عدد من الأفلام غير قليل، جعل خالد أبو النجا نجماً سينمائياً، وأخيراً حمل على عاتقه تقديم سينما جديدة للجمهور، سينما جريئة بعيدة عن الزيف والخداع، وتعبّر عن مكنونات داخلية لأشخاص مقهورين أو مظلومين، فكان مغامراً حقيقياً عندما خاض تجربة الإنتاج، حتى ولو بأجره، في بعض الأعمال مثل فيلمه «ميكروفون» الذي شارك في عدد كبير من المهرجانات. أما يسرا اللوزي نجمة المستقبل كما يجمع على ذلك الكثير من النقّاد، فتتحدّث دائماً بلغة مختلفة، لغة واقعية وصريحة بلا تنميق. بطلا «ميكروفون» تحدّثا عن الكثير من القضايا التي تشغلهما شخصياً ومواضيع أخرى عديدة في حوارهما لـ"سيدتي".
ماكيير: إيهاب محروس ـ شعر: محمد حافظ
مع خالد أبو النجا
حدّثنا عن فيلم «ميكروفون»؟
هو من نوعية أفلام السينما المستقلّة التي خضتها في تجربتي السابقة في العام الماضي من خلال فيلم «هليوبوليس»، وكان من تأليف وإخراج الفنان أحمد عبد الله، والجديد «ميكروفون» هو بمشاركة مجموعة من الفرق الغنائية الشابة، حيث إن قصة الفيلم تدور في إطار حياة تلك الفرق، ورحلتهم في الفن في سبيل إثبات ذواتهم، وتوصيل فنهم للجمهور فهم شباب غير معروفين، ولكننا قدّمناهم لإحساسنا الكبير بمواهبهم.
هل كانت هناك صعوبة عندما مثّلت أمام مجموعة من الهواة؟
في هذا الفيلم، تعلّمت التمثيل من جديد؛ لأنه كان تجربة لم أمرّ بها من قبل، حيث تمّ دمج الروائي بالتسجيلي في الأحداث، وكان عليّ أن أكون ممثلاً يصل إلى أقصى درجات التلقائية في الأداء؛ كي أوازي مجموعة من الهواة يمثّلون لأول مرة أو يقدّمون جانباً من حياتهم الشخصية بلا «رتوش»، وهو ما بدا واضحاً في حفظي لدوري المكتوب وانتظاري لكلام الآخر المرتجل.
إذاً، «بوستر» الفيلم الذي يوزّع عند عرضه في المهرجانات له أكثر من مغزى؟
نعم، هذا حقيقي، «البوستر» لا يوجد به صورة لأيّ فنان؛ لأن لا أحد يعرف الممثلين. لذلك، كان لابدّ من «بوستر» يشدّ الاهتمام، وفكرته عبارة عن شجرة تخرج من تحت الأرض والشباب هم الشجرة التي يجب أن تكبر وتثمر. وبدلاً من أن تثمر وردا،ً تثمر «ميكروفون»، والفيلم صوت لهم. ومن هنا، كان اسم الفيلم. أما «أفيش» الفيلم الجماهيري، فأضيفت إليه صور الفنانين المعروفين الأساسيين.
أنت من الشباب الثوري ولك دور فعّال في المجتمع، وليس فقط لأنك «سفير النوايا الحسنة»، ولكنك ثائر من أجل الوطن والسينما والأطفال، ما جعلك تذهب إلى المستشفيات. فأنت مهموم بمشاكل الوطن كسفير وكفنان وكإنسان، ماذا تقول؟
أنا أرى أن هذا دورنا كلنا كمجتمع لابدّ أن نفعل ذلك، فأنا لم أسأل أحداً ولم أطلب تصريحاً من أحد ولم أتفق مع أحد، أنا وجدت نفسي يوم 6 يناير أمام كل كنيسة وفي يدي شمع وورد وورقة أقول فيها أنا مصري، ووجدت هناك فنانين كثيرين جداً.
وهل اتفقت مع يسرا اللوزي لتتقابلا هناك؟
لا، بل حدث هذا بدون أيّ اتفاق بيننا، والغريب أن هذا من أوجه التشابه بيني وبين يسرا بل أسرة الفيلم ككل حيث إننا أصبحنا عائلة، فلقد صوّرنا الفيلم على مدى عام كامل وأصبح ما يربطنا جميعاً علاقة وطيدة شديدة الحميمية؛ لأنه ليس أول فيلم يجمعنا. ولكننا وقفنا معاً لنقول إن حادث كنيسة القديسين وأي حادث آخر يقع يضرب مصر كلها لا أقباطاً أو مسلمين، فالذين ماتوا مصريون، ولقد أقمنا حفلة في ساقية الصاوي حضرها 1500 شاب ذهب ريعها لضحايا الإرهاب.وأنا ذهبت للمستشفيات لزيارة المصابين، ورغم الأنين من الألم وجدت على شفاههم ابتسامة نصر كأنهم يقولون لقد انتصرنا بوحدتنا مسلمين ومسيحيين، بناتاً وشباباً وخرجنا من هذا الكابوس.
مع يسرا اللوزي
رغم ملامحك شديدة الرومانسية فإن هناك جانباً من شخصيتك لا يعرفه الكثيرون بأنك شخصية عملية جداً؟
هذا ما أحاول أن أقوله دائماً، إلا أن الكثيرين لا يصدقونني، ويحكمون عليّ من خلال الشكل فقط.
حدّثينــي عــن دورك فـــي فيلـم «ميكروفون»؟
أقوم بدور سلمى وهي فتاة اسكندرانية، عملية جداً، تحب السينما وتحضّر ورشة عمل مع زميلها أحمد مجدي تحت إشراف المخرج يسري نصر الله، وهو ضيف شرف في الفيلم، ولتنفيذ هذا المشروع نجوب عالماً تحت الأرض الذي فيه الفنانون وفرق «الباند»، وأتعرّف من خلال ذلك على شخصية خالد أبو النجا المهتمّة بهذه الفئة فيحدث بيننا رابط، ونمدّه بمعلومات عن هذه الفرق، فيحاول أن يقيم لهم حفلاً كي يصل صوتهم للجمهور.
ما أسباب قبولك لفيلم «ميكروفون»؟
هناك أسباب ثلاثة من الممكن أن تكون وراء قبولي لهذا الفيلم: الأول، من أجل شخصية سلمى التي تقارب شخصيتي. الثاني، هذا الفيلم يتبع مدرسة الأداء العفوي التي أنتمي إليها، والثالث من أجل صداقتي لخالد أبو النجا الذي كنت أتمنى التمثيل معه.
وما رأيك في خالد أبو النجا؟
لا أصدّق من أين يأتي بهذه الطاقة، فهو يقوم بـ«مليون حاجة» في وقت واحد، كما أنه من الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في كل شيء، فمثلاً ممكن أن يكون في اجتماع أو في بلد آخر، وأطلب منه أن يرسل لي إيميل أو رقم هاتف أحد، فيرسله على الفور، فأنا لم أشاهد «حد جدع» مثله.
وكممثل؟
أنا أحبه منذ أن كان عمري 8 سنوات من خلال مسرحية «رصاصة في القلب»، إخراج والدي، وكان يقوم بدور البطولة، وكان وقتها في جامعة عين شمس. وأنا طفلة أنظر إليه بانبهار، لازلت أذكر أنني بعد العرض، كنت أذهب إليه فيحملني ويرقص معي، كان بالنسبة إليّ كالحلم، وهو مخلص جداً يضع روحه في شغله، يعني هو لا ينام. وأنا أستغرب متى ينام، ففي الخامسة فجراً تجدينه مستيقظاً يردّ على الإيميلات.
تفاصيل أوسع عن هذا الحوار تجدونها في العدد 1568 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.