هل تغفرون خيانة الأصدقاء؟

3 صور

مهما اختلفت أشكالها تظل الخيانة خيانة، شئ موجع كنصل سكين يستقر بعنف في القلب، ومعها تسقط كل المسميات الأخرى كالأمانة والوفاء وغيرها من القيم التي نشعرها عبث إذا ما حدثت الخيانة وانتُهكت بها الثقة.
"سيدتي" تستطلع الآراء، هل تغفرون خيانة الأصدقاء؟

الطعن بلا رحمة
"يمكن غفران خطأ غير متعمد، إذا أجبر عليه الشخص، لكن لا يمكن الغفران لخائن يطعن بغير رحمة" كانت هذه وجهة نظر حنان ماجد الدقس (23 عاماً ـ طبيبة أسنان)، وتكمل "الخائن يمحو من ذاكرته كل معروف صنعه صديقه، ليُخالف مفهوم الصديق، فكيف الغفران لمن كان يوماً سند ومخزن للأسرار، ليتحول إلى جُرح في القلب".
وتؤكد أفراح جعفر- صحفية، "قد أسامح بحكم طبيعتي المتسامحة لكني أبداً لا أنسى، التواصل الإجتماعي كان سبباً في زيادة الخيانة بين الأصدقاء، وتغيير مفهوم الصداقة من صديق واقعي لصديق إفتراضي، وقد لا نرى هذا الصديق إلا مرة واحدة، لذا تكون الخيانة سهلة".
للصديق ذنب يغتفر
بينما ترى أبرار أحمد حلوى طالبة الطب، ذات 19 عام، أن الخيانة ذنب لا يُغتفر فتقول "مرتكب الخيانة يستحق العقاب، كي لا يتمادى مرةً أخرى، في الحالات العادية أما في حالة الصديق، فإن الموازين تنقلب رأساً على عقب، نحن نتحدث هنا عن مصدر الأمان، وإن خان فتحت مسمى الصداقة يندرج العديد من العلاقات، فالصديق أخ، قريب، وحبيبٌ أيضاً، وفي التخلي عنه استغناء عن كثير، لذلك فلنغفر له، ولم لا ونحن بشرخطآئين بطبيعتنا".
"إن خانتني فليس من الضروري أن تكون إنسانة سيئة، لكن الأكيد أنها ضعيفة" فاجئتنا مي دربي ربة منزل بهذا الرأي مُكملة "من الطبيعي أن أعفو فالعفو من شيم الكرام، وخيانة الصديق سببها الرئيسي الغيرة، لذا ينبغي أخذ الحيطة والحذر بعد ذلك"
كان هذا رأي النساء برقة مشاعرهن المتسامحة أما الرجال فكان لهم رأي آخر تمثل في:
لن أغفر ولن أثق
"الخيانة مذاقها مر بصفة عامة" هكذا بدأ أحمد غازي العبد الله- شاعر واكمل "خاصة إن كانت خيانة صديق، سيكون الألم أكبر، وللخيانة اوجه كثيرة فإخفاء الحقيقة خيانة، والكذب والاستغلال، وعدم حفظ حقوق الطرف الآخر، لكن اصعبها الغدر بالذكريات والتفاصيل الجميلة، وتناسي كل ما فعلناه من اجلهم ونحن اصدقاء" وأضاف "الخيانة تهدم الثقة، لن انسى صديقي وسأصفح عنه بداخلي لكني أبداً لن أثق به مرة أخرى ولن أعود أبداً مثلما كنت".
أما عبد الله سعد "شاعر" قال "الخيانة رمح في خاصرة الثقة والإنسانيَّة، حتى وإن غُفرت لصديق، فإنَّها ستلوث كثيراً من شكل العلاقة، وأرى أن عدم مغفرتها أمر أقرب إلى العقلانيَّة والصواب".
يرى حسن الجهني- إعلامي، 36 عاماً، أن الخيانة لا تُغفر أبداً لانها من أبشع الصفات، التي ممكن أن تتواجد في إنسان.
الرأي الاجتماعي
" الخيانة ظاهرة اجتماعيَّة مرضية، موجودة في كل المجتمعات الإنسانيَّة، لكن تختلف معدلاتها، وسعة انتشارها من مجتمع لآخر" هكذا كانت بداية الحديث مع الباحث الإجتماعي- خالد الدوس وأكمل قائلاً "تختلف الخيانة حسب درجة الوعي المجتمعي والعمق الحضاري، والبعد الثقافي للمجتمعات بشكل عام، والصداقة هي علاقة اجتماعيَّة وثيقة تقوم على مشاعر الحبِّ والجاذبيَّة المتبادلة بين شخصين أو أكثر، بالتقارب العمري والاستقرار العاطفي والوجداني والتوافق الفكري والعلمي والثقافي، وتشابه السمات الشخصيَّة والقدرات والظروف الاجتماعيَّة والبيئية المكانية" ويضيف الدوس "هناك أسباب لإ نتشار الخيانة منها ضعف الوازع الديني، التنشئة الأخلاقية والاجتماعية، وسائل الإعلام الفضائي والرقمي الجديد ومكوناته أسهمت في ترويج ثقافة الخيانة بين الصديق وصديقه"، موضحاً أنه لابد وأن نأخذ بعين الاعتبار نوع السلوك ودرجة تأثيره، وعندما تتكرر هذه السلوكيات المخالفة والممارسات غير الأخلاقيَّة، في العلاقة تصبح مرفوضة اجتماعياً وأخلاقياً، لأنَّ علاقة الصديق بصديقه تتحول (كيميائياً) من مشاعر نبيلة وروابط أخويَّة إلى مشاعر الكرُه والرغبة في الانتقام.
وكما قال الشافعي: "سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا..صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا".
طالعوا تفاصيل وآراء أكثر في عدد "سيدتي" المقبل 1807.