في معرض جنيف للساعات الراقية

مرّة أخرى، تجدّد لقاؤنا مع عالم الساعات الفاخرة خلال معرض جنيف العالمي الذي نظّم هذه السنة من 17 إلى 21 يناير (كانون الثاني) الماضي. وككل سنة، ندرك مدى ولع دور الساعات الفاخرة التسع عشرة المشاركة بما تطرحه من قطع تحاول كل واحدة منها أن تجسّد كل معاني الجمال والتفرّد والحرفية والتقنية العالية. فمنها من تنجح في هذا الامتحان، وتنتزع التميّز والإثارة، وأخرى لا يتحقّق مرادها هذا. ولكن، يبقى أن لكل دار من هذه الدور الراقية إرثها التاريخي وبصمتها الخاصة وسمعتها وتفوّقها التقني. أما الخيار النهائي، فيعود للزبون العاشق للساعات الراقية في انتقاء ما يلائم ذوقه ومقدراته المادية للحصول على القطعة الأنسب له والأقرب إلى قلبه...

ونحن نتجوّل في أروقة معرض جنيف للساعات الراقية لهذه السنة، ونمتّع أنظارنا بأحدث ما طرحته كل دار، جذب انتباهنا العدد الهائل من الزوّار، الذي بلغ حسب منظّمي المعرض 12 ألف زائر، وخاصة في اليوم الأول لافتتاح المعرض، حيث لوحظ إقبال كبير من قبل الزوّار الذين أبدوا اهتماماً وولعاً كبيرين بالقطع المعروضة على واجهة كل دار، حيث كانوا يقفون لدقائق طويلة لمعاينة كل قطعة والتمعّن فيها وتبادل التعليقات والملاحظات بشأنها. ولا غرابة في ذلك، فمعرض جنيف من المعارض الانتقائية التي لا تتاح فرصة الدخول إليها إلا لنخبة النخبة من المهتمّين وذوي الاختصاص.

لجذب انتباه الزوّار، ركّزت معظم دور الساعات على ديكور الواجهات، حيث تمّ تزيينها بما يوافق سياسة وسمعة كل دار وموقعها في عالم الساعات الفاخرة. فهناك واجهات عادية ذات طابع مينيمالي، وهناك واجهات أفخم ذات ديكور في غاية الجمال والتميّز. من بين أجمل الواجهات التي جذبت انتباهنا، واجهة «بوم أند مارسييه» Baume&Mercier، التي تمّ تصميمها على شكل بيت صيفي من منطقة «هامبتوم»، حيث يمكن الجلوس على الأرائك بداخلها للتمتّع بمنظر البحر أو الخروج إلى ساحة البيت المطلّة على الشاطئ. وحتى يكتمل المشهد، أضيفت إليه خلفية صوتية تتمثّل في أصوات أمواج تتلاطم على رمال الشاطئ الافتراضي. وقد انتشر خبر جمال وتميّز واجهة «بوم أند مارسييه» Baume &Mercier بين زوّار المعرض الذين أقبلوا بكثرة لاكتشاف هذه الواجهة والتمتّع بالجلوس قبالة الشاطئ، وخاصة إذا عرفنا مدى برودة فصل الشتاء السويسري، خارج جدران معرض جنيف.

أما الواجهة الثانية الأكثر تميّزاً، والتي قضينا فيها فترة من الراحة الممتعة، فهي واجهة «إي دوبليو سي» IWC، حيث تمثّل ديكورها في إعادة تشكيل لخليج «بورتوفينو» الإيطالي بجماليات طبيعته وزرقة بحره. وجاء ذلك احتفاءً بساعة «بورتوفينو» Portofino الجديدة، التي طرحتها الدار لهذه السنة. 

 

أجمل الساعات النسائية الفاخرة لهذه السنة:

لا جدال في أن كل دور الساعات الراقية التي شاركت في معرض جنيف لهذه السنة، دون استثناء، اتّفقت على المزاوجة بين ثلاثة عناصر هي الإبداع والتقنية العالية والأناقة. أما الاختلافات في ما بينها فقد تمثّلت في البصمة الخاصة، التي سعت من خلالها كل دار للتميّز عن غيرها، انطلاقاً من تاريخ كل دار وإرثها الفني والموقع الذي تحتلّه في عالم الساعات الراقية. لذا، نجد من بين هذه الدور من أعادت طرح بعض القطع الكلاسيكية ضمن «لوك» حديث ورؤية عصرية. ومنها من طرحت ساعات نسائية تجمع بين الرقة والقوة، بحيث تضاهي الساعات الرجالية ذات التقنية العالية، ولكن من دون الاستغناء عن أهم ما يصنع جماليات ساعة المرأة، وهي الماس بالدرجة الأولى ثم بقيّة الأحجار الكريمة الأخرى من ياقوت وزمرّد.

 

دار «كارتييه»Cartier:

مرّة أخرى، تتحدّى دار «كارتييه» الزمن، وتبرهن على مقدراتها على التحكّم في خفايا وأسرار تقنية الساعات الفاخرة. ولا يقتصر ذلك على الساعات الرجالية فقط، حيث طرحت هذه الدار المرموقة لهذه السنة ساعات نسائية تمزج ما بين التقنية المعقّدة وفن التصميم الراقي والفخامة في أتم معانيها.

وقد تجسّدت التقنية العالية بشكل خاص في ساعة Montre Tourbillon et Crocodile، وهي ساعة دائرية الشكل، ذات حركة ميكانيكية، ميناؤها الأسود يتوسّطه تمساح من الذهب الأبيض تزيّنه خمسمائة وخمس وثمانون حجرة ماس وتسع عشرة حجرة زمرّد. وهي ساعة نادرة، حيث طُرح منها عدد محدود جداً لا يتعدّى الخمسين ساعة فقط. أما تفرّد دار «كارتييه» Cartier في فن التصميم، فقد برز من خلال مجموعة «كارتييه والمهن الفنية» Cartier et les Métiers d’art، التي تضمّ ست ساعات في غاية الإبداع والتجديد تجمع بين فنون الرسم والنحت والنقش والموزاييك، لتفرز تحفاً فنية بكل معنى الكلمة. من بين هذه الساعات، ساعة Rotonde de Cartier décor Tortue التي رُصّعت بكاملها بحبيبات من الأحجار الكريمة، حيث تطلّب إنجازها ستين ساعة من العمل اليدوي الدقيق، فميناؤها وحده مرصّع بثمانمائة حجرة ماس.

 

دار «بياجيه» Piaget:

قصة الرقة المتناهية  Ultra Thinمع دار «بياجيه» Piaget بدأت قبل خمسين سنة، وما تزال مستمرّة إلى اليوم. خلال كل هذه السنين، تجاوزت دار «بياجيه» Piaget الكثير من المصاعب والإشكالات التقنية، بحيث توصّلت إلى طرح ساعات سماكتها في غاية الرقة، ولكن من دون التفريط في التقنية العالية، أو في أيٍّ من جماليات الساعة الراقية. والدليل على ذلك مجموعة ساعات «ألتيبلانو» Altiplano، وهي ساعات نسائية ورجالية في الوقت نفسه، وتتميّز بمينائها المرصّع بالماس، على غرار ساعة «بياجيه ألتيبلانو» التي تبلغ سماكتها 38 ميليمتراً فقط، والتي رُصّع ميناؤها بـ 735 ماسة. وهي ذات أسورة مصنوعة من جلد التمساح، تتنوّع ما بين الأسود والبني والأبيض. وضمن هذه المجموعة ذاتها، طُرحت أيضاً أنواع أخرى من الساعات التي تتّسم بخطوطها الواضحة فائقة الرقة وجمالياتها الخالية من التعقيد وتقنيتها العالية، وهي مخصّصة للنساء فقط.

دار «بياجيه» Piaget طرحت أيضاً مجموعة ساعات المجوهرات التي أطلقت عليها تسمية «لاملايت غاردن بارتي» Limelight Garden Party، وجاءت في شكل حديقة متألّقة برزت منها ساعة «دانسينغ بورد» Dancing Bird المرصّعة بـ 165 ماسة، وقد صُمّم ميناؤها بحيث تحلّق عليه طيور صغيرة مكسوّة بالماس، وسط تشكيلة من الأغصان الماسية. وقد عبّر مدير دار «بياجيه»، فيليب ليوبولد ماتسغير، عن فخره بهذه الساعة، قائلاً: «إن بياجيه لا تنسى النساء، لذا طرحت لهن ساعة «دانسينغ بورد»، وهي ساعة أنيقة وفاخرة ومسلّية في الوقت ذاته، حيث تتحرّك بداخلها الطيور وتتراقص فوق الأغصان، بمجرّد أن تحرّك المرأة معصمها».  

 

دار «جيجير لوكوتر» Jaeger Lecoultre:

قصة عريقة أخرى ترويها لنا دار «جيجير لوكوتر» Jaeger Lecoultre، حيث احتفلت خلال معرض جنيف لهذه السنة بمرور ثمانين سنة على طرح ساعة «ريفارسو» Reverso Ultra Thin. وقد نظّمت مؤتمراً صحفياً بحضور الممثلة ديان كروغر Diane Kruger، التي عبّرت عن سعادتها بأن تكون الوجه الإعلاني الجديد لساعة «ريفارسو»، قائلة: «أنا فخورة بأن أتيحت لي فرصة المشاركة في الاحتفال بالذكرى الثمانين لإطلاق ساعة «ريفارسو»، حيث أن لي رابطاً عاطفياً قوياً بهذه الساعة، منذ أن أهدتني والدتي ساعة «ريفارسو» في عيد ميلادي الثامن عشر».

في مناسبة هذه الذكرى الثمانينية، طرحت دار «جيجير لوكوتــــــــــر» Jaeger lecoultre موديلاً جديداً من هذه الساعة العريقة أطلقت عليه تسمية Grand Reverso Lady Ultra thin. وهي ساعة في غاية الأنوثة والأناقة تجمع بين التصميم العصري والروح العريقة التي تشتهر بها الـ «ريفارسو».

 



دار «بوم أند مارسييه» Baume&Mercier:

دار «بوم أند مارسييه» Baume&Mercier اغتنمت معرض جنيف لتقديم الوجه الإعلاني الجديد لساعاتها، وهي النجمة السينمائية غيناث بالترو   Gwyneth Paltrow التي كانت ضيفة الشرف في الحفل الذي أقامته هذه الدار، وحضره تسعمائة وخمسون ضيفاً استقبلوا في صالة ضخمة تمّ تصميم ديكورها على شكل ساحل بحري رائع الجمال كان حديث روّاد المعرض في اليوم الموالي. وقد ألقت غيناث بالترو كلمة قالت فيها إن شعار دار «بوم أند مارسييه» هو Life is about moments، أي أن الحياة عبارة عن بضع لحظات نعيشها، تترجم تماماً فلسفتها في الحياة. وأضافت أن ذلك هو ما دفعها للموافقة على أن تكون سفيرة لهذه الدار العريقة.

وقد نالت مجموعة الساعات النسائية «لينيا»   Linea التي طرحتها هذه الدار إعجاباً كبيراً لدى الأختصاصيين، حيث أنها عبّرت بوضوح عن فلسفة الدار، كونها جمعت بين الأناقة والبساطة والتقنية العالية. وقد ضمّت تشكيلة متنوّعة بعضها مصنوع من الذهب الأبيض ومرصّع بأحجار الماس، والبعض الآخر عبارة عن ساعات ذات أسورة جلدية ملفوفة. وتتّسم هذه المجموعة بسرعة وسهولة تغيير الأسورة، بمجرّد الضغط على زر عند أعلى الساعة. وتباع كل ساعة منها بسوارين منفصلين يمكن اختيارهما أو تبديلهما حسب الحاجة.

 

دار «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef&Arpels:

إلى عالم الشاعرية والحلم والسفر، تنقلنا دار «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef&Arpels، حيث طرحت هذه السنة ساعة مذهلة من حيث التقنية العالمية والجماليات الساحرة، وهي ساعة «خمسة أسابيع في بالون» Cinq semaines en ballon المستوحاة من عوالم رائد الخيال العلمي الكاتب الفرنسي جول فيرن، وما يصفه في رواياته من أسفار عجيبة. فبعد أن طرحت هذه الدار في السنة الماضية ساعة «جسر العاشقين»، تأتي هذه الساعة امتداداً لها ضمن مجموعة تحمل تسمية «التعقيدات الشاعرية». وقد غُطّي ميناؤها بالناكر، ويتوسّطه بالون أسفار يتأهّب للانطلاق في سهول زنزيبار. الساعة ذات حركة ارتدادية، وتجسّد عقربي الساعات والدقائق مرساة البالون وعصفور طائر. وضمن مجموعة التعقيدات الشاعرية، طرحت دار «فان كليف أند أربيلس» Van Cleef&Arpels أيضاً ثماني ساعات كل واحدة منها مستوحاة من جماليات طبيعية معيّنة، كالصحراء وحيوانات أعماق البحار والحيوانات القطبية.

 

 


دار «إي دوبليو سي» IWC:

إلى الساحل الإيطالي تأخذنا دار «إي دوبليو سي» IWC، لتستعيد جماليات خليج «بورتوفينو» الساحر، من خلال مجموعة ساعاتها الرجالية لهذه السنة التي أطلقت عليها اسم «بورتوفينو». وهي ساعات كلاسيكية في غاية الأناقة، وبالأخص منها ساعة «بورتوفينو كرونوغراف» Portofino Chronographe، وساعة «بورتوفينو دوبل فيزو أورير» Portofino Double Fuseau horaire. وتجدر الإشارة إلى أن دار «إي دوبليو سي» IWC لم تطرح ساعات خاصة بالنساء هذه السنة.

 




دار «مون بلان» Mont Blanc:

الأمر ذاته لوحظ لدى دار «مون بلان » Mont Blanc، حيث غابت ساعات «مون بلان» النسائية عن معرض جنيف لهذه السنة، واكتفت هذه الدار بطرح مجموعة من الساعات الرجالية التي تعكس تاريخها وإرثها العريق. وقد كانت نجمة هذه المجموعة، بلا منازع، هي ساعة «نيكولا ريوساك غرونوغراف» Nicholas Rieussec Chronographe، حيث احتفلت دار «مون بلان» Mont Blanc من خلالها بمرور مائة وتسعين عاماً على اختراع تقنية الكرنوغراف على يد نيكولا ريوساك، سنة 1921. وقد طُرح من هذه الساعة عدد محدود جداً لا يتعدّى 190 نموذجاً مصنوعاً من الذهب الأحمر، و90 من الذهب الأبيض، و25 من البلاتين.

 

 



دار «رالف لورين» Ralph Lauren:

نجمة الساعات الرجالية التي عرضتها دار «رالف لورين» هي ساعة «رالف لوران سبــورتينـــغ ووتــــش» Ralph Lauren Sporting Watch، المستوحاة من سيارة «البوغاتي» الشهيرة موديل 1938. ويذكّر ميناؤها المصنوع من الخشب بـ«ستايل» الأزياء التي يصمّمها رالف لورين. كما طرحت هذه الدار أيضاً ضمن مجموعة «رالف لورين سليم كلاسيك» Ralph Lauren Slim Classique ساعة مربّعة الشكل ذات سوار جلدي نالت كثيراً من الإعجاب لدى الصحفيين والأختصاصيين. أما مجموعة «رالف لورين ستيروب» Ralph Lauren Stirrup، فقد تضمّنت ساعة نسائية مبهرة تحمل اسم Ralph Lauren Stirrup DiamondLink، مرصّعة بأكملها بـ 1500 حجرة ماس دقيقة تمّ تثبيتها بشكل يدوي متقن. وهي تشتغل بحركة ميكانيكية من تصنيع دار «بياجيه» Piaget.

 




دار «جيرارد بيريغو»  Girard Perregaux:

ساعات أنيقة ذات انحناءات أنثوية مزيّنة بترصيعات في غاية الجمال لكنها خالية من التعقيدات، بحيث تشدّ الأنظار بسرعة وتثير الإعجاب. إنها ساعات  Cat’s Eyesمن دار «جيرارد بيريغو» Girard Perregaux، وهي ساعات نسائية دائرية الشكل، ذات حركة ميكانيكية، مصنوعة من الذهب الزهري أو الأبيض، وميناؤها مغطّى بعرق اللؤلؤ ومرصّع بـ 62 حجرة ماس. أما أسورتها فهي مصنوعة من جلد التمساح الأسود والأبيض.