكنها أصبحت مصدر إلهام للعديد من النساء حولها وصاحبة شهرة؛ لأن مثيلاتها اخترن الاختباء في الظل والانزواء كآبة واستسلاماً وحزناً وضياعاً حتى الممات، بينما قررت هي المواجهة والظهور، فكان لها البروز والاحترام والتقدير، رغم صغر سنها.

في السطور التالية، نتعرف على قصة تحدٍ من نوع خاص سطرته ريشاما، الفتاة الهندية العشرينية.
ريشاما فتاة هندية من بيئة متواضعة وأسرة فقيرة، تدرس وتعمل لتعول أسرتها المكونة من أب وأم وأخت صغيرة، ريشاما خطبت لأحد شباب المنطقة، ولأسباب غير معروفة حدثت بينهما خلافات وانفصلا، إلا أن الشاب لم تعجبه هذه النهاية ولم يقبلها، فقرر الانتقام بطريقة غاية في القسوة، حيث انتظرها أثناء رجوعها من عملها، وقام بإلقاء مواد حارقة على وجهها مباشرة، مما أدى إلى حرق نصف وجهها وإصابة العين اليسرى بالكامل، وفقدان اليمنى بنسبة 70%، وقد عرفت القصة في الأوساط الهندية، وتم القبض على الشاب الذي شوّه وجهها.

لكن ريشاما لم تنسها حادثتها مسؤوليتها تجاه أسرتها، وكان قرارها الصادم بالنزول إلى عملها بعد 4 أيام فقط من الحادث، وحتى تتغلب على مشكلة التشوه في وجهها كانت تمضي 4 ساعات يومياً في عمل ماكياج خاص بها، فترسم عيناً كاملة فوق عينها اليسرى المقفولة وتداري التجاعيد وتحاول جعل ملامحها ووجهها تبدو أقرب إلى الطبيعي.

وقد قالت ريشاما للإعلام الهندي، الذي سلط الضوء على قضيتها: "لا يهم تعب 4 ساعات أمام المرآة قبل أي خروج، ما ذنب الناس أن يروا وجهاً كريهاً؟ أتزين لنفسي أيضاً وأحب وجهي في كل حالاته، أنا إنسانة كاملة وقوية وسأواصل طريقي، ولن يمنعني أي شيء إلا الموت، عن العمل، وأقدر شعور خطيبي السابق، وأدعو الله أن يرد له عقله".

ومن المثير للاستغراب في هذه الإنسانة، فضلاً عن صلابتها النفسية وقوة إرادتها في مواجهة محيطها، روحها الجميلة المتسامحة التي جعلتها تذهب للتنازل عما فعله بها خطيبها، مما خفف عنه الحكم من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة، فأي روح تلك التي لم يزدها التشوه إلا جمالاً، وهل يستحق الخطيب هذا العفو منها؟