دأبت الجدات على التقليل من تعب المرأة أثناء الحمل والولادة، وبأن الأمر لا يعدو أكثر من واجبها؛ لكي تنجب الذرية للرجل والعزوة له بين أفراد عائلته؛ ليتفاخر بهم وبعددهم، وعلى ذلك لم تتوقف الأمثال الشعبية في هذا المجال حيث نظمت أمثالاً؛ لكي تهون على المرأة متاعب الحمل والولادة في مقابل ما ستجنيه من محبة ودلال حين تنجب لعائلة زوجها من سيرفع قدرهم وذكرهم، ومن هذه الأمثال:
• حرب الصبايا: فكلما اشتكت الحامل من متاعب الحمل ترد عليها الجدات بأن الرجل يحارب في الميدان، أما المرأة فحربها وجهادها هو الحمل والولادة، وهو أهون من جهاد الرجل، وخصت به هي لشبابها ونضارة جسمها.
• ساعة منسية: هكذا قالت الجدات عن لحظات وساعات الطلق والمخاض بأن الأم سرعان ما تنسى كل الآلام بمجرد أن تضع الصغير في حضنها.
• عد البيض في المقلاة ولا تعد شهور الحبلى: بمعنى أن شهور الحمل التسعة تمر سريعاً، ولا داعي للشكوى والتذمر وإظهار الضعف، خصوصاً أن الرجل لا يحب المرأة الأنانة.
• إذا قالت لك جوعانة فصدقها، وإذا قالت لك نعسانة فلا تصدقها: وهذا المثل موجه للزوج؛ لكي يكرم الحامل في الطعام؛ لأنها تأكل عن اثنين، ولكن عليه ألا يصدق رغبتها في النوم؛ لأنها تقضي وقتها نائمة؛ حيث إن الرغبة في النوم من أعراض الحمل غالباً.
• اللي بتاكله في الوحام بتلاقيه عند الزحام: ويقصد بالزحام وقت المخاض حيث تزدحم الآلام، ولذلك فعليها أن تنال تغذية جيدة؛ حتى تستطيع أن تتحمل ألم المخاض.
• أم الثمانية عروس جديدة: وهذا المثل يقال تشجيعاً للمرأة الولود بأنها حين تنجب المولود الذكر الثمن لزوجها وعائلته، فكأنما هي عروس جديدة تدخل بيتهم لأول مرة، فتلقى منهم المحبة والتقدير والرعاية والهدايا والعطايا.
وهكذا نرى أن المثل الشعبي، ومنذ الأزل لم يكن منصفاً للمرأة، واعتبرها آلة للإنجاب، ورغم تطور الزمن إلا أن الكثيرين لازالوا ينظرون لها نفس النظرة للأسف.