mena-gmtdmp

ما كذبت مشاعري!

أميمة عبد العزيز زاهد


لماذا كنت متأكدة بأن غيابك عني كان مجرد خدعة، وكنت واثقة بأنك فعلت ذلك لتقيس مدى حبي لك، ولتعرف ما سيفعله بُعدك عني، ولن تلبث أن تعلن نهايته وتعود لي مرة أخرى، لكنك كنت صادقًا في غيابك، وكذبت مشاعرك تجاهي، وطعنت قلبي، واخترت الرحيل من دون إرادة مني، واكتشفت أن مشاعري تجاهك كانت صادقة، وما كذبت يومًا عليك ولا على نفسي.. نفسي التي قررت أن تجمد حبك في أعماقها علها تحتفظ بالباقي من كبريائها، وعشت بعدك في دائرة مفرغة بلا هدف وبلا أحلام ولا أمنيات، نعم بسببك توقف نبض قلبي تجاه ذلك العالم المجهول المسمى بالحب، فما تعلمت أبجدية العطاء إلا منك، ولم أنس مشاعري السلبية إلا في وجودك، فقد كنا دومًا معًا، نخرج معًا، نأكل معًا، نضحك معًا، وكانت الدنيا تضحك من حولنا، كان صوتك يتهادى كسيمفونية رقيقة تنادي عليَّ، وكنت أتعمد الصمت لأسمعك، كنت أشعر بأن الحياة أهدتني ما تمنيته طوال عمري، فقد وهبتني إنسانًا يفهمني من نظرة عينيَّ من دون أن أتكلم، وكنت دومًا تخبرني بأنك لا تعرف كيف كانت حياتك ستسير لو لم يهدِك الله إنسانة مثلي، إنها حكاية حب من نوع خاص،

والآن بعد رحيلك، ما زالت صورتك أمام عينيَّ لا تفارقني، وذكرياتك معي تحاصرني بإصرار، ولا تسمح لي بمجرد التفكير في النسيان.

حتى برزت أنت وانزويت أنا، نجحت أنت في حياتك وفشلت أنا، إنه فراق في المكان والزمان، لقد فررت مني حتى لا تحمل نفسك مشقة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت سببها، فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك كنت صادقًا في حبك؟! فأنت لم تحب إلا نفسك، لقد رحلت وتركت جرحًا جديدًا في أعماقي، رحلت لتؤكد لي بما لا يترك مجالاً للشك أن هذه الدنيا لا مكان فيها للصدق والإخلاص، وبعد أن تركتني غرقت من جديد في بحر الأحزان لتمضي بي الأيام وبداخلي تلال خيبة الأمل والانكسار، رحلت وبرحيلك سطرت رسالة أخيرة في عمق إحساسي تحذرني من فتح باب قلبي مرة أخرى، لا لم أتعلم، لكن فقط أتألم، واكتفيت بالألم عن الأمل، فأنا لم أستطع مقاومة مشاعري الرافضة للسعادة من دونك، ولم أزل متعلقة بالذكريات وبماضٍ لن يعود، ليتني أتمكن من نسيانك حتى أستريح!

 

 

أنين الحب

«ضاع عمري مرتين.. مرة قبل أن ألقاك.. والثانية.. عندما لم أعد ألقاك»