أنا مدمنة وأريد طفلاً غير مدمن

تتنوع وتتعدى صور وأساليب الإدمان الخطر التي ينزلق إليها الإنسان، ومنها النساء لعدة ظروف اجتماعية ونفسية من الصعب إحصاؤها، ولأن أسباب الانزلاق إليها كثيرة فإن المعضلة الأكبر هي العلاج منها ما لم يتوفر أولاً، وقبل كل شيء، «فيتامين الإرادة» خاصة إذا ما كانت المرأة هي المدمنة، وإذا كانت تحمل داخل أحشائها روحاً بريئة ستخرج للحياة، وهي تعاني من تبعات هذا الإدمان.
«سيدتي وطفلك» التقت بالدكتور النفسي يحيى جادالله، وتحدثت معه عن طريقة حماية الجنين من مخاطر إدمان الأم على العقاقير المهدئة والمنومة أو على المخدرات أيضاً.
أشار أولاً الدكتور جاد الله إلى مضاعفات استخدام المخدرات بأنواعها، ومن ضمنها الكحول على الجنين ومنها:
تأخر نمو الجنين.
نقص وزن الجنين.
تدمير الجهاز العصبي للجنين.
تشوهات خلقية للجنين ومنها صغر محيط الرأس.
تمزق الأغشية لدى الجنين وكذلك تمزق المشيمة، وتعرضه لخطر الموت داخل الرحم.
أما المضاعفات التي قد تتعرض لها الأم المدمنة فهي قد تتعرض لتعسر الولادة وخطر الولادة المبكرة ما لم تتعرض الأم للإجهاض المتكرر.
وبالنسبة لما يحدث مع الطفل حديث الولادة عند الامتناع عن المخدر نتيجة لانفصاله عن الحبل السري الذي كان يوصل له المخدر عن طريق الأم فهو سوف يعاني من المرحلة الفطامية التي يتعرض لها أي مدمن؛ حيث سيعاني من الأعراض التالية:
• الإسهال الشديد.
• القيء.
• رفض الرضاعة بكل صورها.
• يصاب بحالة ازرقاق اللون أيضاً مثل المدمن تماماً، وكأنه يختنق مع ضيق تنفس.
• متلازمة الموت المفاجئ خاصة مع الأمهات اللواتي يتعاطين الكوكايين.
أما عن الأعراض التي تظهر على المولود في السنة الأولى من عمره لأم مدمنة فتكون كالتالي:
• تعرف هذه الأعراض بالأعراض الانسحابية الحادة وتحت الحادة.
• يظهر عليه الاضطراب في السلوك.
• الإصابة بالنزق «النرفزة السريعة».
• عدم التركيز وفرط الحركة.

كيف يتصرف الطبيب في حال ولادة الجنين لأم مدمنة لأي عقار، ومنها عقار الترامادول أو الترمال المنتشر حالياً، وهو من العقاقير التي تستخدم لتسكين الألم، ولكنها تستخدم كنوع من المخدرات المنتشرة عالميا؟
يقول الدكتور جاد الله إنه يلجأ لعلاج المولود بنفس الطريقة المتبعة مع المدمن البالغ؛ لإنقاذ حياة المولود من مخاطر «الفطام» عن المخدر أياً كان نوعه.
أما بالنسبة للحامل المدمنة فيجب اتباع الخطوات التالية معها:
• تحتاج الحامل المدمنة لمتابعة مستمرة مع الطبيب؛ لأنها أولاً معرضة لخطر الإجهاض والولادة المبكرة.
• يجب أن تخضع الأم الحامل والمدمنة لإرشادات صحية؛ لأن أعراض انسحاب المخدر من جسمها تشبه أعراض الولادة مثلاً، وقد تتوجه بالخطأ لمركز طبي غير محترف أو الداية على أنها سوف تضع مولودها، وبذلك تتعرض للخطر هي والمولود.
• الحامل المدمنة تكون معرضة لعدوى بكتيريا الكلاميديا التي يجب علاجها؛ لأنها تسبب الولادة المبكرة.
• الحامل المدمنة يجب أن تتوقف عن التعاطي تماماً، ويستخدم معها أسلوب علاجي يعرف بـrisk balance أي ما يعرف بالعربية بالتخفيف التدريجي للمخدر فإذا كانت الأم تتعاطى بعض العقاقير المخدرة مثل الترامادول بمقدار 3 حبات في اليوم فيتم إنقاصها لحبتين في اليوم خلال الأسبوع الأول، ثم لحبة واحدة في الأسبوع الثاني، ثم نصف حبة في الأسبوع الثالث، وهكذا حتى نصل إلى نقطة الصفر، وهي عدم تعاطي أي كمية أو جرعة من المخدر.
• المرأة المدمنة تكون أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، ولذلك يجب أن تجرى لها التحاليل اللازمة عند الولادة لحماية المولود.
• فحص البول والدم باستمرار للأم التي تتعرض للإجهاض والولادة المبكرة؛ لأنها قد تخفي إدمانها على الطبيب، ولكن تظهر آثار المخدر في الفحوصات.