قال: رغم أنَّ زواجي لا يتعدى سبع السنوات؛ إلا أنني أفكر جدياً في أن أتزوج على زوجتي، بعد أن تعبت من حياتي معها؛ فالزوجة الحريصة على زوجها وعلى أبنائها وترغب بالاستقرار، تبذل الجهد للحفاظ على سعادتها وسعادة أسرتها، وتحاول تعديل تصرفاتها، ولا تظل على ماهي عليه من اللامبالاة وعدم الاهتمام.
يا سيدتي، معاناتي تتلخص في: أنَّ زوجتي تجيد فنَّ التهرب من المسؤوليَّة، ولا تقوم بدورها كزوجة وأم وربة منزل؛ ليس لديها أية اهتمامات، ولا تطمح إلا للمزيد من الأمور التافهة؛ لتعيش لحظتها؛ فدائرة اهتمامها لا تمتد أبعد مما تراه عيناها وتسمعه أذناها، وكم أوضحت لها، أنَّ تبحث في أعماقها، وتعرف ما ينقصها، وتسعى إلى تطوير نفسها، لدرجة أنني أقنعتها، أن تستكمل تعليمها، وكنت دائماً أشجعها لتلتحق بدورات، أو تذهب لمحاضرات؛ لتتعلم وتتثقف؛ لعلها ترى الدنيا على حقيقتها، لكنَّها مع الأسف، ليس لديها أي جديد أو قديم في سبيل تنمية عقلها أوعقول أبنائنا، وتأصيل القيم الجميلة في نفوسهم، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم. تتجاهل وتغفل دورها الجوهري في تربية وتوجيه أبنائنا، ودورها في المنزل؛ فمن تهتم بالمطبخ وتنظف وترتب الملابس؟ ومن تربي الأطفال؟ ومن توقظهم صباحاً؟ أهي الخادمة؟. إنَّها زوجة مهملة، لدرجة عجزها حتى عن الإشراف على نظافة المنزل وتنظيمه؛ فالقذارة تنتشر هنا وهناك، والملابس أجدها في كل مكان، هذا عدا عن غيرتها التي تصل لدرجة الشك، وتتصور أنني ملك خاص لها، يجب أن أكون معها طوال الوقت، رغم أننا نسافر معاً عدة مرات في السنة، وأقضي معها عطلة نهاية الأسبوع، ورغم أنني منحتها مطلق الحريَّة والثقة في الخروج وقتما تشاء؛ إلا أنَّها دائمة الشكوى، وتتذمر من كل شيء، وما يؤلمني هو، أنني لم أحرمها من شيء، وألبي لها معظم طلباتها، ولم أبخل عليها بأي شيء، لكنها دائماً تشعرني بأنَّ كل شيء ينقصها.
أنا لم أطلب المستحيل، كل ما أتمناه أن تبذل جهداً حقيقياً مخلصاً وواعياً؛ لتحافظ هل بيتها وكيانها، وعلى حبي وعطائي، فهي كزوجة، لها دور كبير في نجاحي في عملي ودعمي، لكني أشعر بأنَّها تدفعني دفعاً إلى الخلف بسوء تصرفها وإهمالها وشكها، هي كذلك منذ تزوجتها، لكنني كنت ألتمس لها الأعذار، وليس العذر، فأنا إنسان -ولله الحمد- أخاف الله وأخاف أن أظلمها، لأعود وأمنحها فرصة وراء أخرى، وأعيد محاولاتي المتكررة، حتى مع والدتها؛ لعلها تنصحها، لكن لا حياة لمن تنادي، فإلى متى سأتحمل وأصبر؟ والعمر يمضي، والخلافات بيننا ما زالت قائمة؛ لدرجة أني أصبحت أقضي معظم وقتي في مكتبي؛ لأبتعد عن جو المشاكل، فهل بعد ذلك يحق لأحد أن يلومني لو ضقت من انتقاصها المتعمد وإهمالها المتأصل؟ أنا متيقن من أنَّ اللحظة التى سينفد معها صبري ستأتي قريباً، وتموت فيها مشاعري تجاهها وتخمد خموداً نهائياً.