السورية يسرا مارديني تنجو من الغرق وتصل الأولمبياد

يسرا مارديني
يسرا مارديني
يسرا مارديني
يسرا مارديني
يسرا مارديني
يسرا مارديني
6 صور

غالباً ما يمنحنا القدر ما لا ننتظره أبداً!!
هذا ما حدث مع السباحة السورية يسرا مارديني، ابنة العشرين عاماً، التي شاركت في الأولمبياد لهذا العام.
يظن من يسمع قصتها أنه أمام مسلسل تلفزيوني من بطولة أمل عرفة أو كاريس بشار!


هربت يسرا وشقيقتها العام الماضي من سوريا برفقة والديهما وثلاثين شخصاً إلى بيروت. كانت وجهتهم أوروبا وتحديداً ألمانيا. رسم المهرب للنازحين السوريين هؤلاء خط سيرهم الذي يمر بالبحر، حيث يتعين عليهم ركوب قارب مطاطي لعبور البحر الأبيض المتوسط من مدينة أزمير التركية إلى اليونان، وهكذا كان..


لم تجد يسرا وعائلتها بداً من ركوب القارب المطاطي حتى يصلوا إلى الطرف الأوروبي الآمن. هذا رغم كل خوفها من حوادث الغرق التي تعرض لها اللاجئون السوريون أثناء محاولات هروبهم إلى أوروبا، إلا أنها ركبت القارب المطاطي متسلحة بإيمانها وإلمامها الجيد بالسباحة التي تعلمتها في سوريا على يد والدها منذ سنواتها الثلاث الأولى.


كان سوء الطالع ينتظر يسرا، حيث تعطل القارب في وسط البحر وتسربت إليه المياه. تعالى صراخ الركاب خوفاً من الموت، فما كان من يسرا إلا أن قفزت وشقيقتها إلى المياه وتناوبتا، خلال ثلاث ساعات ونصف الساعة، على جرّ القارب إلى الشاطئ.


وصلت يسرا بمعجزة إلهية -كما قالت- إلى اليونان، لتكون بداية رحلتها الأوروبية بين السير على الأقدام وركوب القطار، وتقول عن هذه الرحلة: «لقد دمر منزلنا في سوريا. لم نعد نملك أي شيء سوى أن نهرب بأرواحنا إلى أوروبا، حيث قطعنا رحلة طويلة من مقدونيا إلى صربيا فالمجر والنمسا. كانت تجربة قاسية، خصوصاً أننا اضطررنا للاختباء ساعات في حقول الذرة على الحدود الصربية – المجرية؛ حتى لا تعتقلنا الشرطة كوننا لاجئين غير شرعيين. شاهدت هذه الأمور في الأفلام، لكني لم أتخيل يوماً أننا سأكون بطلة لأحدها!».


اعتقلت الشرطة المجرية يسرا وعائلتها في محطة القطار، حيث اصطحبوهم إلى مخيم للاجئين السوريين، إلا أنهم هربوا بعد ثلاثة أيام إلى النمسا، حيث قدمت عائلتها طلب لجوء رسمي إلى الحكومة، ما سهل انتقالهم لاحقاً إلى مخيم اللاجئين السوريين في مدينة برلين الألمانية لتبدأ رحلة من نوع آخر.


أرادت يسرا الالتحاق بنادي للسباحة، وهو ما وفره لها مترجم في المخيم، حيث تواصل مع النادي الألماني للسباحة، الذي بدأت تتدرب فيه عند الفجر قبل ذهابها إلى المدرسة، ما أهلها للمشاركة في الألعاب الأولمبية هذا العام، ضمن سباقي الـ100 متر فراشة والـ100 متر سباحة حرة، خصوصاً أن اللجنة الأولمبية الدولية رشحت 43 منافساً على اللائحة القصيرة لفريق اللاجئين الذي شارك تحت العلم الأولمبي، بمن فيهم كونغولي يعيش في البرازيل وإيراني يعيش في بلجيكا، في محاولة لتوجيه رسالة أمل إلى جميع اللاجئين حول العالم، كما صرحت اللجنة الأولمبية.


أما عن تجربة الألعاب الأولمبية، فعبّرت عنها يسرا قائلة: «كنت أحلم دائماً بالمشاركة في هذه الألعاب، وبعد الانتهاء من هذه الدورة سأركز على تمارين السباحة لاحتراف هذه الرياضة التي سبق وبدأتها في بلدي سوريا قبل هروبنا من نار الحرب، حيث أحرزت لقب بطولة سوريا في مسابقات 200 و400م حرة، و100 و200م فراشة. أنا سعيدة بعودتي إلى السباحة بعد انقطاع دام عامين بسبب مأساة النزوح. ها أنا الآن أستعيد لياقتي البدنية، والدليل أدائي الجيد الحمد الله في الألعاب الأولمبية».