الرجولة قيمة عملاقة

كلنا نتفق بأنه لا يوجد إنسان كامل؛ لأن الكمال لله وحده، وبالتأكيد توجد هناك عيوب في كل من الزوج والزوجة يمكن أن يتحملها كل منهما من الآخر، ويتجاوز ويتغافل عنها ويتعايش معها، لكن في المقابل هناك عيوب لا تستقيم معها الحياة الزوجية ولا تستمر ولا يجدي معها إصلاح، ومن ضمنها الشك، فالزوج الشكاك يحول حياته وحياة زوجته إلى جحيم؛ لأن من أهم الأسس لبناء الحياة الهادئة والهانئة وجود الثقة المتبادلة، وهي سر استمرار السعادة في الحياة الزوجية، حكت لي زوجة عن قصتها فقالت لم أعرف حقيقة الرجل الذي تزوجته إلا عندما جمعنا بيت واحد، ومن أول شهر لاحظت غيرته التي كانت تفوق الوصف، وكلما ناقشته كان يبرر تصرفاته وردات فعله بأنها مجرد غيرة نابعة من خوفه عليّ، حاولت أن أقنع نفسي بذلك، فأنا أحببته بعمق؛ لذا صدقت بأن كل ما يفعله كان بدافع الحب، ومع مرور الوقت سوف تخف حددته، ومرت أيام قليلة عشنا خلالها الهدوء والسعادة، وشعرت بأني سأقضي أجمل أيام حياتي، وظننت أنه بالفعل قد تغير، لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولم يستمر الحب والدفء فسرعان ما تغير كل شيء وعادت شكوكه تدور في قلبه وعقله، وتحولت ظنونه لغيرة قاتلة وتكررت المشاكل بدرجة أقوى وأعمق، والمشكلة أنه لا يشعر بمدى تعبي وإرهاقي الذهني والعصبي والنفسي، حاولت التفاهم معه ومحاورته بكل هدوء لأعرف ما الذي يفكر فيه، وممن يشك ولماذا أصلا يشك وما الذي يجعله يتصرف مثل هذه التصرفات التي تجرح كرامتي وتشعرني بأنه يلف حبلاً حول عنقي؟ فاتهاماته المستمرة ليس لها أي أساس من الصحة، وكلها مجرد تخيلات، لكن مع الأسف لم أسمع سوى صدى صوتي،حتى أصبحت المشاكل هي السمة الأساسية بيننا، وتحولت حياتي لسلسلة من الاتهامات وشقاء لا يطاق، بعدها وضع لي قائمة من المحظورات فسحب هاتفي الخاص، وقال يكفي عليك هاتف المنزل، والذي جعله جهاز استقبال مزودًا بجهاز تسجيل حرمني من الخروج.. لا لشراء متطلباتي..لا.. لاحتياجات المنزل.. لا للزائرات.. لا للزيارات، حتى أهلي لا أزورهم إلا إذا كان بصحبتي، فهو يحصي عليَّ حتى أنفاسي.. خطواتي.. همساتي، وكان بإمكاني أن أتحمل وأصبر، وأن أتجاوز أي خلاف معه لكي يسير المركب ولا ينهار المنزل، لكن أن يصل به الحال أن يتهمني في أعز ما أملك «شرفي» فلا، ولن يمكنني أن أتحمل أكثر من ذلك، فقد تأكدت بالفعل أنه إنسان مريض نفسيًا، فطلبت منه بكل هدوء أن ننفصل، لكنه لم يتحمل فكرة ابتعادي عنه، وطلب مني أن أمنحه فرصة أخيرة، وإذا تكررت تصرفاته فسوف يستجيب لطلبي، حقيقي أنه تراجع واعتذر وندم، ولكنني صارحته بأني لن أخدع أحاسيسي ومشاعري، ولن أجبر عقلي ولا كبريائي على الاستمرار معه، فأنا أعيش أتعس أيامي، فهو لم يكتف بقتل أحلامي وأمنياتي وسعادتي، وإنما اغتال كرامتي، وبنى بتصرفاته سدًا منيعًا، سدًا من المستحيل اختراقه، فأنا لن أنسى نوبات شكه التي جعلته يتجرأ ويتخيل ويتوهم أني زوجة خائنة، فلن أسامحه ولن أغفر له مدى حياتي

أنين الرجولة

الرجولة مواقف.. الرجولة حائط سميك يحمي كل الذين يحيطون بالرجل.. الرجولة قيم حميدة يغرسها الرجل بسلوكه

الرجولة قدوة في التصرف... الرجولة عقل راجح... الرجولة يد تمسك لحماية الأسرة، الأقربون أولى بالمعروف ثم يأتي من بعدهم الأبعدون.. الرجولة قيمة عملاقة أتمنى أن يتفهمها الرجال، فالرجولة كلمة لها أبعاد كثيرة وعميقة وشاملة، وليست مجرد حروف مطبوعة ليست مجرد إنسان يضاف إلى سجل الذكور بين المواليد

نادية عابد