تجمد جسد ابنتها لتعيدها للحياة بعد 200 سنة

صورة تعبيرية
القاضي البريطاني "بيتر جاكسون" الذي حكم لصالح الفتاة
تحضير الفتاة
منشأة تخزين وتجميد الموتى في أمريكا
4 صور

في قضية قانونية غريبة هي الأولى من نوعها في بريطانيا وربما في العالم أيضاً، كسبتْ طفلة بريطانية في الرابعة عشر من عمرها الدعوى التي تقدمتْ بها للمحكمة من أجل الحصول على الحق في (تجميد جسدها بعد موتها) على أمل أن " تستيقظ " بعد عشرات السنين ويكون ثمة علاجٍ لمرضها الذي عجز الأطباء عن إيجاد دواءٍ له.

ما بين موافقة الأم وممانعة الأب
والفتاة التي منع القاضي التصريح بهويتها كانت تعيش مع أمها في لندن وقد أصيبتْ منذ نحو عام بنوعٍ نادرٍ من السرطان وأخبرها الأطباء بأنها في المرحلة الأخيرة وانهم سيوقفون العلاج لأنه لم يعد نافعاً وإنها سوف لن تعيش طويلاً. وقد دفعها هذا الخبر إلى البحث عبر الإنترنت عن (تقنية تجميد الأجسام بعد الموت) وعن التكاليف وطريقة التواصل مع الشركة التي تقوم بهذه العملية والمتواجدة في امريكا. ولأنها ما تزال طفلة فانها كانت بحاجة إلى موافقة والديها وتوقيعهما على الطلب. وقد تفهمت الأم رغبة إبنتها وتعهدتْ بتنفيذها فيما رفض الأب المنفصل عن والدتها والذي يعاني هو أيضاً من السرطان هذه الفكرة، وقال بأن هذه الطريقة غير مضمونة النتائج وانها تُدخل العائلة في تجربةٍ صعبةٍ هي في غنى عنها، وتساءل عن مصير إبنته إذا ما استيقظت بعد كل هذه السنين ووجدتْ نفسها في بلدٍ غريبٍ ودون أهل أو أقارب وربما حتى بدون ذاكرة!

المحكمة تُحسم الأمر
وإثر ذلك لجأتْ الطفلة إلى المحكمة وكتبتْ رسالة مؤثرة للقاضي قالتْ فيها:"لا أريد أن أموت وأدفن في التراب بل أريد أن أعيش لفترةٍ أطول وقد فكرتْ أن أجّمد جسمي كي أحصل على فرصةٍ للشفاء مستقبلاً ".
وقد تعاطف القاضي معها وكان حريصاً على تحقيق رغبتها واحترام ارادتها وأوكل لأمها مهمة الإشراف على تجميدها، وقد دافع عن قراره هذا والذي أثار كثيراً من التساؤلات الأخلاقية والإجتماعية والدينية وحتى الطبية. فيما أيده آخرون وقالوا ان تقنية التجميد تتأرجح ما بين الخيال العلمي والواقع وان الأمر يعتمد كلياً على التقدم الطبي في المستقبل والذي قد يحدث وقد لا يحدث ولكن يبقى الأمل أفضل من الموت المؤكد.

الرهان على المستقبل
وقد توفيتْ الطفلة بعد عشرة أيام من قرار المحكمة وكانت جدتها قد جمعت المبلغ المطلوب، وقام فريق من الأطباء المتطوعين باستبدال دمها بسائلٍ مقاومٍ للتجمد مباشرة بعد حدوث الوفاة وقبل ان تموت خلايا الدماغ بسبب نقص الأوكسجين ثم بدأوا بتبريد جسمها ببطء باستعمال الثلج الجاف إلى أن وصلتْ درجة حرارته إلى ما تحت الإنجماد بسبعين درجة وبعدها أحاطوها بالثلج وشحنوا الجثمان الى منشأة التخزين في أمريكا لتكون واحدة من بين مئات الأشخاص الذين اختاروا أن يموتوا بهذه الطريقة بعد أن راهنوا على التقدم العلمي في المستقبل والذي ربما يمنحهم فرصة ثانية للحياة .

في سطور
• هي واحدة من بين عشرة بريطانيين جرى تجميدهم كما انها الطفلة الوحيدة بينهم.
• ثمة قانون بريطاني صادر في عام 2004 يُنظم عمليات تجميد الأنسجة البشرية والحيوانات المنوية والأجنة ولكن لا توجد إشارة واضحة إلى تجميد الأجسام
• أمريكا وروسيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تقومان بهذه العملية
• هنالك ثلاث شركات فقط في كل العالم تتبنى هذه التقنية
• تبلغ كلفة هذه التقنية مابين 37 و200 ألف جنيه استرليني

 

إن كنت تدققين في تفاصيل كل شيء، فهل يعني هذا أنك مهووسة بالمثالية؟ التفاصيل في عدد سيدتي 1863 المتوافر في الأسواق.