يغيب عدد من أبرز نجوم الدراما السعودية عن خارطة السباق الفني في شهر رمضان الفضيل، ويأتي هذا الغياب ليثير عدداً من التساؤلات في أذهان الجمهور لاسيما أن هؤلاء الممثلين تصدروا الشاشة أبطالاً للأعمال في أوقات سابقة، وعلى رأسهم حسن عسيري وفايز المالكي، دون أن تظهر للعيان أسباب واضحة لهذا الغياب، لذا توجهنا بسؤال للناقد الفني والإعلامي محمد جراح حول ذلك، والذي ذكر لـ"سيِّدتي" أن الوسط الفني في السعودية منذ ما يقارب 4 أعوام وهو يعيد ترتيب نفسه، والأمر بات واضحاً للجميع، وقال: هناك مواهب شابة استطاعت أن تتصدر شباك الدراما على مستوى الإنتاج والتمثيل، مثل: فيصل العيسى الذي نجح في "شباب البومب"، وطارق الحربي صاحب الكاريزما المتجددة، إضافة إلى أسعد الزهراني وحبيب الحبيب اللذين سحبا البساط من أسماء كبيرة، وأصبحت منافستهما تتطلب فناناً بإمكانيات عالية وحقيقية ومقنعة للجمهور.
وأضاف جراح: فايز المالكي خاض تجارب إنتاجية فاشلة استنزفت جهده وقدمته للمشاهدين بصورة ضعيفة ومهزوزة، أما بالنسبة لحسن عسيري فعلى حد علمي أنه يصور عملاً ضخماً في تركيا يحمل اسم "البيت الكبير" موجهاً إلى الجمهور التركي، وهي تجربة لم نفهم مغزاها، ولكن نثق في حنكة ودهاء عسيري على مستوى الإنتاج، موضحاً أن المالكي فوت الفرصة على نفسه عندما فتحت له القنوات أبوابها ليقدم عملاً متكاملاً، إلا أنه خذل الجمهور في الأجزاء الأخيرة من مسلسل "سكتم بكتم"، ولم يقدم ما يشفع له بالاستمرار في "روتانا خليجية" عندما قدم مسلسل "خميس بن جمعة".
وبين جراح أنه إذا عقدنا مقارنة بين عسيري والمالكي، نجد أن حسن عسيري يتحرك بخطوات موزونة، فهو منتج ذكي ويعرف إدارة قواعد اللعبة جيداً، وقال: عسيري وإن اختلفنا معه في بعض الأوقات وقسونا عليه في النقد، إلا أننا لا ننكر أنه كان يحفظ ماء الوجه للدراما السعودية خليجياً وعربياً، واستطاع كمنتج سعودي اقتحام الدراما المصرية بمسلسل "الملك فاروق" في وقت سابق، وهو ذكي جداً.
وعند سؤاله عن خارطة الطريق لعودة فايز المالكي بعد الغياب لعامين على التوالي، قال: مسألة عودته شأن يخصه، ولكن على المستوى الفني من بعد الجزء الأول لمسلسل "بيني وبينك" وهو يعيش مرحلة ضياع فني حقيقية، وذكر جراح أن تكرار شخصية "مناحي" التي لازمته في السنوات العشر الماضية كان بمثابة "ورطة" وفخ سقط فيه؛ لأن صاحب الشخصية الحقيقي هو بكر الشدي رحمه الله، لذا إلى الآن لم يستطع المالكي إيجاد بديل لها، وأصبح يدور في فلكها لدرجة دفعت النجم ناصر القصبي في ظهور فضائي العام الماضي إلى أن يسدي له النصيحة بخلع جلباب "مناحي" وتقديم الجديد، وتابع: عندما حاول الخروج من شخصية "مناحي" قدم شخصية "خميس بن جمعة"، فأصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار، وهذه الشخصية هي الأخرى لم تحقق له النجاح المنتظر أو القبول من المشاهدين، وبالتالي لم تستمر.
وذكر جراح الذي تولى مسؤولية الشؤون الفنية في عدد من المطبوعات وشارك في عدد من مهرجانات الدراما والتلفزيون في الوطن العربي أن المالكي من الفنانين الذين لا يملكون النفس الإنتاجي الطويل رغم ملازمته لفترة ليست قصيرة لهامور الإنتاج صديقه اللدود حسن عسيري، موضحاً أن الدراما السعودية شأنها شأن الدراما في الوطن العربي، حيث عانت من ضعف النصوص، وهذا الأمر للأسف استغله بعض الفنانين في بعض الأعمال لتمرير "التهريج" و"الإسفاف" وعدم مخاطبة العقل الواعي للمشاهد على حد وصفه.
وبيّن أن المالكي حاول العام الماضي إنقاذ موسمه الرمضاني بخوض تجربة تقديم برامج المسابقات المباشرة وعبر شاشة مهمة هي الـ"إم بي سي"، إلا أن التجربة بحد ذاتها لم تكن ناجحة، وهذا الأمر يجب أن لا يتوقف عنده كثيراً كون التقديم المباشر للبرامج له مضمونه ولعبته الخاصة به التي لم يتقنها رغم محاولته خوضها عبر أكثر من قناة، وليس عيباً أن يتدرب على ذلك، مشدداً على أن الفشل تلو الفشل قد يولد الإحباط في نفس أي فنان، ويصبح مرتبكاً ومتوتراً إذا شعر بأن قطار الدراما يسير سريعاً، وهناك أسماء يوماً بعد يوم تسحب البساط منه وتجاوزته بمراحل، وقال جراح: أنت طلبت مني خارطة طريق لعودة المالكي، وأعرف أن هذا الأمر قد لا يروق له، ولكن الفنان الذي لا ينتقد لم يولد بعد، وفايز المالكي اسم مهم في خارطة الدراما، ومن صالح الدراما المحلية أن يعود إليها فايز المالكي وغيره، ولكن يجب عليه أن يعرف أيضاً أن عصر البطولات "المطلقة" انتهى، وعندما ينتج عملاً لابد أن يقدم معه أسماء كبيرة ويعطيها المساحة الكافية للظهور، معتبراً في الوقت نفسه أن أحد أسباب نجاح "سيلفي" على سبيل المثال جرأة النص وتنوع أدوار البطولة، فنجد أن نجوم الصف الأول، مثل: عبدالإله السناني، وريم عبدالله، وحبيب الحبيب، وأسعد الزهراني، يظهرون دائماً بصحبة النجم ناصر القصبي في أدوار مفصلية وحقيقية، والأمر نفسه يتكرر مع عبدالله السدحان الذي منح في أكثر من عمل أدوار بطولة للفنانين محمد العيسى وعبدالمحسن النمر وبدر اللحيد وعماد اليوسف، وهذا الأمر انعكس إيجاباً على أعمالهم وسلباً على أعمال المالكي الذي طوال تجربته الإنتاجية لا نجد حضوراً للأسماء الكبيرة في أعماله باستثناء الممثل الكويتي محمد المنصور الذي شاركه في مسلسل "خميس بن جمعة"، ثم أعلن للملأ ندمه على هذه التجربة للبخل الإنتاجي في المسلسل وتحكم المنتج فايز المالكي في كل تفاصيل العمل.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"
