2010.. الربع الرابع.. حزمة متكاملة من مؤشرات التفاؤل


يعتقد العديد من العاملين في سوق الأسهم أنها وحتى اليوم لا تزال في مراحل الخسارة والضعف، وأنه آجلاً أو عاجلاً لابد من عودتها إلى مستوياتها القديمة التي لامستها في أوج تصاعدها منذ عدة سنوات مضت، فيما يعتقد البعض الآخر أنّ السوق وبعد هبوطها الحاد ووصولها لمستويات قريبة مما هي عليه اليوم، فهي بذلك قد ابتدأت مرحلة جديدة لها حساباتها وافتراضاتها التي لابد من التسليم بها والعمل على أساسها، وقد سمعنا في بداية العام الحالي 2010 الكثير من التنبؤات على اختلاف أنواعها واتجاهاتها فمنها المتفائل ومنها المتشائم، وقد ظن البعض أنّ هذا العام سيكون عام تعويض الخسائر، فيما ظن البعض الآخر أنّ الحذر الشديد مطلوب، وأنّ الهبوط وارد وبالتالي الخسارة لا سمح الله، ولكن والآن وبعد مضي أكثر شهور العام وإشرافنا على العام الجديد.. ما النظرة التي نتوقعها؟ وهل ستغير السوق اتجاهها أم ستكمل ما بدأته في الشهور السابقة؟

هذا السؤال هو ما توجهنا به إلى بعض خبراء التحليل الفني في السوق السعودية وطرحناه أملاً منا في رسم ملامح صورة واضحة قدر المستطاع للمرحلة القادمة.



المحلل الفني بدر الشهري العامل في سوق الأسهم السعودية بالإضافة لسوق العملات الأجنبية قال: "إنّ السوق وخلال الفترات السابقة كانت تنعم بنوع من الاستقرار، وعلى الرغم من أنني من هؤلاء الذين كانوا يظنون أنّ السوق خلال العام 2010 ستكون أفضل حالاً مما كانت عليه في 2009، إلا أنني مازلت أعتقد كذلك أنّ السوق خلال الفترة المقبلة ستكون أفضل من سابقتها، وربما كان ارتفاع السوق مع بداية الربع الرابع أكبر مؤشر عن وضع السوق خلال الفترة القادمة، علمًا بأنه مؤشر لا يمكن الاعتماد عليه منفردًا، إلا أنه قد يعطي ولو علامة حول أوضاع السوق المفترضة في الفترة القادمة".

 

اتجاه تصاعدي

أما المحلل الفني ناصر بن يوسف فقال: «إنّ سوق الأسهم خاصة في الربع الرابع من العام وأي عام إنما تعتمد بشكل رئيسي على محصلة نتائج الشركات خلال العام كله وليس فقط على الربع الرابع، وبالتالي فهذه النتائج هي الفيصل الوحيد الذي سيؤدي في النهاية إلى صعود السوق أو هبوطها بشكل واضح خلال الأشهر القادمة، وأما بالنسبة لي فأنا شخصيا أظن أنّ النتائج ستدعم السوق في اتجاه تصاعدي، خاصة أنّ الشركات أو الجهات صاحبة الأسهم القيادية مثل البنوك مثلاً صدرت عنها بعض الأخبار التي تنم عن استقرار الوضع لديها حول السيولة المتوفرة، وما إلى ذلك مما يعزز فكرة أنّ النتائج ستكون إيجابية بإذن الله تعالى».

بينما قال المحلل الفني خالد العتيبي: "من وجهة نظري ربما تكون الأمور مختلفة، وربما أرى السوق في المرحلة القادمة في نفس مستوياتها، أي أنّ أي هبوط أو صعود للسوق، متأثرًا ببعض الأخبار الإيجابية أو السلبية عن الشركات، فإنّ هذا التحرك سيكون مرحليًّا ومؤقتًا وسينتهي بعد زوال تأثير هذه الأخبار وتعود بعدها السوق إلى وضعها الاعتيادي وحول نفس المستويات التي عهدناها فيها خلال الفترات السابقة؛ فنتائج الشركات في غالب الأمر ستكون في الطور المتوقع لها، مما يعني أنّ تأثير الأخبار سيكون محدودًا، فكما نعلم أنّ الأخبار غير المتوقعة هي التي تعصف بالسوق وتحركها بشكل كبير سواء في اتجاه الصعود أو الهبوط، بعكس الأخبار المتوقعة، فهي في غالب الأمر ما تكون ذات تأثير محدود، وربما يعود السبب في عدم تغير نتائج الشركات إلى أنّ الوضع العام في الدولة مستقر ولا يوجد تغيير على الخطة العامة الموضوعة، مما يعني أنّ المرحلة القادمة هي مرحلة اتزان وليست مرحلة صعود أو هبوط".

 

تأثير الخبر

وأخيرًا قال المحلل الفني ثامر الشهراني: «إنّ ما يحرك أي سوق في العالم هي مجموعة من العوامل، وهذه العوامل تؤثر على السوق مجتمعة وتدفعها بالتالي للهبوط أو للارتفاع، أما لو كان الضغط من عامل واحد من هذه العوامل، فإنّ السوق وبغض النظر عن الاتجاه ستقاوم هذا التأثير وتعود للمستوى الطبيعي الذي كانت فيه قبل تأثير الخبر، وليس المقصود هنا أو ما أعنيه أنّ السوق باقية في مكانها أو أنّ نتائج الشركات لن تؤثر على السوق، بل على العكس فأنا أظن أنّ نتائج الشركات التي يتوقع لها بإذن الله أن تكون إيجابية ستدفع بنفس الاتجاه الذي يدفع فيه استقرار السوق والوضع بشكل عام، خاصة إذا ما قورن الوضع الاقتصادي في المملكة بشكل عام مع أوضاع بعض الأسواق في المنطقة، مما يعني أنّ أوضاع السوق في الأشهر القادمة ستكون إن شاء الله أفضل مما كانت عليه، أما لو كانت النتائج الخاصة بالشركات بشكل عام سيئة أو أسوأ من المتوقع فهنا سيكون التأثير بعكس اتجاه العوامل الأخرى، أي أنّ التأثير سيكون لفترة محدودة، تختفي بعدها الآثار وتعود السوق لطبيعتها قبل صدور تلك النتائج».