وداعا الساخر الضاحك.. حسن الحارثي

حسن الحارثي

اشتعل موقع التواصل الاجتماعي تويتر في أول أيام شهر رمضان بخبر رحيل الصحافي السعودي حسن الحارثي. غادر الدنيا وهو صائم دون أن يشهد نجاح الجزء الثاني من مسلسل سيلفي الذي خطه بيديه جراء اصابته بأزمة قلبية قبل الافطار.
رثاه جميع زملاء مهنة صاحبة الجلالة بصدمة ممهورة بالحزن الشديد والفرح في الوقت عينه لأنه قابل ربه جل وعلا في أول أيام لشهر رمضان المباركز نعم رحل في غرة شهر رمضان كما غرد على تويتر الصحافي السعودي أحمد عدنان قائلا: "لم نعرف حسن الحارثي الا وجها للبشاشة والنقاء.. خسارتنا كبيرة لكن ربحه أكبر بجوار عباد الله الصالحين في جنات النعيم بعد أن توفي في أبرك ليلة وهي غرة رمضان وفي أبرك حال الصيام وذلك فضل من الله عظيم".
تاولت المرثيات على تويتر من زملاء حسن الحارثي ومحبيه من مساء الأمس حتى وقت كتابة هذا المقال فقال الروائي السعودي يوسف المحيميد: "لم أقابله قط لكن التعازي التي لا تتوقف نؤكد أننا خسرنا انسانا نبيلا".
وصفه الاعلامي السعودي علي العلياني قائلا: "كان طموح، صادق، صبور، خلوق، طيب القلب، ونقي السريرة".
أما زملاءه في الجزء الثاني من موسم مسلسل "سلفي" فأصيبوا بصدمة شديدة جراء وفاته المفاجئة. هم الذين احتفلوا بالأمس بنجاح الحلقة الأولى من الموسم الثاني من العمل، ليخيم عليهم الحزن لرحيل أحد أبرز أعمدة الكتابة فيه وهو حسن الحارثين ما دفع زميله كاتب المسلسل خلف الحربي لرثاءه قائلا: "كل الكلمات لا تكفي للتعبير عن الفجيعة برحيله". وهذا ما ينطبق أيضا على بطل مسلسل "سيلفي" ناصر القصبي الذي غرد على تويتر قائلا: "رحم الله حسن الحارثي واسكنه الجنة.. كتب لنا حلقة وطنية بامتياز في سيلفي.. لكنه رحل قبل ان يشاهدها.. اللهم تغمد روحه الجنة وارزق اهله السلوان".
حصل حسن الحارثي على بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة أم القرى، حيث بدأ حياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية في إحدى مدارس مدينة الطائف السعودية. لكنه كان عاشقا للكتابة والصحافة منذ صغره. لم يجد نفسه معلما يقف أمام التلاميذ ليلقنوهم دروس اليوم فخطفته الصحافة من عالم التعليم الى بلاط صاحبة الجلالة، فبدأ مراسلاً ثم صحفيا وكاتبا في عدد من الصحف السعودية، حتى وصل الى منصب مدير التحرير في جريدتي الحياة ثم عكاظ.
لم يكتفي حسن الحارثي بعشقه للصحافة، بل طور ملكاته في الكتابة ليتوجه لاحقا الى عالم الدراما والمسرح، فحصل على درجة الماجستير في الكتابة المسرحية من بريطانيا، ليدخل باب التلفزيون من بوابته العريضة مع نصوص حلقات حملت توقيعه في كل من "واي فاي" ثم "سلفي".
أجمع كل من ثراه بدءا من ياسر العمرو وعلا الفارس وأحمد العرفج وآخرون أنه مثال للتسامح والطيبة والعفوية، وهو ما أكد عليه تغريدته الأخيرة على تويتر قبل بدء شهر رمضان حيث كتب الى كل أصدقاءه ومعارفه: "اللهم اني غفرت وسامحت جميع خلقك".
وما تجدر الاشارة اليه أنه قبل رحيله بيومين رثى الملاكم العالمي محمد علي كلاي من خلال فيديو قديم لذلك الأخير سأل فيه: "ماذا ستفعل بعد اعتزال الملاكمة؟" فأجاب محمد علي كلاي: :"استعد لملاقاة الله كل ما أملكه من عقارات ونجاح في الملاكمة لن يدخلني الجنة".
انها مفارقة القدر الذي جعل حسن الحارثي ينشر هذا الفيديو قبل يومين من رحيله!