بعد رحيل الكاتب المغربي والعالمي «محمد شكري»، قرر زملاؤه وأصدقاؤه تحقيق حلم راوده إبان حياته، هو إنشاء مؤسسة باسمه، تحفظ متعلقاته وأعماله وكتاباته وأرشيفه الخاص.
وبالفعل تم إنشاء المؤسسة، التي بدأت كل صيف تنظم خيمة أدبية مفتوحة؛ للحديث عن كاتب مبدع قلب موازين الأدب المغربي نهاية القرن الماضي، ليصبح محط اهتمام أدباء ونقاد العالم.
استحضر محمد بوخزار، الصديق الإعلامي لمحمد شكري، ومضات من ذاك المبدع الذي رحل ولم يرحل، حاضراً كل صيف في الخيمة.
يترقب أصدقاء ومحبو الكاتب المغربي الراحل «محمد شكري» بشغف موعد لقائهم السنوي في مدينة طنجة، آتين من أمكنة متباعدة من داخل وخارج المغرب؛ للجلوس تحت الخيمة الرمزية الوارفة الظلال، التي يثبّت أوتادها كل صيف القائمون على المؤسسة التي تحمل اسم مؤلف «الخبز الحافي» بمدينة البوغاز، حيث مضجعه الأبدي تحت الخيمة التي تنتقل من مكان إلى آخر، وتقام على مساحة في الهواء الطلق، يتحلق حول موائدها، جنباً إلى جنب، من ارتبطوا بالكاتب قيد حياته، أو قاسموه طوراً من أطوارها المثيرة الزاخرة بالصخب والتمرد، والإصرار العنيد على تأسيس كتابة طالما نهلت من معين ذات ملتهبة فوارة، شقت طريقها وحفرت اسمها بعصامية فريدة في واقع اجتماعي صلب عامر بالحفر والأخاديد زمن طفولة الكاتب.
خلال تلك الأمسيات الاحتفالية، التي تستغرق في الغالب حوالي ثلاث ساعات، اعتاد الشاعر والإذاعي عبداللطيف بن يحيى تنشيطها منذ دورتها الأولى، بصفته رئيس «مؤسسة محمد شكري»، وباعتباره أحد أخلص الحواريين والمريدين للراحل، منتقياً أسماء من المدعوين؛ للحديث عن جوانب من سيرة الراحل وأسرار صنعته الأدبية.
كيف ستكون الخيمة المقبلة؟
لم تكن «خيمات» شكري السابقة حلقات دراسية بالمعنى الأكاديمي، هي لحظات استحضار إنساني للترحم على روح شفافة، متمردة ترفض النفاق والمجاملات والاتباع في الإبداع.
موعد احتفاء الخيمة المقبلة حدد في منتصف شهر أغسطس (آب)، ولن تختلف في العمق عن اللقاءات السابقة، فقط قد يتغير مكان الحفل إلى فضاء فسيح يتسع لقائمة المدعوين، ضمنهم ضيف خاص من خارج المغرب، ففي السنة الماضية جاء إلى طنجة الروائي التونسي الحائز على «البوكر العربية» شكري المبخوت، وقبله المصري صنع الله إبراهيم.
فأية مفاجآت يخبئها رئيس المؤسسة، الذي يعترف، فيما يشبه النقد الذاتي، بأن «شكري» لم ينل بعد كل حقه، فهو جدير باحتفاليات أكبر، ليصبح لمؤسسته حضور مشع بين المنتديات الأدبية.
هذه السنة تكون الذكرى الـ81 لميلاد صاحب «زمن الأخطاء» في قبيلة اسمها «بني شيكر» في عمق الريف الأمازيغي.