"الساعة المنسية".. أطرف المواقف داخل حجرة الولادة!

صورة تعبيرية
سعاد البشر
فاطمة حمادي
وداد حسن
سامية باصبور
ناهد باحمدين
6 صور

«الساعة المنسية» كما يطلق عليها البعض، هي ساعة لابد أن تمر بها كل امرأة وكل أم، ورغم أنها تكون مصحوبة بآلام وصرخات وآهات، إلا أنها تُنسى مع مرور الزمن، وتستعد الأم للحمل الثاني وكأن شيئاً لم يكن، ورغم ذلك قد تحدث بعض المواقف الطريفة التي لا تغيب عن ذاكرة الأم أو الزوج أو المقربين أو حتى الأطباء أنفسهم.


التقت «سيدتي» بعض الأمهات والأطباء الذين تحمسوا لعرض مواقفهم الطريفة يوم المخاض، سواء داخل حجرة الولادة، أو قبل الساعات الأولى لها.

جدية الطبيب
قهقهت وداد حسن، 40 سنة، بوصفها تلك الساعة بأنها من أسعد لحظات حياتها، حيث تشاطرت الفرحة مع زوجها ووالدتها، ودمعت عيناها من الضحك على الطبيب الذي كان يخبرها بأن تدفع الطفل لتسهيل نزوله، ووالدتها على رأسها تحضر الولادة، فمن شدة الآلام أخبرت الطبيب أنها تعبت جداً، ولا تستطيع الدفع أكثر، وتتابع وهي تضحك كثيراً، أن الطبيب رد عليها بالنظر إلى والدتها بطريقة فيها مزيج من السخرية والجدية، ليخبرها أن تقوم هي بدفع الجنين بدلاً عن ابنتها لأنها تعبت.
أما ناهد باحمدين 35 سنة، فلن تنسى منظرها وهي مذهولة حين ذهبت إلى غرفة الحاضنات لرؤية طفلها للمرة الأولى بعد الولادة، حيث لم تصدق عيناها ما رأت، وذهبت إلى طاقم الممرضات لتخبرهم بقولها «إنه ليس ابني، إنه لا يشبهني»؛ حيث شاهدت وسط الذهول، طفلاً له ملامح تختلف تماماً عن ملامحها أو ملامح زوجها، فهو يشبه الآسيويين كثيراً، ولم تكن تريد حتى حمله، حتى جعلوها تنظر إلى الورقة التي في يديه وعليها اسمها ورقم ملفها، لتصدق أنه طفلها الصغير رغم ملامحه المختلفة.


ولادة سهلة وسريعة، وارتباك الأب
لينة عبد الكريم 26 سنة، تحكي قصتها أثناء الولادة وتتذكرها كما لو حدثت بالأمس، حيث شعرت، أثناء ولادتها لابنتها، برجلي الجنين الصغيرتين وهما ترفسان داخل رحمها بعنف، في محاولة للخروج للدنيا، فلم تتمالك نفسها من الضحك بصوت عالِ رغم الآلام، ووسط جموع الممرضات والطبيبة، مما أثار استغرابهم من موقفها.
تستعيد فاطمة حمادي، 50 سنة، ذكريات ولادتها لابنتها الأولى، فتروي أنها كانت مستيقظة تماماً وقت الولادة، والطبيبة تحاول أن «تخيط» مكان الجرح، وهي تتألم كثيراً، فدخل زوجها فجأة لغرفة الولادة ليخبرها أنه شاهد على الأبواب بالونات لونها أزرق وأخرى «بمبي» وسألها عن معنى ذلك، لترد عليه وسط الآلام «الأزرق معناه أن الطفل ذكر، والبمبي معناه أن الطفل أنثى» ليعود ويسألها مرة أخرى «وما معنى الألوان المتعددة؟» فترد عليه وهي تتألم وتصرخ قائلة «حسب نوع المولود» ليخبرها مرة أخرى وهو في قمة الارتباك، «ماذا عليّ أن أفعل الآن؟ » فترد عليه بعصبية «أذّن في أُذن البنت اليمنى وأقم في اليسرى ولا عليك من الألوان».


الطبيب أم الابن؟
أما أم كريم، 32 سنة، فتحكي وهي تتخيل حجرة الولادة وأثار المخدر، وهي في مرحلة الإفاقة، فكانت تنادي طوال الوقت «كريم، أين كريم؟» وتكرر مراراً، لتخبرها الممرضة أن كريم قد ذهب، وعند دخول والدتها عليها، قامت بالبكاء والصراخ «ماذا حدث لابني كريم، أين هو؟» فطمأنتها والدتها أنها تركته بنفسها عند أختها الصغرى عنها قبل أن تدخل إلى المستشفى، لتعرف بعد ذلك أن كريم هو أيضاً اسم الطبيب المسؤول عن التخدير في المستشفى.


سامية باصيور، 40 سنة، تقول: إن لها ذكريات عديدة مسلية أثناء ولادتها لأبنائها، فتذكر أن خوفها الشديد من كل شيء يجعل ولاداتها دائماً في تعسر؛ بسبب ما تمر به من قلق وتوتر حتى قبل ساعات الطلق الأولى، وفي إحدى الولادات تحكي وهي مبتسمة، أنه رغم أن كل شيء كان طبيعياً من نبض الجنين والضغط وما إلى ذلك أثناء ولادتي لابني الأصغر، وحيث إن الطبيبة أخبرتني مسبقاً أن الجنين هو أنثى، وجهزت كل الاستعدادات على أن الطفل الذي أنتظره هو أنثى، وبعد الولادة ومع أثار المخدر والتعب، لم أسمع بوضوح ما كان يدور حولي، وسمعت الجميع يقول إن المولود هو ذكر، لتقوم وتسأل والدتها «من الذي أنجب مولوداً ذكراً؟» لتجيب والدتها وهي في قمة السرور «ولد، ولد يا سامية» وتستمر بقولها «فمن هول الصدمة عندما علمت أنه ولد أغمى علي، ورغم حالة الإغماء التي انتابتني إلا أنني كنت أسمع ما يقال، فسمعت والدتي تصرخ وتبكي لما حدث لي من هول المفاجأة، لأشير بأصبعي لأخبرهم أنني لازلت على قيد الحياة، والطبيبة مندهشة مما يحدث.

ولادة في مدخل العمارة واستكمالها في السيارة.
وبخلاف الولادات داخل حجرة الولادة، قد تحدث أحياناً ولادات قبل الوصول للمستشفى، تحكي أم منير، 47 سنة، أنها قبل الولادة بيوم مشت كثيراً؛ لأنها سمعت أن المشي يسهل الولادة، وفي الصباح أحست ببعض الآلام وبعض السوائل التي قد تسبق آلام الولادة أحياناً، ولكن لم تتوقع أنها إشارات لوقت إنجابها للطفل، وقررت هي وزوجها أن يذهبا للطبيب من أجل المراجعة فقط، وتحكي بصوت مليء بالضحكات: وأنا أنزل الدرج شعرت بشيء غريب يحدث لي، ولم أستطع مقاومة الاندفاع الحاصل بين رجلي، قمت بالصراخ على زوجي مثل المجانين: «البيبي بيطيح مني الحقني»، وطبعاً لم يصدق زوجي ما أقول ليعتبر ذلك مبالغة ودلعاً، ويردد «يا شيخة اذكري الله وصلي عالنبي».

وتكمل بقولها أخيراً وصلت إلى مدخل العمارة، وإذا بالجنين ينزل في ملابسي، وأنا أصرخ بأعلى صوتي وكل من في العمارة يسرع للخروج ورؤية ما يحدث، أحمد الله أن رأس ابني لم يرتطم بالأرض، واجتمع من حولي لحملي أنا وطفلي، وعند دخولي للسيارة شاهدت ابني بين رجلي في المقعد الأمامي يصرخ ويبكي بكاءً شديداً، وزوجي اندهش مما يرى ويسمع، وأصبح يسوق مثل المجنون ليغير مسار الطريق من العيادة لأقرب مستشفى للبيت لاستكمال الإجراءات.


طرائف داخل حجرة الولادة
وعن المواقف الطريفة التي تحدث داخل حجرة الولادة، ومسبباتها، هل هي ردود فعل طبيعية لما تمر به الأم من الآلام؟ أم هي مجرد مصادفة تحدث مع هول الموقف؟
تخبرنا الدكتورة سعاد البشر، الحاصلة على الدكتوراه في علم النفس: "عندما تعيش الأنثى لحظات المخاض حيث الألم في أوجه، والآهات تتصاعد والشعور بالتعب الشديد جراء ذلك الجنين الذي يدفع بجسده للخروج للحياة، فإن الأنثى تمر بلحظات تتمنى أن تنتهي بسرعة، ومن شدة الألم، فإنها تقوم بتصرفات لصرف ذلك الألم عنها، فتقوم تارة ببعض الحركات كالشد على يد من حولها، أو الإمساك بقوة بيد السرير الذي قد تقتلعه، أو التفوه ببعض الكلمات التي لا تعي معناها؛ لأن تفكيرها مركز على الانتهاء من هذه المهمة العصيبة، فهي تريد الخلاص ولا تفكر بأي شيء آخر.