عندي مشاكل كثيرة والله وعايزة حل
كل مرة بمزاج وحالة جديدة
طريقة المذاكرة تتطلب مني الحفظ كثيراً، وأنا فقط أتأمل مذاكرتي وأفحص كل شيء، وأسأل عن أشياء لا تأتي في الامتحان وتضيّع زمني، في حين أريد أن أفهم كل شيء؛ مما أدى إلى تدني معدلي في المرحلة الأخيرة من الثانوية، حياتي كسولة وحركتي بطيئة جداً، وأصبحت في المذاكرة أيضاً.... قلت رغبتي وروح المنافسة، أشعر بالعجز والإحباط، لا أعرف ما السبب والله، فقط أرغب نفسي لدرجة الهوس وأي أعراض أراها أمامي لمرض ما، سواء نفسي أو جسدي، يصبح لديّ هاجس المرض والاكتئاب الفوري، وجسمي ينهار تماماً ويهبط من شدة الخوف، هل أجاري الناس وأهلي، أم عالمي الخاص؟ أقارن نفسي بالآخرين!!!! لا أعرف ما أريد تماماً، أمي لا تحبني أن أكون وحيدة ومنطوية، في حين أني أكون في حالة تأمل، وبطبعي شخصية متأملة ومتدبرة؛ فأنا أحاول أن أرضي أمي ولا أعرف ما الصواب، لا يهمني المظهر وزينة الدنيا كثيراً ولكنني أدعي ذلك لأجل أمي وأبي اللذين ينقدان شخصيتي كثيراً، ويقولان إنني انطوائية ومتوحدة، أريد أن أفهم ما مهمتي في هذه الدنيا؟
«عزوزة»
النصائح والحلول من خالة حنان:
1 ــ اختصرت تفاصيل كثيرة من رسالتك يا حبيبتي عزوزة لضيق المساحة، لكني فهمت جوهر مشكلتك، والتي لا تبدو صعبة أو مدمرة بالشكل الذي وصفته.
2 ــ أن تكوني انطوائية ومتوحدة؛ فهذه صفات يمكن أن تكون من طبيعتك، وليس من العدل أن نطالبك بأن تكوني شخصية مختلفة تماماً عن نفسك، لماذا؟ لأن الله خلق لدى كل إنسان فطرة هي بصمته الروحية والنفسية؛ فمنا من هو مرح، ومنا الصاخب، ومنا الهادئ والمنطوي والمفكر والمتعاون، وغيرها من الصفات الفطرية الأساسية، ولكن مقابل هذا هناك حاجتنا لتطوير ذواتنا من خلال اكتساب معارف جديدة وتجارب مختلفة.
3 ــ ولأن خالتك حنونة لا تحب التنظير والنصيحة العامة، سأقول لك بتحديد إن أول مشكلة لديك هي أنك لم تستطيعي أن تجعلي من انطوائيتك حالة إيجابية تكتسبين فيها معلومات وتنشطين في مذاكرتك وتفيدين أهلك بمعرفتك من جهة، وبنجاحك من جهة أخرى.
4 ــ أصارحك يا حبيبتي عزوزة، أني فوجئت برسوبك وباللخبطة التي تعيشينها في مذاكرتك؛ فمن المفترض أن توفر لك الوحدة مجالاً للتأمل والتدبر كما تقولين، ولكن ماذا كانت نتيجة ذلك؟
5 ــ لن أقول لك الجواب؛ بل أطلب منك أن تضعي كل نتائج حالتك هذه في نقاط، وتضعي مقابلها النقاط التي كان يمكن أن تحقق لك نتائج إيجابية؛ فمثلاً بدلاً من فوضى المذاكرة، أنظم وقتي حسب برنامج المقرر في الامتحانات، وبدلاً من رغبتي بمعرفة كل شيء؛ ففي وقت واحد، أضع برنامجاً أسبوعياً لما أريد أن أقوم به من مذاكرة وقراءة وحتى تأمل، وهنا أريد أن أنبهك أن بإمكانك أن تجعلي الرياضة جزءاً من برنامجك؛ لأنها ستحقق لك الكثير من النشاط البدني والذهني معاً.
6 ــ نصل الآن إلى علاقتك مع أمك وأبيك، وهنا أصارحك أيضاً بأن انطوائيتك الزائدة، هي ظلم لهما؛ فلا تكوني ابنة عاقة، وهنا أيضاً أجيب على سؤالك: ما مهمتي في هذه الدنيا؟ مهمتك يا حبيبة خالتك أن تكوني إنسانة بكل معنى الكلمة، أي طيبة وخيرة ومعطاءة ومنسجمة مع محيطك، وتبادري بالمساعدة وعمل الخير؛ فالله، عز وجل، خلقنا لنعمر هذه الدنيا إلى أجل مسمى، لا أن نعتزلها، وأنت باستطاعتك المشاركة في عمار نفسك والمشاركة في تطوير محيطك، وكل هذا لا يأتي دفعة واحدة؛ بل بالتدرج، وأولى الدرجات هي دراستك الآن؛ فكوني قوية، وأصري على النجاح، وحتى مجاملاتك للآخرين اجعليها بنية الصدقة، فكري أنك حين تفرحين أقاربك وأهلك وصديقاتك؛ فأنت تفعلين ذلك بنية الصدقة والتقرب من الله، عز وجل.
7 ــ أخيراً يا حبيبتي، تأكدي أن باستطاعتك تحويل توصيف نفسك من شابة انطوائية إلى شابة هادئة، وهناك فارق كبير بين أن تكوني فتاة محطمة تبتعد حتى عن أقرب الناس إليها وتشعر بالعزلة والإحباط والاكتئاب، وبين أن تكوني شابة هادئة متزنة، تعرف كيف تمضي أوقاتاً قصيرة حلوة مع محيطها وتستفيد من حبها للوحدة؛ فتزداد اطلاعاً ومعرفة وثقافة؛ مما يجعلها نموذجاً رائعاً بين أهلها ومعارفها؛ فماذا تختارين؟ صدقيني يا ابنتي الحل بيدك، وكلي ثقة أنك تستطيعين أن تكوني الشابة الهادئة العميقة التي تعرف الكثير عن مهمتها في هذه الدنيا.
وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]
هل أجاري الناس أم عالمي الخاص؟
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 29 نوفمبر 2015